هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
إذا رأته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
وداود ابن أبى هند صام أربعين سنة.. لا يعلم به أهله ولا احد من الناس , وكان خبازا فيحمل معه طعامه من عند أهله فيتصدق به في الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم , فيظن أهل السوق انه قد أكل في البيت ويظن أهله انه قد أكل في السوق
سكان القمم من أكثر الناس تعرضا للفتن والبلاء , قال صلى الله عليه وسلم ( اشد الناس بلاء الأنبياء .. ثم الأمثل فالأمثل ) قال الإمام العلامة المناوى رحمه الله معلقا على هذا الحديث ( ومن ظن أن شدة البلاء.. هوان بالعبد فقد ذهب لبه.. وعمى قلبه , فقد ابتلى من الأكابر مالا يحصى .. ألا ترى إلى ذبح نبي الله يحي بن زكريا ..وقتل الخلفاء الثلاثة ,والحسين وابن الزبير وابن جبير , وقد ضرب أبو حنيفة وحبس ومات بالسجن , وجرد مالك وضرب بالسياط وجذبت يده حتى انخلعت من كتفه .. وضرب الإمام أحمد حتى أغمى عليه , وقطع من لحمه وهو حي.. وأمر بصلب سفيان فاختفى .. ومات البويطى مسجونا في قيوده , ونفى البخاري من بلده ) ويضاف على تعليق المناوى رحمه الله.. بان سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومات في سجنه..وفعل ما فعل بتلميذه ابن القيم ..( كذا المعالي إذا ما رمت تدركها فاعبر إليها على جسر من التعب )
إن الجنة غالية.. لكنها محفوفة بالمكاره .. ومن رام السعادة.. تصدى لعبور جسر المشقة بالجد والاجتهاد ...