واحة التفاؤل
التفاؤل هو ذلك الوادي الجميل ...والواحة الغناء ...وهو أجمل لوحة في حياة المؤمن ...
نعم هذه دعـوة مني للتفاؤل، والسعي نحو الإنجاز المثمـر والعمل الرشيـد في شؤون الحياة كلهـا.
فلنرفع شعـار (أنا متفائـل).
فالنفس فيها كنوز مبعثرة، وجواهر مكنونة، فقط ثق بنفسك وقدراتك .. خذ قلماً وورقة .. سطِّر إيجابياتك وسلبياتك .. وارسم لوحة التفاؤل إن وجدت الأولى أكثر نصيباً من أختها.. ضع لك برنامجاً في قراءة كتاب، وتصّفح موقعاً..احضُرْ دورة تطويرية .. أسعد الآخرين .. مارس الرياضة .. توضّأ واسجد لربك، واشكره أن حباك نعمه .. وادعه أن يرزقك قلباً متفائلاً، وأن يبصرك بقدراتك وإمكانياتك.. واعلم يقيناً أن المِنَح في أرحام المِحَن، وبعدها انطلق ولا تلتفت.. فالطريق مليئة بالكسالى والقاعدين.. والصبح قد بزغ نوره .. صدِّقني .. وإن النجاح لناظره قريب.
وهذه باقات جمعتها لكم من الواحة
الباقة الأولى
التفاؤل هو توقع الخير وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان.
والتفاؤل كلمة والكلمة هي الحياة!
والتفاؤل هو الحياة، وعند الترمذي وابن خزيمة بسند حسن عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا).
الباقة الثانية
التفاؤل روح تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب...والناس يتفاوتون في ملكاتهم وقدراتهم، ولكن الجميع قادرون على صناعة التفاؤل...وحسن الظن بالله تعالى قمة التفاؤل؛وهو شعور نفسي عميق واعٍ، يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفاً إيجابياً.
الباقة الثالثة
التفاؤل يدفع الإنسان لتجاوز المحن، ويحفزه للعمل، ويورثه طمأنينة النفس وراحة القلب.
والمتفائل لا يبني من المصيبة سجناً يحبس فيه نفسه، لكنه يتطلع للفرج الذي يعقب كل ضيق، ولليسر الذي يتبع كل عسر. وقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- إماماً في التفاؤل والثقة بوعد الله تعالى
إذاً فالتفاؤل جملة في مواجهة الصعاب؛ فالحياة مطبوعة على الكدر:
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
رزقني الله وإياكم تفاؤلاً إيجابياً يثمر عملاً، ويرفع خور النفوس وعجزها، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
م.ن