قلبوا الخسارة الكبيرة وتفوقوا على هولندا
أبطال ذوي الاحتياجات الخاصة توجوا بكأس العالم
لم يكن يوم أمس يوماً مألوفاً للسعوديين، فمنتخب الاحتياجات الخاصة كان يلعب نهائي كأس العالم أمام منتخب عريق وله باع كبير في مثل هذه البطولات ألا وهو المنتخب الهولندي، نجومنا كانوا واثقين تماماً من إمكانياتهم وقدرتهم على حسم المباراة خصوصاً وأنهم قد تجاوزوا المنتخب الهولندي في الدور التمهيدي، الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد الذي كان يمضي الساعات الطوال في متابعة كل تحركات لاعبي منتخب هولندا في المباريات الماضية محاولاً رصد نقاط الضعف خصوصاً في خطوطه الدفاعية لاستثمار أي تراجع أو ضعف لتحقيق التفوق ورفع الكأس، اللاعبون بقيادة النجم الموهوب عمر كسار خطفوا الأضواء في الأدوار التمهيدية وأصبحت أسماؤهم معروفة خلال فترة قصيرة، كانوا يعلمون أن الجماهير السعودية تعقد آمالها عليهم في رفع علم المملكة العربية السعودية وتحقيق إنجاز عالمي في القارة الأوروبية.
بدت المباراة بوتيرة متسارعة، المنتخب الهولندي دشن صفوفه بأربعة لاعبين جدد لم يشاركوا في الدور التمهيدي، المبارة أقيمت وسط حضور جماهيري كبير إضافة إلى كبار المسؤولين المتواجدين في المنصة، خلال النصف ساعة الأولى بدا وكأن نجومنا قد تاهوا وسط هذه التغيرات التي طرأت عليهم في المباراة النهائية وتوالت الأهداف الهولندية تباعاً وسط اندهاش الجماهير الألمانية التي كانت تدعم الأخضر وتصفق لكل كرة تصل للاعبيه، في لحظات اعتقد الكثيرون أن اللقب العالمي أصبح مستحيلاً لفريق متأخر بثلاثة أهداف دون مقابل في ظرف نصف ساعة فقط، في حقيقة الأمر لم يكن منتخبنا سيئاً وكان يجاهد ويقاتل للتقدم وإحراز نتيجة وتسنى له ذلك حينما فضل النجم (عمر كسار) ( احفظوا هذا الاسم جيداً) في أن يبدأ مسلسل أهدافه في الشوط الأول في دقائقه الأخيرة لينهي ذلك الشوط بخسارة سعودية 13.
في الشوط الثاني دخل نجومنا المباراة بروح مختلفة، بكل تأكيد كانت هناك محاضرة من نوع خاص من قبل مدرب منتخبنا عبدالعزيز الخالد لإدارك التعادل، وبالفعل بدأ نجومنا بقوة وتقدموا أكثر من مرة حتى اقترب التعادل بعدما سجل (كسار) هدف منتخبنا الثاني، لكن الهولنديين ومن كرة مرتدة تمكنوا من توسيع الفارق بسرعة حينما سجل (دينيس) هدف منتخب بلاده الرابع، لم ييأس نجومنا وواصلوا التقدم وتغيير طريقة اللعب تارة من الأطراف وتارة أخرى من العمق، في الدقيقة 71 شهدت نقطة التغير التي قربت الانتصار الأخضر، حينما مرر الدوسري كرة ذكية فوق المدافعين، أدركها كسار وتجاوز الحارس الهولندي ثم سددها في المرمى الخالي من زاوية ضيقة وصعبة معلناً هدف منتخبنا الثالث، تواصل الضغط السعودي وسط تراجع هولندي تام، كان الجميع متيقناً نتيجة هذا الضغط من أن منتخبنا قادر على إحراز الرابع، وبالفعل لم تمض دقائق خمس وقبل النهاية بعشر دقائق حتى أدرك منتخبنا الهدف الرابع بعد أن تحصل (كسار) على كرة جميلة على رأس منطقة الجزاء تقدم بهدوء وسددها في الزاوية اليمنى معلناً هدف التعادل الغالي من خلال عمر كسار الذي سجل أهداف منتخبنا الأربعة.
استمر اللعب بضغط سعودي حتى في الشوطين الإضافيين لكن كان منتخبنا بحاجة فقط إلى اللمسة الأخيرة، كانت الكور تصل بسهولة إلى خط الهجوم ولكن كان لإصابة عمر الكسار دور في عدم تحويل تلك الكور إلى أهداف.
وصل المنتخبان إلى ضربات الترجيح، أحرزت جميع الكرات الثلاث من كلا الطرفين، في التسديدة الرابعة للمنتخب الهولندي كان لحارس مرمى منتخبنا عبدالله عسيري كلمته حينما تصدى لكرة (دينيس) الذي سددها في الزاوية اليمنى، بقيت الكرة الأخيرة لمنتخبنا، كانت كلمة الفصل في كأس العالم، تقدم لها بهدوء تام نجم المنتخب محمد الوهيب الذي فاجأ الجميع بهدوئه وسيطرته على أعصابه رغم الضغط النفسي الملقى على عاتقه كون أن تلك الكرة ستجلب كأس العالم، تقدم محمد بعد أن شاهد زملاءه على خط المنتصف يرفعون أيديهم داعين بأن تسجل تلك الكرة، التفت محمد وابتسم في وجه الحارس الهولندي، ثم أطلق قذيفته لتستقر وسط المرمى تماماً، ويفرح محمد وزملاؤه الآخرون بطريقة جنونية، حملوا علم المملكة العربية السعودية وأخذوا يطوفون به أرجاء الملعب وسط عاصفة من التصفيق والتشجيع من قبل الحضور الألماني، ويرفع بعدها نجومنا كأس العالم في ألمانيا في احتفالية كبيرة بعد أن تسلمها من يد المستشار الألماني السابق جيرهارد شرويدر بحضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي.