::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: (http://alduwaser.org/vb/index.php)
-   :: قسم القـــصص والروايـــات :: (http://alduwaser.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   احوال ونفسيات الناس (http://alduwaser.org/vb/showthread.php?t=3000)

سالم الغريري 10-07-2005 01:20 PM

احوال ونفسيات الناس
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد قرأت هذه القصة من أحد القروبات فأحببت أن أنقلها لكم

لما تمثله من واقع يعيشه أغلبنا

فمع القصّة:تقول الراوية

رَوَت لي صديقتي التي تشغل مركزاً مرموقاً في مؤسسة كبيرة، أنها سمعت ذات يوم أصواتاً - عالية وضجيجاً خارج مكتبها أعقبه دخول أحد الموظفين مستنجداً بها من وقاحة إحدى الْمُراجِعَات وعدم استطاعتهم السيطرة عليها.
تقول صديقتي: طلبت من الموظف إرسالها إلـيّ، وبعد دقائق دخلت سيدة في الخمسينات تقريباً، تدل هيئتها على أنها استهلكت جزءاً كبيراً من صباحها في الشجار، فقد بَدَت عيناها حمراوين وعباءتها على كتفها وشعيرات نافرة تطل من تحت حجابها. وبشكل عام كانت كالعاصفة، فما إن دخلت وألقت السلام ورددتُ عليها، وقبل أن أطلب منها الجلوس صرَخَت قائلة: "ولماذا لا تنهضين لتحيتي؟ ومَن تعتقدين نفسكِ، وكلّنا بشر، ولِمَ هذا الغـــــرور؟". وظلّت تكيل الاتِّهامات بصوت عال، ومن خلف الزجاج رأيت عيون الموظفين تتابع ما يجري عدا أنهم كانوا يسمعون بالطبع، ولأن المكان الذي أعمل فيه حسّاس جداً، كان أمامي خياران، إمّا أن أُسيطر على الموقف بسرعة، أو أستدعي لها ر جال الأمن. وكان عليّ أن أُقرِّر في ثوانٍ، خاصة أنّ الموظف الذي جاء يشكوها، قال إنهم جرّبوا معها كل أنواع الصبر وهي مُصرّة على التلفُّظ بعبارات غير محترمة في حقّ موظفين لم يقوموا بخدمتها كما يجب.
ووجدتني أنهض بهدوء من دون تفكير، وأتّجه إلى هذه السيدة الْمُهتَاجَة، وأُقبِّل رأسها اعتذاراً، لأنني لم أنهض من مقعدي لتحيتها. وهنا اختفى الصوت الغاضب ورأيتها تتلفّت بذهول وكأنها صُدِمَت بتصرفي، ولم أتردَّد من تكرار ما فعلت. كان هناك شيء يدفعني إلى هذا الفعل، على الرغم من علمي بما سيقوله الموظفون عن مديرتهم التي تصرفت بشكل ذليل وخانـــع مع زبونة، أو مُراجعة وقحــة، وما إلى ذلك. رفعت أطراف قدمي حتى أصل إلى قامتها "الطويلة" وقبّلت رأسها ثم أجلستها بهدوء على الكرسي الْمُقابل لمكتبي وعدتُ لمواجهتها، وأنا أُكرِّر عبارات الاعتذار. فمهما كنت منهمكة ومشغولة، عليَّ أن أُبدي الاحترام الواجب لِمَن هو أكبر مني، وأن أقف احتراماً له. وسألتها في النهاية عن الأمر الذي جاءت من أجله، وظلّت تدير بصرها في الغرفة بذهول، ثم نظرت إلى أصابعها وظلّت صامتة. تحاشيت أن أنظر إلى أكوام العمل الذي ينتظرني، والذي سيمنعني من الانصراف في الموعد الْمُحدَّد إلى منزلي، وسيُجبرني على البقاء ساعات أُخرى، وبقيت صامتة أنا الأُخرى، بعد دقائق، بعد نصف ساعة، بعد دهـــر، لا أدري بالضبط، جاء صوتها خافتاً ومخنوقاً ومخالفاً للصوت الذي أثار أعصاب الجميع لفترة.
قالت: "ابني الكبير مات الأسبوع الماضي". لم أجد رداً مناسباً، نظَـرَت إلى وجهي، لعلّها وجدت تعبيراً أقوى من الكلمات، فأكملت: "إنه الوحيد الذي لم يُسبِّب لي أي عَنَاء أو تعب، لقد كان ابني وصديقي وسَنَدي، أعانني في تربية شقيقتيه الْمَعاقتين، بعد وفاة والده فقدته في حادث سيارة، لم يُكمل الثالثة والعشرين. كنت منهمكة في إعداد الوجبة التي يحبها، والتي طلبها مني قبل أن يُغادرني في الصباح، وجاءني خبر رحيله. لقد استقلت من عملي بعد أن تكفّل هو بنا وتفرّغت لرعاية أختيه. ليس لي صديقات وأهلي يكرهون زيارتي لهم بسبب إعاقة ابنتيّ لم يعد لديَّ مَن يسمعني أو يتحدث معي". وأجهشت بالبكاء ووجدتُ دموعي تنهمر رغماً عني، وكرهت نفسي، لا لأني للحظة فكّرت في أن أُسلّمها إلى رجال الأمن، كان لديها مُعامَلَة مُعلَّقة تريد أن تُنهيها، ولعلّها كانت تبحث عمَّن يسمع صوت حزنها. وما أصعب أن يفقد المرء أحباءه!

فأين نحن من تفهّم أحوال ونفسيات الناس

وهذه القصّة تذكرني بقصّة ذكرها أحد المشايخ وأضنه الشيخ سليمان الجبيلان

يقول كنت في أحد الأيام راكباً في طائرة فلفت انتباهي أطفال يلهون ويلعبون غير مكترثين بإزعاجهم للركاب

والأدهى من ذلك أن أباهم كان بجوارهم ولم يكلف نفسه بإسكاتهم على الأقل

فجلست بجوار أبيهم أحدثه وأتكلم معه فقال لي إن زوجتي ـ أم الأطفال ـ قد توفيت قبل يومين وأن أريد أن أشغل الأطفال عن أمهم فلذلك تركتهم يلعبون!!!

فيالله أغلبنا يغلب عليه الظن السيئ إلا من رحم الله



منقول

يوسف الهيزم 15-07-2005 06:29 PM

الأخ العزيز / سالم الغريري

جزاك الله خير ونفع الله بك ،

فهم نفسيات البشر شي صعب ولا يستطيع الكل فهم نفسيات الآخرين بسهولة ،،

فهي فن لا يمتلكه إلا الخاصة ،،

تقبل تحياتي

ابوعبدالرحمن الودعاني 16-07-2005 09:51 AM

أقسم بالله دمعت عيني وخنقتني العبره.. لاحول ولا قوة إلا بالله أحسنت أيها الغالي كلام طيب

وقصه طيبه فيها عبره وعظه وتأديب لنفس..جزاك الله خير وأتمنا منك الإستمرار والجديد.

سالم الغريري 16-07-2005 07:29 PM

اخواني راس يابس وبليهي الودعاني

كلامكم طيب واسعدني مشاركتكم


تقبلوا تحياتي

بدر بن صقر العجالين 18-07-2005 03:39 AM

مشكور ولاهـــــــنــــــــــــــــــــــــــــت......... ............

سالم الغريري 18-07-2005 09:41 AM

العفو يا بدر ولا انت

اسعدني حضورك


تحياتي لك


الساعة الآن 05:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---