المواضيع البحثية الجميلة، من الأمور السائدة في هذا المنتدى الرائع
ولحبي لمثل المواضيع التي تدقق في تراث الماضي أحببت المشاركة ببعض التساؤلات.
كما هو معلوم أن كثيرا من مخطوطات التاريخي الماضي، كانت تكتب في ظل غياب لكثير من مصادر المعلومات المتوفرة حاليا. وكان الكاتب في الزمن الماضي، يكتب بحسب ما تتيحه له مصادره، وما يلمسه حوله. وعلى سبيل المثال، فقد كان ابن بشر في تاريخه الموسوم بـ"عنوان المجد في تاريخ نجد"، وفي عرض حديثه عن تاريخ الدولة السعودية وحوادثها، يركز على الحوادث الوقعة في نجد، ويشير بشكل مقتضب لحوادث قادة الدولة السعودية في اجزاء أخرى من الجزيرة العربية، رغم أن الحوادث والبطولات التي وقعت خارج نجد من ؤلائك القادة لا تقل عن الحوادث التي حدثت في نجد بأي حال.
أمر آخر يجب التنبه له، وهو أن الاطلاع في الزمن الماضي لم يكن منتشرا بين الناس بالدرجة المعهودة حاليا، فالمخطوط الواحد، قد لا يطلع عليه إلا قلة من الناس، مما يجعل تصحيحه في زمنه أمر قليل الاحتمال.
بقي لدي سؤال يحتاج إلى أجابة، حول موضوع النقاش، وهو أنه في الفترة التي ألف فيها عبد الله بن خميس كتابه الذي نسب فيه القصيدة إلى عبد الله بن أحمد السديري، كان العلم منتشرا بين الناس، وكان الكثير يهتم بكتب ابن خميس، فلماذا لم يتم الاعتراض على ما ألفه في حينه؟ خاصة أن أبناء أسرة السدارى بجميع فروعها أشتهروا بحب الشعر، وقوله باتقان، ومعرفة تاريخه، ولبعضهم مؤلفات فيه، فلماذا سكتوا عن نسبة ابن خميس للقصيدة لشاعر غير موجود أصلا؟