رحمك الله يا سعد الكويت
والله ان القلب ليحزن وان العين لتدمع لفراقك يا سعد الكويت. رحمك الله من قائد سجلت في تاريخك انواعاً من البطولات والمواقف المشرفة، والكل يشهد لك على جميل افعالك وحكمتك وسعة صدرك، فحقا يا أميرنا الوالد انت فقيد الوطن، لن ننسى مواقفك المشرفة اثناء الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، فقد بذلت ما اعطاك الله من جهد وطاقة لرعاية مصالح المواطنين والمقيمين في الكويت، وعملت على رعاية الكويتيين الذين كانوا خارج الكويت. والحديث عن مناقب اميرنا الوالد لا تكفيه، هذه الكلمات، لكن كما يقال نقطة في بحر حسناتك ومواقفك التي شهد لها القاصي والداني. وبعد حياة مشرقة المت بك الامراض التي اسأل الله ان تكون رفعة لدرجاتك وتكفيرا لسيئاتك، وهذه سنة الله في الحياة والمؤمن مبتلى، ومن علامة ارادة الله بالانسان خيرا انه يبتليه بالامراض، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يصب منه»، رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه»، متفق عليه. ولكن ما نقول الا ما يرضي ربنا «انا لله وانا اليه راجعون»، لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، واذا جاء الاجل لا يقدم ولا يؤخر، فالعزاء لآل الصباح خاصة، ولعامة الشعب بوفاة اميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح. نعم رحلت، لكن امجادك لم ترحل، رحلت وتاريخك المشرق لم يرحل، وبإذن الله اهل الكويت سيكونون على خطاكم ونهجكم الذي وضعتموه مع امير القلوب جابر الاحمد رحمه الله. رحلتم والشعب لا يذكركم الا بالخير، اسأل العظيم رب العرش الكريم ان يتغمد فقيدنا برحمته وان يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله، وان يجازيه بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، يارب العالمين والله المستعان وعليه الاتكال.
www.qsasa.com
جريدة القبس
علي العبدالهادي