خواطر قلم

.. وبدأت العطلة الصيفية وبدأ الناس يخططون للسفر والهروب من الحر والغبار والرطوبة التي ستأتي بعدها، وللبعد كذلك عن الاجواء السياسية والتصريحات النارية، وكذلك قبل ان تنكشف عيوب الاحتياطات التي تم اخذها لتفادي انقطاع التيار الكهربائي، ثم يبدأ القطع المبرمج. وبعدها تأتينا التصريحات ان المواطن لا يسلك مسلك الترشيد وانه هو السبب وليس من اهمالنا، بل السبب المواطن المسكين. ثم تخرج لنا حملة ترشيد التي تحتاج هي اولا الى ترشيد في الانفاق والتبذير، عموماً هي منظومة اعتدنا عليها كل سنة من مسؤولي الكهرباء والماء.
ولندخل في المهم الا وهو على جميع الناس الانتباه من ان يحملوا انفسهم ديونا لا يستطيعون بعدها السداد، فالمقتدر له ان يتمتع لكن الذي لا يستطيع يجب عليه ان يكيف نفسه قدر استطاعته وطاقته، ولا ينجرف مع دعايات السفر بالاقساط او دعاية «سافر ثم سدد»، فالعاقل هو من يتعايش ضمن استطاعته وامكاناته، فالقصص حول من تورط في مثل هذا الموضوع لا تعد ولا تحصى والسجون خير شاهد على هذا الكلام. والسبب الاول في هذه المشكلة الفراغ القاتل الذي يجعل الانسان يحاول ان يعوض النقص الذي فيه بهذه الافعال، وليس الامر محصورا بالسفر بل يشمل جميع الافعال التي لا تعود على الانسان بالفائدة. لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، ومعنى مغبون اي مخدوع، ومقصودي من هذه الخواطر عن الصيف هو انه على الانسان ألا يغفل عن نفسه وينجرف مع كل من قال انا هنا. وان يتحلى بالقناعة التي هي كنز لا يفنى. ومرادي من الاشارة الى تصريحات المسؤولين المكررة والمملة هو ان المواطن عليه ان يقاوم ذلك حتى لا يصاب بالاحباط، لان الوصول الى هذه الدرجة يعني الجمود والتعطل عن الانتاج. فالمتفائل في حياته لا يصنع من المصيبة سجنا، ويحبس فيه نفسه، بل يجعل المشاكل والاحزان دافعا له للانتاج والتحدي وطرد اليأس، فالخير موجود الى قيام الساعة مهما ساءت الظروف. والحمد لله اولاً وآخراً.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
.. والله المستعان
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com
جريدة القبس

علي العبدالهادي