أمانة العمل


الأمانة كلمة عظيمة لها وقع في النفوس، ولكن لمن تأمل معناها وعمل بما احتوته من معنى هذه الكلمة لو تم العمل بها بحق لما عانينا من التخلّف في كثير من جهات العمل، ولما عانينا من الظلم وسلب الحقوق، ولما عانينا من الواسطة التي جعلت الظلم هو الوضع السائد في كثير من جهات العمل.
فالظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، ولمّا دخلت علينا الواسطة وانعدمت بعدها الأمانة كانت النتيجة وضع الشيء في غير موضعه، فلماذا كثرت الاختلاسات وكثرت الدعاوى المرفوعة ضد كثير من جهات العمل؟
السبب هو انعدام الامانة عند الجهة المسؤولة، فالواجب علينا أن نجتهد في تحقيق معنى الامانة لنرتقي إلى المعالي في جميع التخصصات، فأمانة العمل هي ان يؤدي الانسان ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة واتقان من غير تكاسل ولا تعمد للاهمال أو مراعاة لمصالح شخصية، وانما يؤديه لأنه مسؤول عن أداء عمله ومسؤول عمّا يأخذه من راتب مقابل عمله.
ان أمانة العمل هي الحل السريع لمشاكل البلد، وهي الحل السريع للتأزيم الظاهر في البلد، فالأمانة حمل ثقيل لكن من يؤدّها بما يرضي الله كان له الجزاء الحسن عند ربه، سبحانه وتعالى، والأمانة ليست كلمة فقط، بل هي تطبيق وعمل، فنحن فعلاً نريد عملا واجتهادا، ولا نريد تصريحات وكلاماً لا فائدة منه.
تأمل أخي القارئ الكريم حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، وستعرف معنى الأمانة حقا، قال «أربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا حفظ أمانة وصدق حديث وحسن خليقة وعفة في طعمته» أسأل الله ان يرزقنا الأمانة وأن يعيننا على أدائها على أكمل وجه.
والله المستعان
جريدة القبس
علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com