::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - يافرحة ماتمت ..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2008, 12:11 AM   #1
 
إحصائية العضو







علي العبدالهادي غير متصل

علي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura about


افتراضي يافرحة ماتمت ..!!

يافرحة ماتمت ..!!
بقلم : هيام الجاسم



أجريت حوارا مفتوحا مع طالبات إحدى المدارس الثانوية.. واختارت لي بعض الطالبات عنوانا للحوار وطلبن مني التحدث معهن عن دور أسرهن في التأثير عليهن .. وبدأت النقاش بأسئلة أوجهها لهن بعد فرشة تمهيدية سبقت التفاعل الذي بدا على محياهن.. سألت سؤالا: أيهما أكثر تأثيرا على كل واحدة منكن أسرتك أم مدرستك؟ أخذت أتجول وأتنقل بين الطالبات وأنا منتظرة جوابا صادقا من بعضهن على أن يكون الجواب علنا وأمام جمهور الطالبات والمعلمات وبعض الأمهات؛ أجابت غالبية الفتيات بأن الأسر أكثر تأثيرا إيجابيا عليهن.. بصراحة استبشرت خيرا كثيرا وفرحت فرحا بالغا بإجابتهن وطبعا هن أجبنني بهذه الإجابة التي أعتبرها صادقة لأنني حرصت أشد الحرص على مطالبتهن بصدق المشاعر وصدق التعبير عنها في أثناء الحوار وألا يعطينني ردا مثاليا يرضينني به أولكي يظهرن بمظهر المثالية أمام الجمهور لذلك فلقد حرصت كثيرا على التروي بتفكيرهن قبل أن أتلقى الإجابة منهن.

عندما كانت إجابة الأقلية منهن أن المدرسة أكثر، تأثيرا عليهن قلت في نفسي لماذا؟ وما أحببت إحراج اللاتي أجبن بذلك لحساسية الفكرة لديهن فلقد لاحظت لمحات الحزن والانزعاج وقضم الأظافر عند بعض الطالبات ولم أشأ أن أسألهن عن ذلك كي لاألفت انتباه الكل لهن ومن خلال الحوار تجرأت بعض هؤلاء الطالبات بالتصريح علنا أن علاقتهن بأمهاتهن سيئة أو فاترة مما حداهن بالتعبير عن تأثير المدرسة عليهن أكثر وفيما بعد عزيزي القارئ استرسلت في الحوار بعمق أكبر معهن فسألت سؤالا آخرا : من في الأسرة تحديدا أكثر تأثيرا عليك في بناء شخصيتك وأخلاقك و دينك؟ أمك أم أبوك؟.

الفرحة التي لم تتم لأني بقدر ما أفرحتني إجاباتهن أن الأسرة أكثر تأثيرا عليهن من المدرسة بقدر ما أحزنتني وأزعجتني الإجابات التفصيلية لسؤالي الأخير فلقد أجابت بعض الطالبات إن لم يكن غالبيتهن بالإجابة التالية (خالي.. عمي .. جدي..أبوي.. بنت خالتي .. أخوي الكبير.. أختي الكبيرة) وهكذا عزيزي القارئ بدأت تتوالى الإجابات التي أشعرتني حقيقة بأن الفرحة لم تكتمل ولم تتم.. قليل من الطالبات من أجابت بأن أمي هي مصدر التأثير على شخصيتي في حياتي ولا يعني ذلك أن علاقتها سيئة مع والدتها، ولكن ذلك مؤشر خطر أن تلك العلاقة تحصيل حاصل مع أمها يعني كلام الأم وتوجيهاتها هباء منثورا لاقيمة له في تربية الابنة، ومعناه أن الفتاة لها مصدر خاص في التلقي بعيد عن الأم.. أنا أعتقد أن المشكلة أكبر بكثير إذ المسالة لها تبعات وتأثيرات سلبية طالما أن تأثير الأم ضئيل أو منعدم.

طبعا عزيزي القارئ دخلت في النقاش معهن أكثر فأكثر وبينت لي الطالبات لماذا لايعتبرن الأم هي مصدر التأثير والتلقي قالت إحداهن: أنا ماأستطيع أن أقول لأمي كل شيء لأنها ستعطينني محاضرات مملة.. أخاف أن أقول لها كل شي .. إذا كانت فرحة مرتاحة فاتحتها بالذي في قلبي، وإذا كانت غاضبة لا أجرؤ على الكلام معها وأذهب لأختي لأصارحها.. الطالبات من حولها يهززن رؤوسهن بالموافقة لما تقول والابتسامة تعلو الوجوه لجرأة زميلتهن في الطرح.

عزيزي القارئ هل أدركت سر التجاء المراهق لغير أمه في فترة عمره الحرجة؟ لو كانت الأمهات يصادقن أبناءهن وبناتهن كما الصديق مع صديقه لما لجؤوا إلى غيرها سواء كان صديقاً أم غيره، وهذا ديدن حديثي مع الأمهات حينما يشتكين من صدود البنت والولد عنهن دائما أكرر على مسامعهن: هل تستمعين له ولها وهما يتحدثان معك مثلما تستمعين لصاحبتك في زيارة؟ هل تعاملين الأبناء كما تعاملين الناس في زوارة الأهل كل أسبوع في الترحاب وإبداء الاهتمام والإعجاب للضيوف الذين نقضي معهم الساعات الطوال؟ طبعا لا حياتنا مع عيالنا وبناتنا أوامر في أوامر من برج عاجي !! من أين سنكون مصدر التـأثير على من ندعي أنهم أكبادنا تمشي على الأرض وما أولينا هذه الأكباد حق الرعاية الصحية بالطريقة الصحيحة؟!

 

 

 

 

 

 

التوقيع

للمتابعة على تويتر

https://twitter.com/#!/09765as

    

رد مع اقتباس