::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

من للموظف؟

الخصم، العقاب، التحقيق، الكارت، البصمة، التغيب، وغيرها كثير من الكلمات التي يسمعها الموظف بين الوقت والآخر. والمسؤولون يخرجون عبر وسائل الاعلام بكلمات الوعيد والتهديد بأنهم سيفعلون وسيحرمون، ويتفننون في التهديد. وللاسف، هذا مستوى التفكير عند كثير من المسؤولين في البلد، والسبب باختصار هو عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، او بعبارة اخرى، عدم وضع الاكفاء واصحاب العقول السليمة المنتجة في الاماكن القيادية، لان العقلية النظيفة والخالية من الشوائب لا تجعل العقل منحصرا في حضور وانصراف وفرض عقوبات بقدر ما تفكر في كيفية التطوير والانتاج، ومسألة الحضور والانصراف هذه تعود الى الموظف ذاته من حيث اخلاقياته، فهل هو من الملتزمين ام من المنفلتين؟ فالواقع في وزاراتنا ومؤسساتنا ان الذي خلفه واسطة ومرضي عنه عند المسؤولين الكبار في الوزارة، هو من ينال الترقية والتقدير. اما غيره فلو كان يعمل من اول الصباح الباكر الى ساعات متأخرة بعد الدوام مع الالتزام بالقوانين والانظمة، لكنه لا يتمتع بالواسطة القاتلة، فان حقه سوف يضيع ولن يجد الا الابواب المغلقة امامه. فالذي نتمناه ان يفكر المسؤولون في كيفية الانتاج والتطوير وكيفية رفع الظلم عن المظلومين، وان يبذلوا جهدهم في اعطاء اصحاب الحقوق حقوقهم، بدل التفكير في البحث عما يزيد الهم على الموظف. نتمنى ان تزال العقليات المريضة حتى نسير في ركب التطور، وان يستبعد الاتهام المستمر للعاملين حتى الملتزمين بالانظمة، فلماذا اذا يتم ايذاء الجميع بقرارات، المقصود بها اناس آخرون ليسوا من طبق عليهم النظام؟!
ان التعسف في القرارات والتشدد غير المبرر هما باختصار دليل على ضعف في الشخصية وشعور بالنقص يعوض بمثل هذه الامور وفشل في الادارة. فمن الامور المضحكة المبكية على الاوضاع والحال التي وصلنا اليها ان يكون عدد التعاميم والتصريحات والاوامر في الادارات من قبل مسؤوليها، اكثر من الانتاج والتطوير، ولا احد ينكر ما ذكرت ويظن انه من الاوهام. فهذه الدولة كل يوم تخسر قضايا ادارية مرفوعة من قبل الموظفين، فلماذا لا يعالج الخلل قبل التفنن في القرارات الفاشلة؟!
والله المستعان.

علي العبدالهادي

[جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com