::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - "البويات".. موضة بمدارس البحرين!

إسلام أون لاين.نت - سيف الدين عثمان

المنامة - "قررنا الزواج بعد قصة حب عنيفة، لكن أسرتها رفضت، فما كان منها إلا أن تحدت أهلها، وتوجنا حبنا بالزواج".

لا شيء مما سبق يختلف عن سيناريو العديد من قصص الارتباط، لكن أبطال القصة ومكان حدوثها هم من يجعلونها فريدة من نوعها.
الأبطال هم: الحبيبة "فتاة" والحبيب "فتاة" أيضًا، لكنها "بوية" وجمعها "بويات"، وهي كلمة عامية بحرينية مأخوذة من اللفظة الإنجليزية "boy"، أي ولد، وتعني الفتاة المتشبهة بالرجال.كما "عقد القران" بواسطة فتاة، وشهدت عليه فتاتان وسط جمع كبير من الفتيات.

أما عن مكان العرس، فقد كان دورة مياه إحدى مدارس البحرين؛ إذ إن كل شخصيات الحدث طالبات في المدرسة.

جلسة ساخنة

http://www.islamonline.net/servlet/S...&ssbinary=true
النائب عبدالله الدوسري

القصة السابقة، وغيرها دفعت النائب عبد الله الدوسري إلى تفجير قضية "البويات" في جلسة مجلس النواب الأخيرة، ومع احتدام النقاش مع وزير التعليم ماجد النعمي، هدّد الدوسري بأنه سيمهل الوزارة شهرين، وسيراقب انتشار الظاهرة في مدارسها، وإن لم يكن هناك تجاوب، فسيسعى لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية.

وأكد النائب أنه لم يكتف بما تناولته الصحف المحلية عن الظاهرة، بل استمع لقصص الكثير من المتضررات، وتساءل عن أسباب عدم توظيف خريجات الخدمة الاجتماعية؛ لضبط هذا السلوك الشاذ بالمدارس، مؤكدًا أن توظيف باحثة اجتماعية أو 3 ليس كافيًا لملاحظة 600 طالبة بمدرسة واحدة.

"الوزير لم يعترف"

http://www.islamonline.net/servlet/S...&ssbinary=true
الوزير ماجد النعيمي

الوزير رد على النائب ذي التوجه الإسلامي بقوله: "لا أعرف معنى مصطلح "البويات"، والطلبة في خارج المدرسة ليسوا من اختصاصات الوزارة.. فأين دور الجمعيات وبقية مؤسسات المجتمع المدني؟".
ومضى قائلاً: "نغطي أكثر من 125 ألف طالب وطالبة، وهؤلاء يمرون بمراحل مختلفة، وإذا كانت المخالفات المشار إليها مخالفات سلوكية، فاللائحة فيها شدة وتدرج في العقوبة".

وحاول الوزير طمـأنة الأسر من خلو مدارس الوزارة من مثل هذه التصرفات، مضيفًا أنه في حال وجود تصرفات فيها تحرش جنسي، فإن هناك عقوبات رادعة تصل إلى الفصل من الانتظام الدراسي.

وفي ختام نقاش ساخن دام نحو الساعتين، حمّل النائب الدوسري الوزير المسئولية كاملة، مضيفًا أنه: "إذا كان الوزير يقول إنها حالات فردية، فأريد أن يزودني بالأرقام للتأكد من كونها حالات فردية.. كنا نريد من الوزير أن يعترف، لكنه لم يعترف".

وينتظر أن تشهد جلسات برلمانية قادمة نقاشًا حادًّا حول "البويات"، خاصة أن الإسلاميين (سنة وشيعة) اللذين يسيطرون على 30 مقعدًا من إجمالي مقاعد البرلمان، وعددها 40 مقعدًا، أعربوا عن استيائهم من هذه الواقعة.

