الكويت ـ طهران: «الشرق الأوسط»
طالب مساعد وزير الخارجية الايراني، حميد رضا آصفي، الدول العربية بإطلاق اسم «الخليج الفارسي» على الممر المائي المعروف بالخليج العربي، مشيرا في لقاء إعلامي مفتوح مع صحافيين كويتيين، الى ان «الخليج الفارسي» هو الاسم المدون في الخرائط والوثائق المعترف بها دوليا في الأمم المتحدة. وأضاف «هو ليس أمراً يحظى بالأهمية وليس هناك خلاف عميق حوله، ومن أجل الحيلولة دون حصول أي خلاف مستقبلا يمكن أن تطلقوا الاسم الحقيقي لهذا الممر المائي».
التعليق:
لا تستطيع ايران أن تتخلّى عن عقدتها التاريخية مع العرب حتى على مستوى تسمية لا أهمية لها، يستفزها أن تسمي الدول العربية هذا الخليج عربيا مع أن الإسم هنا لن يقدم الخليج ولن يؤخره عن بحر العرب الذي قد نسمع من ايران في يوم ما أنها تريد أن نسميه بحر الفرس أو إسما آخر ! ترى ماذا يسمي المسؤول الايراني العرب في عربستان؟ هل يسميهم فرسا أم يعترف بأنهم عرب مازالوا يفخرون بقوميتهم التي يريد لها هذا أن تمحى حتى من خارطة الخليج؟
تاريخياً أطلق الأكديون والسومريون على البحر المتنازع عليه اسمياً بحر الجنوب، واستمرت التسمية مدة أربعة آلاف سنة،ثم أطلق اليونان عليه الخليج الفارسي مدة هي أقل من ألف سنة، وبعد انهيار الدولة الفارسية سمي في الأدبيات العربية بخليج البصرة مدة تزيد على ألف وثلاثمئة، وفي القرن الفارط أطلق عليه العرب الخليج العربي، ولم يكن إطلاق هذا الأسم عليه عشوائياً ،فالواقع الذي كان وما زال موجوداً هو أن سكانه عرب من جميع الجهات حتى من الجهة الإيرانية، ومن يزر الضفة الشرقية للخليج ويطلع على قومية من يسكنها فسيراها عرباً بنسبة أكثر من 90% ،ومن يشاهد فلم الانتخاب الإيراني فسيرى أن المخرج الإيراني يُري العالم كله في إيران وغير إيران، إن سكان الضفة الشرقية للخليج هم عرب من ناحية القومية ويرفضون التحدث بالفارسية ولا يهتمون بأي شيء يصدر من الحكومة الإيرانية، ولا يعترفون بها، ولذا فهم لا يشاركون في الانتخابات، وكأنها تجري في دولة أخرى بعيدة، بالإضافة أن الفلم يري حقيقة صادمة جدا، وهي أن سكان تلك الضفة سنة، ويتطلعون إلى سكان الضفة الغربية كإخوة وأهل ويرتدون هم ونساؤهم وأطفالهم أزياء إخوانهم في الضفة الغربية.
ولو كان عند العرب إعلام فعال يستطيع عرض الواقع كما هو من دون رتوش ،لأدرك القادة في طهران قبل غيرهم ما هي التسمية الأصح؟عندئذ سينتهي الأمر.
مـــنــــقــول