::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - تحليل مهم جدا ؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2006, 12:35 AM   #1
 
إحصائية العضو







عابد غير متصل

عابد is on a distinguished road


تحليل مهم جدا ؟؟؟؟

الثورة: من بيروت هذه المرة





سمير الطويل



ربما لم تكن الأمور في منطقتنا معقدة كما هي اليوم، حتّى ليخيّل للمراقب أحياناً أنّ هذه المنطقة أضحت الساحة المناسبة لتصفية الحسابات، ولتوجيه الرسائل، ولكسر العظام. وأضحى أي موقف سياسي يَفرِض اصطفافات إلزامية تزيد الموقف تعقيداً. فقد أصبح انتقاد موقف حزب الله يعني الوقوف إلى جانب إسرائيل، في حربها ضد لبنان، بينما تشكّل إدانة إسرائيل في جرائم حربها يعني الاصطفاف المباشر في خندق حسن نصر الله في 'حربه المفتوحة'!



لا يمكن لأي عربي يحمل بقايا من عروبته، ولا حتّى لأي إنسان يحتكم إلى إنسانيته أن يقبل لعبة الموت التي تقوم بها إسرائيل كل ساعة، في عملية إبادة ممنهجة، لا تفرّق بين طفل ولا شيخ، ولا بين مدني ولا محارب.



إلاّ أن هذا الموقف المبدئي في الوقوف إلى جانب لبنان الجريح، وفي رفض العدوان الصهيوني، لا يمكن أن يكون تأييداً لحزب الله، ولا رفعاً لراياته الصفراء، في حربه المفتوحة بالنيابة عن طهران ودمشق، في حربهما المفتوحة ضد المنطقة بأسرها.



لقد سعت إيران منذ استلام الخميني للسلطة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي إلى تصدير الثورة 'الشيعية' إلى كل العالم الإسلامي، وحوّلت خطط التصدير إلى مشاريع اقتصادية وعسكرية في المنطقة، وهو ما دفع دول الخليج، ومعظم الدول العربية، إلى الوقوف مع العراق آنذاك في حربه ضد إيران، حيث ساهمت هذه الحرب في إيقاف مدّ الملالاي إلى خارج إيران، وأشغلت إيران بنفسها طيلة تلك الفترة.



إلاّ أن إيران سرعان ما بدأت تستعيد عافيتها منذ انتهاء الحرب أولاً، وخروج العراق مدمراً من حرب الخليج الثانية، ثمّ سقوطه في الثالثة، بما أعطاها فرصة ذهبية لبسط نفوذها في المنطقة بأسرها.



ولم تتوانَ طهران في استعمال كل ما هو ممكن ومتاح من أجل محاربة كل العرب والمسلمين الذين يقفون في وجه أطماعها الطائفية، حيث وقف الجيش الإيراني وقفة مشهودة مع قوات المارينز في أفغانستان، ثمّ قدّمت طهران بعد ذلك للجيش الأمريكي في العراق كل ما يمكنها فعله لترسيخ الاحتلال وتقويته، ممثلاً في ضمانة المرجعيات الإيرانية-العراقية لعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الاحتلال في كل المناطق التي يمتدّ إليها نفوذ هذه المرجعيات، فيما تغاضت قوات الاحتلال بالمقابل عن الإرهاب الإيراني في داخل العراق، ممثلاً بما تقوم به منظمة بدر، وقوات المجلس الأعلى في تصفية كلّ ما هو سنّي، في حرب طائفية معلنة، وقتل على الهوية، وكان آخرها ما تعرّض ويتعرّضُ له حي الجهاد في بغداد.



وبالتوازي مع هذه الحرب الإيرانية المفتوحة في العراق، أرادت إيران أن تلقي مزيداً من أوراق اللعب، لتنقل تفاوضها من بروكسل إلى بيروت وبغداد، في ضربتين مزدوجتين:



الأولى: قلب الأوراق في المنطقة، لتأكّد أنها قادرة على قلقلة الأوضاع حيثما شاءت، وأنى شاءت، وأنها لا تخيف الآخرين بالأسلحة النووية فحسب، بل إن لديها أسلحة دمار شامل يتمثّل في فيلق إيراني في لبنان، ترعرع على عين حليفها الاستراتيجي في المنطقة، وأنها وحدها قادرة على إطفاء هذه النار التي أشعلتها، بالتوازي مع فيالق ضاربة في العراق، تملك السلطة والقوة.



الثانية: اللعب على مشاعر الجماهير التي يلهبها الحديث عن فلسطين وتحريرها، فكيف بإطلاق النار على محتليها؟! حيث تدرك طهران أن القضية الفلسطينية هي الطريق السالك إلى كسب التأييد وجلب الأنصار!. وهو ما سيخفف من نقمة هذه الجماهير من سياسة ثقب الرؤوس والأرجل في معتقلات بدر في العراق، ومن مصادرة المساجد وتشيعها، وتدفعهم ليحملوا صور 'مخلص الأمة حسن نصر الله' بدلاً من أن يُحرقوا صور باقر صولاغ وجلال الدين الصغير وغيرهم من أمراء الحرب الطائفية العراق.


لم يكن أمام حزب الله من بديل في هذه الفترة إلا أن يقوم بما قام به، في ظل الضغط الدولي المتزايد على سورية التي ترعاه، وعلى إيران التي تغذيه، حتى يُخرج نفسه من مأزق شعبي لبناني بدأ بالاتساع، وفي نقمة متزايدة من تغوّل هذا الحزب على الدولة والمؤسسات في لبنان، وهو تغوّل ورثه الحزب من زمن الاحتلال المخابراتي السوري، وبقي كآخر بقايا هذا الاحتلال.



إن على الحركات الوطنية والإسلامية والقومية أن تدرك خطورة اللعبة التي تنزلق إليها، في دعم المخطط الإيراني-السوري، الذي يريد حل مشكلات دمشق وطهران بفاتورة يدفعها أبناء لبنان اليوم.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس