لا أدري من هو الذي اخترع هذه الكلمة الشعبية وصنع لها معنى صار مصطلحاً جيداً نستعمله كوصف لشخص ثرثار، أمي، أو حتى غيره في مجلس ما؟!
والمهايطي هو الرجل السمج الذي يثرثر كثيراً في المجالس، ولا يقف عن الحديث؛ بل يجعل من كل صغيرة وكبيرة محوراً يدخل فيه حتى ولو لم يعرف؟
وهذه النوعية من البشر هم الذين كان يطلق عليهم (المهرجين) أيام العرب قديماً؛ بحيث اشتهر عند كل والٍ من ولاة الأمصار مهرِّجاً يعرف عنه ذلك النوع من التهريج؛ وقد يصل إلى درجة ابتذال المهايطي لنفسه عند الوالي حتى يكون أضحوكة لمن في المجلس؛ وحتى يستلقي الوالي على قفاه ضحكاً؛ ثم يقول له: أضحك الله سنك. لكن الغريب ما زال المهايطي يحتفظ بإرث له قيمته التي قد لا تقدر بثمن في زمن العبوس. ذات يوم كنَّا في مجلس كبير، وبه رجال لهم قيمتهم الفكرية والاجتماعية، فلم يترك ذلك المهايطي فرصة للحديث إلا له هو؛ وصار يسرد أبياتاً من الشعر العامي تصب في المديح و(المهايط) حتى ملّ الحاضرون من الجلوس ومن المجلس ذاته؛ وقد التفت إليّ دكتور كبير في علمه وقيمته فقال: كيف يسكت هذا؟ فقلت: هو جاء قدر للمجلس يا دكتور. فقال بماذا سنخرج من فائدة؟ ولم أرد عليه!!
هي ظاهرة وواقع ملموس في كثير من المجالس العامة والخاصة للأسف؛ بحيث إن المهايطي لا وقت لديه لبلع ريقه الذي يجيء بلا هوادة مع كثرة (المهايط)؛ وقِلَّة الأدب في الحديث؛ ومع ذلك يحس في نفسه أنه يمتلك قيمة عند المستمعين له؛ لكن في واقع الحال هو لا شيء عند ذوي العقول.
ابتليت المجالس بهذه النوعية السمجة من الرجال.. فهل يزرعون حياء في وجوههم لكي لا يتحوّل الوقت إلى (مهايط)؟! لا أدري. ولكن ما أكثرهم عندنا !!.