::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - شهادة لاتكفي!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-2007, 12:48 AM   #2
 
إحصائية العضو







فهدالمحيسن غير متصل

فهدالمحيسن is on a distinguished road


افتراضي رد: شهادة لاتكفي!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهكذا وقف البعض من موقع «مفكرة الإسلام» التي أظهرت الحقيقة قبل أن تظهر، ورصدت التغييرات المنهجية العامة التي شهدناها بأنفسنا، وشهدها إخواننا، واضحة، مرقمة، مُدللة... نعم، إنها ـ عند هؤلاء ـ لا تكفي..!

لا تكفي لنسف أفكار قديمة، ولا تكفي لقبول توبته التي أعلنها مرات ومرات، وجددها بصيغ كثيرة مذكورة في البحوث الأربعة التي نشرتها «مفكرة الإسلام» وسمعناها والله بآذاننا، ورأيناها بأعيننا، ونشهد له بها عند الله، ونسأله أن يتقبل شهادتنا فيه، ويتقبله في الشهداء..

لا تكفي لأن شيخنا العلامة ـ ابن باز (رحمه الله) ـ قد أصدر حكمه على البعث أو على الرجل من قبل..!

هنا ثمة قضية هي من الأهمية بمكان، تلك هي أن حكم الشيخ العلامة ابن باز أو غيره ليس دليلاً في ذاته على أن فتواه حق، بل الدليل هو ما استدل به الشيخ العلامة فلان أو فلان، وإذا ما انتقضت العلة أو تغيرت، انتقض الحكم وتغير، والحكم يدور مع علته وجودا وعدمًا،وخصوصًا في القضايا الحياتية المتغيرة، ـ كما هو الحال في صدام ـ ولا يتمسك بالحكم لمجرد أن الشيخ أصدر حكمه، فضلاً أن يبقى حكم الشيخ فلان أو فلان كالخاتم على عمله، وكالخاتمة لحياته... تاب أم لم يتب، تغير أم لم يتغير..!

فإذا ما أفتى علامة بأن "العشبة" الفلانية حرام، بناءً على تقارير علمية وصلته، ثم تبيّن بعد تقارير علمية أخرى خطأ التقارير الأولى، ومات الشيخ قبل معرفة هذه التقارير، فلا يبقى حكم الشيخ الأول حجة، فضلاً أن يبقى للمستدلين بقوله حجة...!

ولا ندري هل لو بلغت الشيخ العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ كل إصلاحات صدام، وإعلانه عن إيمانه وتوحيده مرارًا وتكرارًا، ثم سمعه يردد الشهادتين لحظة موته واغتياله..؟ سيبقى على فتواه قبل تغيره، وابن باز رحمه الله هو من هو: حسن ظنٍ، ورحمة، وورع..

ظننا والله بالشيخ أنه سوف يراسله، ويحضه، ويعينه، ويوصيه قبل موته، ويحسن الظن به بعد موته..

والعجب أن بعض من رفض توبة صدام باعتبار أنه من حزب البعث ذي المبادئ "الإلحادية" ربما لم يقرأ أكثرهم في حياته مبادئ حزب البعث!

ولمْ يقابل رجلاً من رجالاته ومراجعه! فضلاً أن يفرق ما بين حزب البعث السوري والعراقي، أو أن يفرق ما بين تلك المبادئ في أول عهد صدام وفي سنِّيه الأخيرة إذ جعلها صدام مبادئ مجمدة تمامًا، وتطبيقات إسلامية موسعة..

لا يقولن أحد أننا نتبنى مبادئ حزب البعث العراقي أو غيره أو أننا ندافع عنه؛بل نحن ضد البعث بجميع صوره وتحولاته ولا نرضى بغير الإسلام عقيدة وشريعة ومنهجًا وحكمًا؛ إنما مقصودنا أن نبين أن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء إذا فرغت هذه الأسماء من مدلولاتها وحقائقها، كما هو الحال في هذه المسألة؛ فالبعث العراقي ليس كالبعث السوري بل وبعث صدام في عقده الأخير غير بعثه أول حكمه وعهده؛ بل كيف يكون الأمر إذا تعارضت الحقائق مع الأسماء والشعارات، وكانت الحقائق في أرض الواقع لدى هذا البعث هي الإسلام وشرائعه ومناهجه؟!!

إن من يعرف حزب البعث العراقي أقل معرفةٍ يعرف أن أكبر أعدائه الشيوعية العراقية، وأنه في الأساس ما جاء إلا بعدما قضى على الشيوعية الإلحادية، وأن صدامًا بنفسه هو من قاد محاولة اغتيال رأس الشيوعية عبد الكريم قاسم، وأن التفاف ـ بعض من التف ـ من الشعب العراقي حول الحزب كان كراهيةً في الإلحاد وفي الشيوعية..

ونكرر ونؤكد ثانية وثالثة أن الإسلام لا يعدله شيء ولا منهج ولا نرضى بغيره ؛ من بعث عراقي أو سوري أو غير ذلك ؛ فليس قصدنا هو إضفاء الشرعية أو التزكية على حزب البعث في أي مرحلة من مراحله.

وللأسف فإن مما اشتهر تكفيره به هو قوله: "بالقومية العربية"، و لاشك أننا لا نتردد في قبول هذا الحكم بناءً على تعريف القومية الذي يعرفون، ولكن هل قرأ هؤلاء الأفاضل تعريف القومية الذي يقول به صدام..؟! وكما قلنا إن الأحكام تدور مع الحقائق لا مع الأسماء.

هل سمعوه من فمه في اجتماعات قيادات الحزب التي كانت تُبث في التلفزيون العراقي الرسمي..؟! وهل من فارق ما بين تعريفنا ـ نحن الإسلاميين ـ وبين تعريف صدام...؟!

