العاهل السعودي: حانت "ساعة غروب" من أراد الشر للبنان
شدد على أن المملكة لديها الحلول الكفيلة بالسيطرة على الغلاء
[IMG]
[/IMG]
دبي - العربية.نت
حذر العاهلُ السعودي -الملك عبد الله بن عبد العزيز- الذين يقفون وراء إثارة الفتن في لبنان من أن ساعة غروبهم حانت، معتبرا أن مخططاتهم ستُمنى بالهزيمة، وستتمتع المنطقة وأهلها بالأمن والازدهار.
وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقاء مطول أجرته معه صحيفة "السياسة" الثلاثاء 1-7-2008: إن "الفعل والفكر الخيّر هو الذي سيسود. ساعةُ غروب الذين أرادوا الشر للبنان والمنطقة -وربما للإقليم بأسره- تدنو، وإني والله أرى أنه لا يمكن أن يخسر الفعل الخيّر أمام فعل الشر، وإن بانت مظاهر هذا الشر لبعض الوقت. لبنان في طريقه إلى التمتع بما أراده له الخيّرون، وسيُهزم الذين أرادوا له الشر".
وأضاف: "نحن لا نريد للبنان وأهله سوى أن يعيش سيرته الأولى، متوافقا مع بعضه، مستقلا مستقرا. لا نريد أن يكون ساحة لصراع الكبار، أو يكون منفذا لتصدير عبث العابثين ممن لا يريدون لهذا الإقليم وهذه المنطقة أن تنعم بالأمن والأمان، وأن تسير في تقدمها ونموها الاقتصادي وحراكها السياسي التفاهمي الذي يمد جذوره من موروث هذه المنطقة التي عرفها العالم بأنها منطقة السلام، ومهبط الرسالات".
حصانة المملكة من الأعمال الإرهابية .
وفي الشأن السعودي، اعتبر الملك عبد الله أن العملية الأمنية الأخيرة التي أعلن عنها في المملكة، وأسفرت عن توقيف أكثر من 700 إسلامي متطرف؛ تشكل دليلا على حصانة البلاد من الأعمال الإرهابية، خاصة وأن القوى الأمنية نجحت في توقيف عناصر الفئات الضالة قبل تنفيذ مآربهم. ورأى العاهل السعودي أن هذه الفئة "إلى زوال، بعد أن تصدى لهم الشعب السعودي بأسره، بتعاونه الدائم مع رجال الأمن".
وأشار العاهل السعودي إلى أن المنطقة يعمها وعي فكري كبير يرفض الأفكار والأيديولوجيات التكفيرية، وأية محاولات لإذكاء الفتن الطائفية، "أو ما شابه ذلك من أمور دخيلة على مجتمعاتنا". وأضاف: "أعتقد أننا في طريقنا نحو هزيمة الطروحات والمرئيات غير السوية، لا سيما أن الوفرة المالية التي أنعم الله تعالى بها على شعوبنا يمكن توظيف بعضها في التصدي لأي صعوبات أو دعاوى أو أيديولوجيات غير سوية".
ورأى الملك عبد الله أن شعوب المنطقة ذات وضع اجتماعي متقارب "يحتم علينا -كشقيقة كبرى- أن نعمل على زيادة التلاحم مع بعضها، سواء كان تلاحما اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا".
ولفت العاهل السعودي إلى المضي في التقدم الاجتماعي، "لكن وفق ما ينسجم مع تقاليد وعادات وموروث المواطن السعودي، وأولا وأخيرا عقيدتنا الإسلامية الغراء".
السيطرة على التضخم وغلاء الأسعار .
وأكد العاهل السعودي أن المملكة لديها الحلول الكفيلة بالسيطرة على التضخم وموجة غلاء الأسعار، وقال: "أود أن أطمئن الجميع بأن قضية غلاء أسعار بعض المواد الغذائية التي يعانيها العالم بأسره وانعكست بالتبعية على المملكة، هناك حلول ملائمة لها لدى المسؤولين في الدولة من خلال الأموال السيادية، خصوصا المواد الغذائية الأولية، كما أن هناك خططا تكفل السيطرة على التضخم الذي يتحدث البعض عنه، وذلك باستغلال الوفرة المالية التي تتمتع بها المملكة في موضعها الصحيح المحدد له سلفا، بمرئيات واعية قوامها رفاهية المواطن السعودي والحفاظ على مدخراته السيادية".
دول مجلس التعاون الخليجي .
وفي شأن التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي، قال الملك عبد الله: "يصفنا إخواننا في دول المجلس بالشقيقة الكبرى، وهذا يجعلنا في المملكة حريصين تمام الحرص على مواصلة دورنا في طرح كل ما من شأنه زيادة عرى التعاون والتلاحم بين دولنا، فهناك تعاون اقتصادي قائم بين الشقيقات الست في المجلس؛ إلا أننا ندفع دوما بأن تكون وتيرة هذا التعاون أسرع وأفضل، ونتطلع إلى ذلك اليوم الذي نرى فيه حلم شعوبنا في الترابط الاقتصادي قد تحقق على أرض الواقع وأعطى أُكُلَه".
وأضاف: "المنطقة كلها تنعم اليوم بوفرة مالية يتعامل معها البعض بتوجه اقتصادي جيد يخدم مستقبل الأجيال المقبلة، ونحن في المملكة يأخذ النمو لدينا شكلا سريعا في أدائه، وهذا ما أردناه ليتمتع شعبنا بمظاهر التقدم والازدهار والرخاء في مختلف المجالات ويخلف لجيله المقبل ما زرع له".
اختصار الزمن .
وشدد العاهل السعودي على أهمية عامل الزمن، وقال: "نحن نحاول اختصار الزمن، فالوقت لا يرحم. نريد أن تسبق أعمالنا أقلامنا، وسنكون أسعد الناس ونحن نرى ما وعدنا به قد أنجزناه، ويعلم الله تعالى كم كنت سعيدا وأنا أفتتح تلك المشاريع الضخمة في المنطقة الشرقية، وهي مشاريع منتجة وليست رعوية.. مشاريع لمصانع كيماوية وصناعات هائلة ستنضم إلى منظومة المشاريع القائمة لتصبح مكملة لها، وذات مردود ربحي عال للدولة والمواطن السعودي".
ومضى يقول: "العام الماضي شهد تحقيق أحد أحلامنا في المملكة بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي سيتخرج منها العلماء في مختلف المجالات المعرفية والتقنية والطبية والإنسانية العالية، وجميعها تعود بالخير على وطنهم وأمتهم".
واختتم حواره الشامل مع صحيفة السياسة بالقول: "أخيرا اطمأن الجميع أن رؤانا للمستقبل محاطة بفكر متقدم غايته أن نستفيد من تلك الفوائض النقدية وتوظيفها في وجهتها الصحيحة التي تضمن إسعاد شعبنا ورخاء واستقرار بلادنا التي أكرمها المولى عز وجل بسدانة الحرمين، وللبيت رب يحميه".