المدرسة خاطبت المنطقة التعليمية والمنطقة خاطبت الوزارة.. والشفافية غائبة
مرض السل الوبائي يجتاح صفوف طالبات مدرسة طليطلة بالقرين منذ 10 أيام والوزارة لا تحرك ساكناً
كتب محمد السلمان:
تفشى مرض وباء الدرن (السل) بين صفوف طالبات مدرسة طليطلة الثانوية بنات في منطقة القرين بشكل مخيف، بينما لا تزال وزارة التربية التي تلقت كتابا من المنطقة التعليمية عطفا على كتاب مدرسة طليطلة، لا تزال صامتة دون اية اجراءات فورية على الرغم من مضي عشرة ايام على تلقيها الكتاب.
وطالب أولياء امور الطالبات الذين لم يبلغوا بشكل رسمي من المدرسة والذين اكتشفوا ذلك بالصدفة من خلال حديث بناتهم بإجراء فحص شامل لجميع الطالبات في جميع الفصول وليس فقط الفصل الذي انتشر فيه الوباء، خاصة ان حالات اكتشفت في فصول اخرى من خلال الفحوص العشوائية والعينات التي اجريت لها فحوصات في الصحة الوقائية.
ولوح عضو مجلس الامة السابق د. سعد الشريع بتصعيد الموقف بعد عدم استجابة وزيرة التربية، وبعد ان هاتف مكتبها امس، وتوجه مع احد اولياء الامور الى المنطقة التعليمية والمدرسة الموبوءة لاستجلاء الوضع لكنه وجد عدم اهتمام ولا مبالاة او جدية في متابعة القضية.
وطالب الشريع بإجراء فحص شامل على جميع طالبات المدرسة بشكل فوري وليس على بعض العينات او طالبات الفصل الموبوء فقط، مشيرا الى ان المدرسة تتصل بصفة يومية على بعض اولياء الأمور وتبلغهم باكتشاف حالات إصابة بهذا المرض، لافتا إلى ان مرض وباء الدرن خطير جدا ويضرب جهاز المناعة عند الانسان ليجعله غير محصن وضعيفا تجاه اي مرض اخر.
الوكيل لا يرد
واشار الشريع في تصريحه لـ «الوطن» الى أنه اجرى اتصالات بوكيل وزارة التربية علي البراك الذي لديه معلومة وتلقى كتابا من المنطقة التعليمية بالواقعة منذ عشرة ايام، لكنه لم يرد على اتصالاتي، محملا الوزارة كامل المسؤولية بعدم التحرك الجدي واتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية، والاحتياطية اللازمة لوقف تفشي المرض وحماية طالباتنا من خلال اجراء فحص شامل على الجميع وعزل الطاالبات المصابات وذكر الشريع انه تحدث مع احمد عبدالعظيم في الصحة الوقائية فاكد له ان العينات التي اخذت من الطالبات عشوائية فقط ولم تظهر عليهن اية اعراض، لافتا إلى انه اكد له ايضا السيطرة على الوضع، مشيرا إلى انه طلب من الصحة الوقائية اخلاء المدرسة واجراء فحص على جميع الطالبات لان الحالات تتوالى كل يوم بواقع طالبتين والوزارة لا تحرك ساكناً.
واشار الشريع إلى ان مرض وباء الدرن ينتشر بشكل سريع في المدرسة وان اولياء الامور يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من اصابة بناتهم بالمرض، بينما لا نرى اي استنفار من الوزارة او المنطقة التعليمية، مشيرا ذلك الى ان تتحمل مسؤوليته الحكومة اذا استفحل المرض لافتا إلى ان مديرة الشؤون التعليمية في منطقة مبارك الكبير التعليمية اكدت له مراسلة الوزارة واتخاذ كافة الاجراءات لاخلاء المسؤولية والسيطرة على المرض الذي بدأ من احد الفصول عن طريق احدى الطالبات التي نقلته من خارج البلاد واخذ ينتشر في المدرسة وبقية الفصول.
حيطة وجدية
ومن جانبه قال ولي امر طالبة في مدرسة طليطلة المواطن محمد مبارك العتيبي انه يستغرب بطء تحرك وزارة التربية وعدم اتخاذها اجراءات فورية لمحاصرة المرض ووقفه من ان يفتك ببناتنا معربا عن مخاوفه من استفحال انتشار مرض وباء الدرن «السل» الذي يؤدي الى نقص المناعة وضرب جهاز الجسم المناعي دون ان تكون هناك اجراءات احترازية وجدية كافية لمواجهته.
وتساءل العتيبي عن سبب عدم اعمال الشفافية والمصداقية والوضوح مع اولياء الامور حول انتشار هذا المرض لافتا الى انه وبقية اولياء الامور اكتشفوا الامر بالصدفة من خلال حديث بناتهم ولم يتم اخطارهم من المدرسة رغم مضي عشرة ايام على تفشي المرض.
وذكر العتيبي انه اخذ ابنته من المدرسة الى الصحة الوقائية واجرى فحصا لها حيث ستظهر النتيجة الخميس المقبل، لكنه واثناء تواجده بالمدرسة عرف إحدى البنات اتضح من خلال نتيجة الفحص امامه بأنها مصابة بالمرض حيث اجرى بالمدرسة اتصالا بولي امرها وهو الامر الذي زاد من قلق اولياء الامور على مصير ووضع بناتهن في هذه المدرسة.
حديث الناس
واعرب ولي امر الطالبة عن عتبه على المدرسة والمنطقة التعليمية ووزارة التربية لعدم اخذهم القضية التي اصبحت حديث الناس في منطقة القرين على محمل الجد، رافضا ما قيل له من ان المدرسة لا تريد «شوشرة» وانها تعالج القضية بهدوء وسرية مشيرا الى ان المرض لا علاقة للمدرسة في التسبب به ولكن القصور هو عدم تحركها بجدية ومخاطبة اولياء الامور واتخاذ الاجراءات اللازمة والاحترازية.
واكد متابعته مع النائب د.سعد الشريع للموضوع واجراء اتصالات بالوزارة والمنطقة التعليمية والمدرسة بصفة يومية لحين السيطرة على الوضع وتبديد المخاوف من دوام بناتنا في هذه المدرسة وخطورة اصابتهن بهذا المرض الخطير.
تاريخ النشر: الاربعاء 26/3/2008