علامات تعظيم النصوص الشرعية..
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- :
( أول مراتب تعظيم الحق عزوجل : تعظيم أمره ونهيه ، وذلك لأن المؤمن يعرف ربه عزوجل
برسالته التي أرسل بها رسوله صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس ،
ومقتضاها الإنقياد لأمره ونهيه ، وإنما يكون ذلك بتعظيم أمر الله عز وجل واتباعه ،
وتعظيم نهيه واجتنابه،
فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله تعالى ونهيه دالاً على تعظيمه لصاحب الأمر والنهي،
ويكون بحسب هذا التعظيم من الأبرار والمشهود لهم بالإيمان والتصديق زصحة العقيدة ،
والبراءة من النفاق الأكبر .....)
قال الشيخ / عبدالعزيز السدحان - حفظه الله -:
(..ولما كان تعظيم الرب عز وجل لا يتم إلا بتعظيم أمره ونهيه ،
كان لزاماً على كل مسلم أن يسارع إلى تحقيق ذلك ، وأطر النفس عليه ،
حتى تستقيم عليه وتدوم عليه،
ومن علامات تعظيم النصوص :
1_ عدم الإختيار أو المشورة في حكم الله تعالى ، بل التسليم الكامل المطلق ،
دون تردد أو شك أو ريب .
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً) - الاحزاب -
2 _ عدم التنطع في البحث عن الحكمة أو العلة والتعمق في ذلك ،
فتلك الصفة تنافي كمال التسليم والإنقياد ، بل قد يستمرئ صاحبها ذلك،
فتجره إلى الإعتراض على بعض الأحكام الشرعية ، وهذا مزلة قدم ، فليحذر المسلم من ذلك.
ولا مانع من السؤال والإستئناس بطلب الحكمة فيما يمكن أن تظهر حكمته ،
وإلا فالواجب الإمساك والتأدب مع مقام التشريع .
( لا يُسئل عما يفعل وهم يسئلون ) - الأنبياء -
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله- في الوابل الصيب :
( ... بل يسلم لأمر الله تعالى وحكمه ، ممتثلاً ما أُمر به ،
سواء ظهرت له حكمة الشرع في أمره ونهيه أو لم تظهر ، فإن ظهرت له حكمة الشرع في أمره ونهيه ، حمله ذلك على مزيد الإنقياد ، بالبذل والتسليم لأمر الله ...) ا.هـ
3_عدم وجود الحرج في النفس عند سماع النص الشرعي ،ويتأكد هذا عند تطبيقه ،
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) - النساء -
4_ الغضب لله تعالى إذا انتهكت محارمه ، ومحاولة التغيير ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ،
قالت عائشة - رضي الله عنها - : ( ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ، ما لم يكن إثماً ، فإن كان إثماً ، كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ، إلا أن تنتهك حرمة لله فينتقم لله بها ) - أخرجه البخاري - ..
5_ أن يكون تقبل العبد للنصوص تعبداً لله تعالى ، واستسلاماً له.
6_ أن يمسك عما لا علم له به ، وأن يحذر من الخوض في ذلك...) ا.هـ