العلاقة الزوجية في الإسلام ليست علاقة حيوانية بين ذكر وأنثى، على إطلاق بواعث الرغبة والاشتهاء الغريزي بين جنسي النوع البشري، وفي هذا السياق قامت كوابح الآداب وضوابط الشرائع والعقائد، “ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ”، هكذا جاء في سورة الروم، وإني لأرى في قوله “من أنفسكم” لمسة تمس شغاف القلب وتذكر بما في الزواج من قربى تجعل الزوجة قطعة من النفس ثم أردف ذلك بالسكن، وما أقرب السكن في هذا الباب من سكينة النفس لا من مساكنة الأجساد! بدليل ما أردف بذلك من المودة والرحمة، وتلك عُليا مناعم المعاشرة الإنسانية، بما فيها من غلبة الروح على نزوات الأجساد ودفعات الرغبة العمياء. فالزواج مطلب نفسي وروحي عند الإنسان، وليس مطلباً جسدياً وإن كان له أساس جسدي.