مشكلة نفسية.. وموضة

وترى الدكتورة "بنة بوزبون"، مديرة مركز "بتلكو" لرعاية حالات العنف الأسري الذي يعالج بعض حالات "البويات" أنهن: "لا يعانين من أي خلل أو اضطراب عضوي أو هرموني، بل من اضطرابات نفسية، وبعضهن تحولن إلى مسترجلات تماشيًا مع الموضة، أو ليصبحن محط أنظار وحديث الطالبات".

وأرجعت في تصريح لـ"إسلام أون لاين. نت" انتشار الظاهرة إلى: "الانفتاح على العالم الخارجي من خلال الفضائيات والإنترنت، وما تسببه أحيانًا من تأثيرات سلبية، وضعف العلاقة بين الطالبات وأسرهن وكذلك الهيئة التعليمية، وعدم قيام الإرشاد الاجتماعي بدوره الصحيح".

من قصص البويات

خروج ظاهرة "البويات" إلى النور يرجع الفضل فيه إلى الصحف المحلية التي نشرت في الأيام القليلة الماضية الكثير من القصص حولها. وتقول الطالبة "ر": "بدأنا لا نشعر بالجو المدرسي، بل صرنا كأننا بإحدى المجمعات التجاري، فالبنات يظهرن بكامل زينتهن للفت نظر البويات، فالبوية تفضل الحبيبة الجميلة والمتأنقة".

وترى "أ.س" أن وجود البويات خلق لهن "برنامج" في المدرسة: "أصبح لدينا أشياء تشغلنا، فنحن نراقبهن من بعيد، ونتابع كل تصرفاتهن وحركاتهن، فهن يتصرفن كالشباب تمامًا، يعاكسوننا ويسمعونا أجمل كلامات الغزل ويشعروننا بأنوثتنا".

أما "د.ج" بالمرحلة الإعدادية، فحاولت إحدى "البويات" التحرش بها عند دخولها الحمام، فما كان منها إلا أن أسرعت بغلق باب الحمام، ثم ركضت إلى الخارج لتخبر زميلاتها بما حدث، وأقسمت ألا تدخل حمام المدرسة مرة أخرى.

أنا "بوية"

قصص "البويات" لا تخلو أيضًا من الغيرة؛ إذ تقول الطالبة "م. ي" أنها شاهدت معركة ضارية بين "بويتين" على فتاة، كي يتاح للأخيرة اختيار "البوية" الأقوى.

كما تقول "ز.ح": "في إحدى الأيام شاهدنا حسابًا عسيرًا بين بوية وحبيبتها، فقد كانت تصرخ وتشتم، والأخرى تبكي، والسب هو أن البنت خانت البوية مع بوية أخرى".

ولا تجد "البويات" وضعهن غريبًا؛ إذ تقول إحداهن: "أشعر بقمة الرضا، ولا أخجل من كوني بوية، فهذا هو الوضع الطبيعي الذي يفترض أن أكون عليه.. فأنا لا أشعر بأنني فتاة رغم أنني فسيولوجيًّا بنت. فلدي قوة بدنية، وأستطيع لفت نظر كل فتاة تراني، وهذا ما يثير غيرة حبيبتي، فتطالبني بالامتناع عن التحدث مع أي فتاة".

أما أنا فحبيبة

وعما توفره لها "البوية" تقول الحبيبة: "تعطيني العطف والحنان، بالإضافة إلى الأمان فمهما حدث بيننا، فإنها لن تفضحني كما يفعل الشباب".

وتنتهي بعض هذه القصص بزواج "الحبيبة" زواجًا طبيعيًّا برجل، وتروي الطالبة "م" حكاية صديقتها "البوية" قائلة: "كانت لي صديقة مسترجلة، وكانت لها حبيبة معنا في نفس المدرسة، وكانت تعشقها بجنون، لكن بعد فترة تزوجت الحبيبة مخلفة وراءها ألمًا وحسرة في قلب البوية التي لزمت الفراش عدة أيام بعد إصابتها بانهيار عصبي".

المصدر موقع اسلام أون لاين ، يوم الاثنين 19 فبراير 2007