شكرا لكاتب الموضوع
وأي قبيلة تنتسب إليها مثل هذه الأسرة لابد أن تعتني وتفتخر بها.
ولأني لاحظت أن الكاتب لم يورد أي شيء عن الأمير تركي بن أحمد بن محمد السديري، وهو أكبر الأمراء من الكوكبة الفريدة من أبناء الأمير أحمد بن محمد السديري الذين خدموا الدولة السعودية في دورها الثالث خدمة لا ينساها أي وطني مخلص منصف.
ولارتباطنا في عسير بالأمير تركي السديري وأخيه الأمير خالد السديري، ومن باب الوفاء لما تفرضه الروابط المتينة فسوف أنقل لكم شهادة أحد معاصريهما في عسير، إذ كتب:
" الأمير تركي بن أحمد السديري
وصل الأمير تركي بن أحمد السديري إلى أبها في عام 1352هـ وباشر عمله في جو كان يحتاج فيه إلى صرامة وحنكة، وكان تركي السديري قوي الشخصية عالي الهمة، مثّل إمارة عسير خير تمثيل، فاستقامت له الأمور، وانقادت له الصعاب في الوقت الذي كانت فيه الجيوش السعودية تتدفق على أبها، وعلى رأسها ولي عهد المملكة العربية السعودية سمو الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود حيث كانت الحرب قد اندلعت على الحدود بين المملكة العربية السعودية واليمن.
وكان يساعده في تصريف شؤون المنطقة أخوه الأمير خالد السديري، وقد ناب عنه في إمارة أبها لمدة ستة أشهر تقريبا أثناء غيابه، وكان خالد السديري حازما صارما ذكيا، وقد اضطلع تركي بن أحمد السديري بالمهام التي كانت تناط إليه أثناء الحرب بجد وجدارة، علاوة على مهام إمارة منطقة عسير، فكان يستقبل الجيوش المتدفقة على المنطقة بحزم وحكمة ويوجهها إلى جهاتها، مع ما يتميز به من كرم الضيافة للوافدين وحسن المقابلة والتوجيه السليم المكلل بالحزم والصرامة. ويعد الأمير تركي السديري الشخصية اللامعة في أسرة السديري، إذ هو أكبرهم سنا وأعظمهم مكانة وأقواهم شخصية، يتميز بأخلاق كريمة وأصالة عربية عريقة. كنت قد صحبته عام 1367هـ أثناء نزوله إلى محائل بتهامة عسير في جولة تفقدية شملت محائل فقنا والبحر فرجال ألمع أثناء ما كنت قاضيا بمحكمة محائل، وتجولت معه على المراكز المذكورة، فوجدته من خيرة الرجال صحبة، يتحلى بأخلاق وخصال كريمة، تتمثل فيه روعة الرجل الحازم، يضع الحزم في محله واللين في مصبه، لا يطمع فيه صاحب هوى، ولا ييأس منه صاحب حق.
أجرى إصلاحات قيمة في جولته، من أهمها حل بعض القضايا القبلية المستعصية بهدوء ولين، وكم كنت أكبر فيه حرصه على إقامة الصلوات الخمس في أوقاتها دون ملل أو تأخير. وهذه خصال قلّ أن تتوفر في غيره لا سيما في السفر مع أن تنقلاتنا بين تلك المراكز كانت على الدواب قبل فتح الخطوط للسيارات. وبالجملة فإنه كان من خيرة الرجال في إدارة المنطقة، وهو أول من أدخل على جهاز إمارة عسير تشكيلات إدارية قيمة..........
وقد بقي الأمير تركي السديري على رأس إمارة منطقة عسير إلى اليوم العاشر من شهر رمضان عام 1371هـ، حيث نقل إلى إمارة جازان....".
المصدر: (النعمي، هاشم بن سعيد، تاريخ عسير في الماضي والحاضر، الطبعة الثانية (طبعة المئوية) 1419هـ، ص 381-383.