صحيفة كويتية: "يا فخامة الرئيس، المنطقة تريد مبادرات ذكية لا قنابل ذكية"
بوش غادر إسرائيل للكويت بعد زيارة نصب ضحايا محرقة اليهود باكيا
انتقادات خليحية
بوش كتب بدفتر زوّار نصب المحرقة: "ليبارك الله إسرائيل"
القدس المحتلة، دبي- وكالات
غادر الرئيس الأمريكي جورج بوش إسرائيل الجمعة 11-1-2008 متوجها إلى الكويت، في مستهل جولة له في دول الخليج، استبقتها الصحف الخليجية بتوجيه انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بالموضوع الإيراني.
ولم ينهِ بوش زيارته إلى الأراضي المقدّسة دون تتبع خطى المسيح، وفقا للأماكن التي ذكرتها الأناجيل، فقام بزيارة خاصة إلى كنيسة التطويبات، القائمة على مرتفع؛ حيث ألقى يسوع المسيح "عظة الجبل" المكونة، من 9 آيات ويؤمن المسيحيون أنها ملخص لأبرز تعاليمه.
ونزل، برفقة اثنين من رهبان الفرنسيسكان، إلى شواطئ بحيرة طبريا، كما تفقد آثار كفرناحوم وهي قرية عاش فيها المسيح لفترة بعد انتقاله من الناصرة بلدته القريبة من المكان، حيث أمضى 30 عاما من حياته.
وبعينين دامعتين، وتأثير شديد، زار بوش نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة اليهودية في القدس المحتلة، برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، ورئيس ياد فاشيم تومي لابيد، كما شاركت في الزيارة وزيرتا الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والأمريكية كوندوليزا رايس في الزيارة التي صارت محطة ثابتة في زيارة أية شخصية أجنبية لإسرائيل.
وبعدما زار بوش، معتمرا قلنسوة، قاعات المتحف الذي يعرض وثائق عن إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، استمع إلى كورس ينشد قصيدة ألفتها المظلية اليهودية التي أنزلت في المجر عام 1944 حنة سينيك، التي أعدمها النازيون رميا بالرصاص.
ووقف بوش مطرق الرأس، ودامعا، ثم وضع باقة زهور حملها عنصران من مشاة البحرية الامريكية (مارينز) تكريما لذكرى ضحايا المحرقة، على مقربة من شعلة "قاعة الذكرى".
انتقادات خليحية
وقبل بدء جولته الخليجية، وجهت الصحف المحلية الجمعة انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأمريكي، فكتبت صحيفة "الراي" الكويتية في افتتاحية على صفحتها الأولى "يا فخامة الرئيس، المنطقة تريد مبادرات ذكية لا قنابل ذكية".
وأضافت أن المنطقة تريد تكنولوجيا عابرة للقارات لا صواريخ عابرة للقارات، تريد اتفاقات علمية واقتصادية وتجارية ومالية لا صفقات تسليحية، تريد للسياسة الأمريكية أن تستعيد المبادئ التي جرفتها المصالح".
وستكون الكويت أول دولة خليجية يزورها بوش بعد إسرائيل والأراضي الفلسطينية، تليها البحرين والإمارات، ثم السعودية.
من جهتها، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الهدف الحالي لبوش هو إيران؛ لأنها حسب تعبيره تشكل تهديدا للسلام العالمي"، وأضافت "لذلك هو يجهد لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي إيراني باعتبار أن إسرائيل النووية المدججة بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل والعدوانية والتوسعية والعنصرية والخارجة على القانون الدولي لا تهدد السلام العالمي"، وخلصت الصحيفة إلى القول "هذه هي باختصار أهداف زيارة بوش وبالتأكيد لا نتوقع منها اختراقات هائلة".
أما صحيفة "غلف نيوز" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، فنشرت "رسالة إلى جورج بوش" على صدر صفحتها الأولى، اتهمته فيها أنه حط في المنطقة مع "أحكام مسبقة". وأخذت الصحيفة على بوش وصفه لإسرائيل بأنها "بلد الحرية والعدالة"، ما اعتبرته إثباتا على أن الرئيس الأمريكي "يجهل تماما حقيقة الوضع السياسي في الشرق الأوسط".
وأضافت "نحن نفهم أن أهدافكم الرئيسية خلال هذه الزيارة هي احتواء إيران وبيع المزيد من الأسلحة وضمان إمدادت نفطية بأسعار جيدة"، وتابعت "أما المواضيع الأخرى، كالوعود في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان، فلا نأخذها على محمل الجد، إن أعمالكم الرهيبة في هذين المجالين لا تنمنحكم أي سلطة معنوية لإعطاء الدروس للآخرين".