سوف ننقل بعض العبارات التي قالها صدام في كتابه الأخير، والذي سماه: " اخرج منها يا ملعون"، والذي هو عبارة عن قصة رمزية عن رجل عربي قديم اسمه "إبراهيم" له دين سماوي، وله أولاد ثلاثة قتلوا في إحدى الغزوات، وخلفوا ثلاثة أولاد: "حزقيل، ويوسف، ومحمود"، فكان "حزقيل" يرمز إلى اليهود، والآخران يرمزان إلى العرب الذين حملوا الرسالة من بعد أبيهم إبراهيم..
فذكر القصة عن إبراهيم ـ والذي يعده صدام هو صاحب المبادئ التي يؤمن بها ويدعو لها ـ فأخذ يوصيهم، ومن ذلك أن قال: [إن الأساس، يا ولدي، أن نؤمن بإله واحد، هو الله، سبحانه وجلت قدرته.. إنه ربنا وخالقنا، ولا إله آخر غيره.. وإننا له مسلمون، مشيئتنا وفعلنا وعبادتنا له سبحانه وليس لغيره.. وأن إقامة العدل والإنصاف، وقول الحق والعمل به، ورفض الباطل، والسعي في الأرض في علاقاتنا الإنسانية، معمرين لها لا مفسدين... هو سبيلنا، ولذلك عليكم أن تتذكروا شريعتي وما علمتكم إياه قولاً وفعلاً، وبعد ذلك لكم أن تجتهدوا، على أن تراعوا وأنتم تجتهدون، أن يكون اجتهادكم، إذا اضطررتم، مُنـزّهًا من الهوى، وعلى أساس الضرورة الملجئة لما تقتضيه الحياة، ويستوجبه الدين، وليس محض بناء طريق مختلف بين طرق مطروقة، ليعرف صاحبه فيه، وأن لا يرتب الاجتهاد أو ينشئ حقًا من باطل، أو يلغي ويزور حقًا ثابتًا، وأن لا يكون تعبيرًا عن ضجر أو خوف، أو مراءاة ونفاقًا أو تعبيرًا عن غضب أو رغبة في إلحاق أذى بآخرين، وأن يكون اتكالكم بعد ذلك، وقبل ذلك، على الواحد الأحد..]([8]).

ثم قال بعدها: [وفي كل الأحوال، فأي اختلاف بينكما، يجب أن يكون الحكم الفاصل فيه شريعتي، وما يرضي الرب الرحيم، وأن تتذكرا أنكما ابنا عم، وأن تبعدا عنكما الشر وحكمه، والطمع ومهاويه، وأن تبقيا الشيطان بعيدًا عن صدريكما وعقليكما وأن تتنزها عن الهوى، وأن تبعدا فتن الأجنبي عنكما، وطريقة فهمه للدين.. وأن تحذرا "حزقيل" لئلا يلوث دينكما بالهوى والطمع، ويحرف طريقكما]([9]).

ثم سأل الولد محمود جده إبراهيم فقال: [أليس دينك وشريعتك إنسانيين يتعديان أمتنا ويتوجهان إلى أمم الأرض كلها، أم أنهما قوميان فحسب؟

تأمل إبراهيم في وجه محمود وهو يبتسم بحبور واضح، وقال: نعم، يا ولدي، إن ديننا وشريعتنا إنسانيان، لكن أمتنا هي قاعدتهما الأساس.. وهذا ما أراده الله سبحانه، ولذلك فإن ما يختمر في القاعدة، يا ولدي، في روحه وبنائه، هو الأساس وأن توجهنا في دعوتنا إلى الإنسانية ككل يقتضي، مع ضرورة التنبه إلى أننا حيثما تشعبت أمامنا الطرق بعد ذلك، ومن بعدنا الأجيال التي نورثها العقيدة، نعود إلى الأساس والمنطلق، وما اختمر في وعاء الأمة وضميرها وعقلها، ليكون بوصلة حركتنا إلى الأمام، والقاعدة والحكم الفصل في ما يختلف عليه أو يقال فيه من اجتهاد، ذلك لأن الأمم الأخرى، ستتلقى الدين منا، وسنكون نحن مستودع أسراره ونبضه، وروح انطلاقته، ونماذجه الحية في منبعه الأساس، وإن اتسع الأفق أمامنا ليمتد إلى البعيد البعيد، ذلك لأن الأمم الأخرى متكونة على اعتقادات ليست بديانات إلهية، وإنما عبادات قومية، صيرتها رغبة أو عبقرية أصحابها في تلك الأمم، لتلتم عبر التاريخ على ما يوحدها، ويحقق لها الأهداف التي اختارتها في مراحل متعاقبة من الزمن، لذلك ما إن يؤمنوا بأساسيات ما ندعوهم إليه، وينفصلوا عن توجيهنا المباشر، حتى تخالط عقائدهم السابقة الدين الجديد..! ومع تعدد الأجيال واحتمالات انتشار البدع على أساس الهوى أو التسهيلات التي تنادي بها حياتهم أو تفرضها عليهم هي وملوكهم، تصير أساسيات ما عرفوه عن تقاليدهم القومية من عبادات، كأنها أساس لدينهم وشعائرهم وتكون أساسيات الدين الجديد كأنها جزء من ذلك، وليس القاعدة والجوهر الذي يلغي ما عداه، أو يصححه بموجبها، والخطير يا ولدي أن تتوافق مع هوى النفس الرغبة في الانعزال عن التوجيه المباشر للعرب المؤمنين على الوصف الذي ذكرناها عنهم.. و عندها تكون كأنها أديان جديدة وإن سميت باسم ديننا.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس