::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

اسمع واطع
أصل من عقيدة أهل السنة والجماعة السمع والطاعة لولي الامر الحاكم في البلد، وهو امر ليس فيه مجال للنقاش أو لإبداء وجهة نظر لأن هذا الامر عقيدة لا يجوز التنازل عنها، قد جاء النص فيها من كتاب الله ومن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يأمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»، والحديث متفق عليه ولا يعني تسمع وتطيع فيما أردت، بل السمع والطاعة على كل حال حتى لو ظلمك الحاكم وأخذ مالك وسلبك حقك، فقد جاء في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «تسمع وتطيع للأمير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك» رواه مسلم.
بل وأجمعت الامة على وجوب السمع والطاعة وحرمة الخروج والمعصية، ولم يستبح الخروج إلا الخوارج الذين كانوا رأس الفتنة، إذ نستفيد من هذه النصوص ان الشرع قد وضح هذه المسألة، ولم يجعلها مجالا للاجتهاد والرأي، بل حدد معالمها وأوضح مسالكها، قال احد السلف: «لايزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين اصلح الله دنياهم واخراهم، وإن استغفلوا هذين افسدوا دنياهم واخراهم»، فلا بد أن نعلم انه لا استقرار ولا تطور إلا بالالتفاف حول قيادة الدولة والتعاون معها والتناصح والاحترام لا ما نراه الآن من التطاول على السلطة والسباب والقذف، بل وصار التطاول عليهم علامة على الشجاعة وارادة الاصلاح، والحقيقة ان من يقوم بهذه الامور لا يريد الاصلاح والتنمية، لانه فقد القدرة على الانتاج ووضع خطة لاهدافه، واسهل طريق له هو التطاول والسب والتجريح، حتى يثبت انه موجود بلسانه لا بعمله الصادق. انها ظواهر بدأت تنتشر في البلد لاتليق بنا كأبناء شعب أوفياء لبلدهم يريدون الخير له. المجالات مفتوحة للكل والاعلام لك ان تقول ما تشاء فيه لكن بحدود الادب والنقد البناء الصادق، ولا تعني معاقبة من تجاوز الحد في النقد تكميما للأفواه، بل هذا امر لا بد منه، فالفوضى لا تخدم البلد بأي شكل من الاشكال، ولا بد للسلطان من هيبة مهما كان باب الحرية مفتوحا.
والله المستعان.

علي العبدالهادي
جريدة القبس
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com