::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - كن قليل ادب تكسب قلوب من ذهب !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-2008, 01:16 AM   #5
 
إحصائية العضو







*همس* غير متصل

*همس* is on a distinguished road


افتراضي رد: كن قليل ادب تكسب قلوب من ذهب !!

أستاذي عبدالرحمن ..
لك بصمتك الخاصة في مواضيعك .. لمست فيها الكثير من تدفق المشاعر ورهافة الحس ورقة العبارة ... زادك الله من فضله ..

اسعدني كثيرا فتح باب النقاش والحوار للإستفادة من تجارب الجميع ...

لذا سأشارككم بهذا الرأي وارجو أن أوفق في توضيحه ..

موضوعك لم يكن وليد اللحظة بالنسبة لي .. لا بل كثيرا ماعانيت صراعات داخليه حول ذلك ..ولعلي هنا أطرح تجربتي معه ..

هناك صراع دام داخلي ولسنوات طويلة حاولت فيها حل تلك المعضلة .. كثيرا مافكرت بطريقة تجعلني أوازن بين البيتين التاليين:

الأول للشاعر معن بن أوس المزني حين قال :
وذي رحم قلمت أظفار ضغنه بحلمي عنه وهو ليس له حلم

والبيت الثاني للمتنبي :
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

كنت أتساءل عن ذلك العطاء .. هل هو مطلق أم مشروط ؟

ومع مرور الأيام.. بل السنوات ..اتضح لي مايلي ...

كثيرا مانعطي ونضحي ونقدم كل مالدينا ثم نصب بصدمه من أحدهم..تنكر لم نتوقعه أبدا ... حينها نغرق في لجة من الصمت .. ونعود نجر اذيال الهزيمة .. ونحن نشعر بإحساس معذب يخترق الكيان .. لنجد أنفسنا نستسلم لعواصف الحياة التي تهزنا من الداخل .. فنلقي باللوم على أنفسنا المسكينة ..ونعود اليها لنقتل الجمال فيها ... بقولنا (أنت غبية )...

(الطيبة غباء) فلسفه أطلقها من يظنون أنفسهم أذكياء على أولئك النبلاء..

وكما أن ما بين الجنون والإبداع شعرة ... وبين الخوف والحذر شعرة .. كذلك بين الطيبة والغباء شعرة ..

أتعلم ماهي ؟

أن لا يصل بك الأمر لتتنازل عن حقوقك .. فالإيثار في الدين ليس مطلقا .. فالعبادة مثلا لا إيثار فيها ..

أمر آخر .. ليس كل الناس سواسية .. ولكل مقام مقال ..فليكن عطاؤك مقنن بنسب معينه ترجع لذات الشخص الذي تتعامل معه .. فما أقدمه لزيد يختلف عن ما سأقدمه لعمر ..

وأخير .. هناك تساؤل ..

لِم نكن نحن والناس ضد أنفسنا ..لِم نعود إليها ونجلدها وكأنها المذنبة بالرغم من نبلها ..لم نحملها أخطاءهم ..لم نقتل ذلك الجمال الموجود فيها .. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

الطيبة والخلق والرفق من شيم المسلمين .. لم ننتقم منها لأجلهم ؟

عندما تتعرض لصدمه .. سترتجف بعدها كورقة خريف ..ستحاول يوما التمرد على ذاتك والتنكر لها .. ستلبس قناع لم تلبسه يوما .. قناع القسوة والشح .. لتمثل دور ذلك الطاغية القاسي .. لتجرح وتنتقم وتبتز .. إلا أنك لن تستطيع .. ستجد نفسك ساكنا لا تستطيع الحراك وكأنك دمية من خشب ...حتى الحديث ستجد أنك عاجزعنه .. لن تمثل ذلك الدور .. أتعلم لماذا ؟

لأنه لا يمثلك أنت .. فالعطاء جلباب لا يلبسه إلا النبلاء..

فالأشجار في البستان لا تقول قولنا .. ومثلها القطعان في المراعي ..فهي تعطي لكي تحيا ، ولأنها إذا لم تعطي عرضت حياتها للتهلكة ..

ونحن كذلك نؤمن بقول الرسول صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء )

لا تنظر إلى العطاء على أنه عارية ويجب أن تُرد .. اجعل من العطاء أجنحة ترتفع بها معه .. ولا تكثرث بما يقوله الناس فرضاهم غاية لا تدرك .. لم يرحموا غيرك في أحاديثهم ليرحموك انت .. لا تكترث لما يقولون ..واستمع فقط إلى ذلك الصوت الصادق في داخلك .. إلى الضمير ..

مسك الختام :
اجمع بين الطيبة والذكاء وسترى عجبا ...

أرجو أن أكون قد وفقت في حديثي ..

شكر من الأعماق لك أستاذي لفتح باب الحوار بين الجميع...

بانتظار ابداعات الأعضاء ...

دمتم بخير من الله
أختكم
*همــــس*

 

 

 

 

 

 

من مواضيع: *همس*

0 طلب صغير لإدارة المنتدى

التوقيع

في عمق الصمت الداخلي .. تجد جميع الأجوبة !!..

    

رد مع اقتباس