الحلقه الاولى
معركة الرميلة ( ذبحة العقداء )
وقعت متاخره بحدود 1924 ميلاديه ما يقارب 1345 هجريه
يروى احد كبار السن من عنزه ويقول جمعنا ابن هذال وكنت فى ذلك الوقت على اول مرجلتى ( يقول لايتجاوز عمرى ثلاثة عشر عاما) على عموم العمارات بالغزو رغم تحذير والده له عندما ساله بحضور مشائخ عنزه( وين تبى بعنزه فقال ابغزى شمر فردد عليه السؤال ثلاث مرات وكان يقول شمر فقال يا ولدى ادخل على الله دخله لا تذبح عنزه الظفير السنه هذى لاتغزيها)وكانت الوجهه شمر فسارت الجيوش المؤلفه من قبائل الحبلان والصقور والدهامشه والسويلمات اضافه الى خمسين خيال من شمر على خلاف مع الجربان يقول فتوجهنا الى نهر او شط الخابور وعبر نصف الجيش فاوما ابن هذال وابن مجلاد للنصف الاخر بان ينوخوا وتقاودوا اليدين ( اي امسك كل منهم بيد الثانى) واخذوا يتحدثون فيما بينهم ثم اوماوا للجيش الذى عبر بالعودة مره اخرى وهنا تحول اتجاه الغزو من الشمال الى الجنوب فكانت رساله واضحه ان الوجهه تغيرت من شمر الى الظفير يقول فاتى فرسان شمر معتذرين عن غزو الظفير بالقول انهم ابناء عمومتنا ولا نستطيع غزوهم يقول فعلمنا فيما بعد ان هنالك سبعه فرسان مع جيش شمر هم من الظفير القاطنين فى الجزيره ديار شمر الجربا( هنا يسد رواة الظفير هذة الثغره بالقول ان احد اولئك الفرسان قد جهز احد ابناء قبيلة الظفير الموجودي الجزيره وكان فى وقتها (دوار) بلهجة اهل الشمال اي يبحث عن ابل مفقوده فقال له كم يكفيك لانذار الظفير بغزو عنزه فقال نيرتين فباع احد الابكار لديه بخمسة نيرات اعطا الظفيري منها ثلاث نيرات وقال توجه اليهم وعجل فتوجه الظفيري الى سكة القطار او كما يسمونه الرين قديما وتوجه الى بصيه وفعلا انذر الظفير قبل قدوم عنزه بوقت مبكر فاجتمعت قبائل الظفير لانتظار الغزو)
ملاحظه: انتظرت قبائل الظفير الغزو اسبوعين حتى فترت همتهم وامنوا ان جيش عنزه قد عاد الى دياره بسبب وصول الانذار مبكرا ولم يبقى على الرميله غير العريف وعلى مسافه منها ليست بالقريبه فخذ اخر طارد بعض فرسانه فلول عنزه المنهزمه..........
يكمل راوينا الحكايه بالقول ظهرنا على فلاة البل ولم يكن معها الا فارس واحد( وهذا دليل على فتور همة القوم لطلب الحرب للاعتقاد بانتهاء الغزو)
اضافة للرعاه يقول ولما طلعنا ولا عينا الا راعى حمرا( يقصد فرسا) اخذ ينظر الينا فقال اننا لم نقم له وزنا فقد كان الجيش كبيرا واعتقد انها احدى اخر الغزوات الضخمه لعنزه حيث يقول بان جيش عنزه كان(الف الا تسع رتساب) اي ان عدد الجيش وهو المركوب كان 991 ذلولا وثمانمئة ذلول منها كانت مردف وهنا يتبين ضخامة الجيش(1791 بواردى) ........يقول راوينا كنا نتشاور بيننا بانه ان لم يلحق بنا تعب فسنواصل طريقنا الى مطير والدليله الذى ذكره كما اسلفنا هو ابو شويربات احد شيوخ مطير وهنا يدلل على القوة التى كان يتمتع بها الجيش حتى انهم امنوا ايمانا تاما بعدم الهزيمه فسبحان المعز المذل
يكمل راوينا بالقول اننا اخذنا نتسابق على الحلال اي الابل ( هذا قسمى وهذا قسمى) ثم يستدرك بالقول( والله يا ولدى واللى الحقنى هاليوم انى ما ادرى هى جن ولا انس.....خياله ورجليه ادخلوا معنا) يكمل بالقول يوم اقبست (اي ثارت النار بقوه) قمت اتلفت للشيوخ ولا هذا ابن هذال اخو بتله جوا يمنعونه الظفير قاله الظفيري امنع نفسك ( وهذا ولا شك من اعظم تقاليد ليوث الصحراء) يقول فاخذ ينتخى (تخسي) معلوم الصبيان وانا اخو بتله فرموه واذا هو مقتول ثم بدات تسقط عقداء الجيش بامر الله تباعا من ابن مجلاد وابن بكر وغيرهم(ملاحظه لااعرف الاسماء الباقيه بدقه) يكمل هذا الكهل بالقول( والله يا ولدى اللى انقطع من عنزه هكاليوم انه اربعين بيت) هذة روايه واحده ايها الاحبه قسم الله بها رزقه للعباد فمنهم الخاسر ومنهم الرابح ولا يخالجنى والله ادنى شك بان عنزه ولا غيرها من اشراف عربنا تنقص من قدرهم معركه او معارك فهذه هى حياه القبائل ( اخذ وماخوذ)
