أخي الحبيب أبو عبد الرحمن:
اسمح لي أن اختلف معك في عنوان الموضوع ، واختلافنا لا يفسد الود بيينا ، إنما هي وجهة نظر أحببت أن اكتبها ولا اكتمها ...
أخي الحبيب:
من حقك ومن حقي ومن حق غيرنا أن يختلف مع الدكتور الفاضل محمد عبد الغفار الشريف أو يوافقه فيما ذهب إليه من مسائل أو طريقة عرضها ...
ولو تأملنا في المسألتين التي أثارهما فضيلة الدكتور الشريف وهي مسألة حكم الطواف حول القبور ومسألة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلمنا أن الرسالة التي أراد الشيخ إيصالها للقارئ هي التالي:
- حكم الطواف حول القبور : أنه يدور بين الكراهة والحرمة وإن هذا هو الأصل ، وقد ينتقل من الأصل ( الكراهة أو الحرمة ) إلى الشرك بحسب نية الطائف ...
فالطواف في الأصل عبادة والعبادات توقيفية وهذا الطائف أنشاء عبادة جديدة فنحكم على فعله بأنه بدعة ...
والبدعة يقسمها بعض العلماء إلى نفس أقسام الحكم الشرعي ، فيقولون بدعة مكروهة أو محرمة أو واجبة أو مستحبة أو مباحة...
فلذلك قال أهل العلم عن بدعة الطواف حول القبور بأنها بدعة محرمة أو بدعة مكروهة ...
وقد تنتقل من هذا الأصل إلى الشرك إذا كان الطائف يطوف بالقبر يرجو الثواب منه أو إذا كان يعتقدأن المقبور يجلب له نفعا أو يدفع عنه ضرا ...
فالرسالة هي أن لا نستعجل في اتهام من يطوف بالقبر بأنه مشرك ...
- حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم بين من يرى مشروعية الاحتفال بضوابط وبين من يرى عدم مشروعيته ...
أخي الحبيب:
اعتراضي هو على قولك ( ضلالات ) ولو قلت ( أخطاء ) لكان أفضل ...
لأن الضلال يقابله الحق كما قال تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون...)يونس: 32
والخطأ يقابله الصواب ...
فمادمت هذه المسائل تحتمل وجهات النظر خاصة وأن اختيار الدكتور الشريف في الطواف بالقبور أنه حرام وأنه لا يقوم بعمل المولد وإنما أراد تبيان الحكم الشرعي وأقوال العلماء في هاتين المسألتين ...
فلا نتهمه بالضلال
وتقبل تحياتي