بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل، عاشق سراب،
أشكرك كل الشكر على هذا الموضوع المميز الذي لي وقفه معه...
ما تفضلت به من أهم المشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليوميه، هناك من يستوعب المشكله وهناك من ينكرها وهناك من لا يعرف أساسها ولا يعترف بوجودها. الموضوع ليس موضوع شكوى لغير الله ولا يتعلق بفهم الانسان لنفسه وما يختلجها من مشاعر وأفكار، الموضوع ببساطه هو اعتقادنا أن الاخرين (لايفهمونا). قد نكون موفقين في اعتقادنا وقد نخطئ في تشخيص مواضع الخلل.
في رأيي الشخصي، تكمن المشكله في انعدام التواصل وعدم قدرتنا على توصيل أفكارنا ومشاعرنا للآخرين من جهة، والخلفية الاجتماعية والتربية من جهة أخرى.
فإذا ما تناولنا الجانب الأول نجد أن الكثيرين منا لا يمتلكون الأدوات التي تساعدهم على التعبير عما يعتريهم، وأقصد بالأدوات الكلمات والعبارات بل وحتى اللغة الغير منطوقة كلغة الجسد ولغة العيون... فقد يشعر الواحد منا بالحزن أو الضيق من أمر ما ولكنه غير قادر عن التعبير عن ذلك الامر لعدة اعتبارات، سواء لخجله أو ببساطه لعدم قدرة على تجسيد هذا الحزن في كلمات بسيطة، لذلك تجد العرب أشد الناس حبا للشعر ، وذلك أنه يعبر عما لا يستطيعون التعبير عنه.
بالنسبة للجانب الثاني، فالخلفية الاجتماعية للفرد وطريقة تربيته تؤثر على قدرته على التواصل والتخاطب مع الآخرين، فمتى ما كان الانسان منفتحا على الاخرين ومستعد على الحديث وسماع وجهات النظر المختلفه كان أقل عرضة للحزن والكآبة الناتجين عن عدم فهم الناس له.
أخيرا، كم هو جميل أن يكون هناك من يفهمك دون أن تتحدث، ويستوعب أفكارك دون نقدها أو احباطك، هناك من يُوفق بلقاء شريك الحياة الذي يفهمه ويخفف عليه، ولكن ان لم يتحقق ذلك فهناك الأصدقاء، وهذه ميزة أخرى، فنحن من نختار أصدقائنا، نختراهم اناسا يشاركوننا أترحنا قبل أفراحنا ، فالأولى أن نختار من يفهمنا ويتقبل أفكارنا.
الأمر مؤلم ، حين يحس الانسان أن أحدا لا يفهمه، لكن عليه أن يبحث ويحاول أن يفسر الأمور وأن يكون كتابا واضحا حتى يستطيع الاخرون قرائته.
هذا ولك جزيل الشكر وعذرا على الاطالة
الجوهره