وهنا انا اكتفى برواية ذلك الشيخ الذى لم استغرب منه هذه الصراحه العربيه والثقه العظيمه بالنفس واكاد اجزم بان هذا هو سر قوة العرب ومن يعود للتاريخ يجد اشباه هذا الراوى الكثير ولكن للاسف قليل منهم ان لم يكن نادرا من تحتضنه منتديات القبائل اليوم التى طغى عليها الاسفاف والابتذال بطريقة بغيضه ومنفره لااعتقد ابدا انها ستحصن مجتمعا او تبنى جيلا..... منتديات حصرت تراثنا الغنى بغزونا على فلان وقتلنا علان ...............فرحم الله تلك الارواح الزكيه وتقبلها بواسع رحمته وتجاوز عن جهلها وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
مداخله: يذكر رواة الظفير ان اباجريد كان جارا لعنزه وكان يعلم بغزوها على الظفير وكان خائفا من ان يفتك الجيش الذى شاهده بابناء عمومته فلما وصلت اليه الاخبار بانتصار الظفير اخذ يلاعب النجر ويقصد وهو وسط عنزه وبجوار بيوتها المهدومه( وهو تقليد لدى العرب فى حال قتل الامير او كبير العرب) ولم يعتدى عليه احد وقام كبار القبيلة برد سفهاءها الذين حاولوا التوجه اليه ولا شك انها من الخصال والامور التى تحسب لعنزه رغما على انف الحسود علما بانه كما نقلالرواة قد طلب منه (المقصود اباجريد)ابن هذال ان يتمنى فطلب الامان فامنه فقال ( ان كانها صباح والله ما لكم الا الد على يهدمون عزكم وان كانها بيات ما لكم الا اخوان صبحا) وكان كما تمنى ولذا كانت فرحته بما الت اليه المعركه اكبر والله اعلم
ملاحظه: خرج اربعين من البوارديه من العريف متوجهين الى الزبير لجلب السلاح ولكن ارادة الله لم تقسم حضورهم هذا الغزو ويقال بان الذين صدوا الغزوا من العريف لا يتجاوزون المئتى بما فيهم حواشيشهم
يذكر الرواة ان القتلى من العريف لم يتجاوزا الاربعه لم يكونوا كلهم منها ومن اشهر من قتل فى ذلك اليوم حمود بن معكال فقدكان خيالا له فعل بارز فصنف على هذا الاساس
من قصائد الرميله:
قصيده للشاعر زعال بن راعج العريفي
بادي بالمعتلي هـرج ثبـات وانتحمد ربنا جـزل العطيـه
شيب عيني ما كثر اليوم الرماة والمكنزي يشتغل مع كل فيه*
جانا ابن هذال بجموع غـزاة حال دون البل واهلها في كميه
اذكر الله وان تناخوا(بعلوات)* يوم لحقوا سطرة صف سويه
مايردون الكمي كـود الغـواة كم عجوز قاطعينه من صبيـه
مطلفح ....ومقبقـب بالعبـاة ماحلا زوله على راس الشويه
وله ايضا:
قمت أصيح للرميلـة مـع قطينـه ,, لين تاتي مرتعه روس الحزومـي
لابتي ريف الطيوح اللـي سمينـه,, مشبعين الذيب وطيـور تحومـي
من يجيهـا بالمكنـزي حامسينـه ,,من مضارب ربعنا دوك مخدومي
كم دلال ونجرهن ما احلى دنينـه ,,صفقوهن يوم سمعـوا بالعلومـي
وكم عقيد مـن شبابـه قاطعينـه,, دوك يطرخ شوشته حامي السمومي
وكم عجوز فاختت شوفـة جنينـه ,,تنشـد الـذلان وقامتلـك تلومـى
وهذه اخرى لاخوه سعد بن راعج
فرقلبـي فـر لـولاب المكيـنـه ,,ارتكـى شغالهـا وذب الهدومـي
قمت اصيح للرميلـه مـع قطينـه ,,قمت اصيح واجهل الجذعان واومي
جتنا قوم مثـل مزغـول الشنينـه ,, عزلت صابورها بكثـر الغيومـي
ركبوا الجذعان وصفقـوه بحينـه ,, مشبعين الضبعة العرجـا لزومـي
كم عجوز فاختت شوفـة جنينـه ,, تنشد الذلان وقامـت لـك تلومـي
وكـم غـلام عفيتـه والله يمينـه ,,أودع الويوان تاكـل بالرشومـي
أودعـه ختـلان توطـاه بيدينـه ,, العوض في سابقه حمرا ردومـي
نحمـدالله طاحـت شـواة ثمينـه ,,من حلال القوم جددنـا الوسومـى
* المكنزى: هو اسم للسلاح المستخدم
*علوات: وهى نخوة العريف وهى بلهجة الظفير الد على( اولاد على)
ملاحظه؛ لاتنفى قبيلة عنزه هذه المعركه بالاجماع تقريبا ولكن لهم تحفظ من ان الجيش كان (هلتسان) اي ظمان من العطش ومن قصائدهم فى هذةالمعركه
الطيب كله لاخو بشرى ,, .يوم سولفت عند اهاليهـا
كم سابق بالثمن تشـرى ,, توسدت راس راعيهـا*
وقد رد عليه احد شعار الظفير بقصيده يقول بمطلعها
بشيركم مالفى ببشرى ,, وشيوخكم فى مفاليها