الشركات تعهدت لـ" التجارة "بضمان الأسعار والتصدير من الفائض
مصانع الأسمنت تعاني من تكدس 4 ملايين طن وشركة تتريث بتشغيل خط إنتاج جديد
الوطن الثلاثاء
22/10/1429 لدمام: خالد اليامي
علمت "الوطن" أن شركات الأسمنت السعودية تواجه تحدياً غير مسبوق في ظهور بيانات جديدة تكشف عن ارتفاع حجم كميات الأسمنت المتكدسة في مخازنها إلى 4 ملايين مع بداية شهر أكتوبر الحالي أي ما يقدر بـ 15% من حجم الإنتاج الكلي البالغ 27 مليون طن سنوياً وإمكانية أن يصل حجم المخزون نفسه إلى 14 مليون طن خلال العام المقبل في حال استمر تعليق قرار وزارة التجارة بمنع تصدير الأسمنت، باستثناء مملكة البحرين منذ يونيو الماضي في ظل تراجع أرباح القطاع بنسب وصلت إلى 50%.
وقال مصدر موثوق لـ"الوطن" - طلب عدم الإفصاح عن اسمه - إن الشركات الثماني الرئيسية رفعت خطاباً لوزارة التجارة والصناعة في شهر أغسطس الماضي تتعهد فيه بضمان الإمدادات للسوق المحلية والتأكيد بأن ينحصر التصدير على الفائض وضمان مراقبة الأسعار في الأسواق للتأكد من عدم أرجحتها والتلاعب بها ،إلا أن مسؤولاً في إحدى تلك الشركات أوضح أن التجارة لم ترد سلباً أو إيجاباً، وأضاف"كانت تعهداتنا واضحة وننتظر من المسؤولين في الوزارة تدارك مستقبل هذا القطاع الحيوي الذي يمر بمرحلة فقدان وزن".
وقال المصدر إن المشكلة الأخرى تكمن في التوسعات التي انتهت من بعض الشركات لافتاً إلى أن إحدى شركات الأسمنت التي تركز على تصدير الأسمنت لم تشغل خطاً جديداً بطاقة 3 ملايين طن سنوياً رغم إنجازه مؤخراً لمصاعب تسويقية صريحة.
وتبلغ أسعار الأسمنت حالياً 13 ريالا للكيس وهو الحد الأدنى للسعر الذي سبق أن حددته وزارة التجارة وأسعف تفاهم شركات الأسمنت فيما بينها على عدم انهيار السعر لمستويات أقل وهو السعر الذي ظل متداولاً لمدة 40 سنة.
وحفلت النتائج المالية للربع الثالث بأسوأ أداء نتيجة تراجع أرباح جميع الشركات المدرجة في القطاع وتراوحت التراجعات بين 20-50% وذكرت الشركات في بيانات متتابعة أن الأسباب الرئيسية في انخفاض الأرباح هي إيقاف تصدير الأسمنت للدول المجاورة الذي تزامن مع تشغيل مشاريع زيادة الطاقة للشركات القائمة وبدء الإنتاج لدى شركات الأسمنت الجديدة مما أدى لاتساع حصة السوق.
يذكر أن فرض حظر الصادرات من قبل وزارة التجارة تم في نهاية الربع الثاني من العام الجاري عائد لنقص الكميات المعروضة من الأسمنت بسبب زيادة الصادرات وارتفاع الطلب في ذات الوقت بسبب الطفرة الإنشائية مما أسفر عن ارتفاع الأسعار إلى مستويات 20 ريالاً.
ويتوقع ارتفاع الطاقة الإنتاجية من الأسمنت في المملكة إلى 50 مليون طن في نهاية عام 2009 وبلغت صادرات الأسمنت السعودية 3.5 ملايين طن في عام 2007 ومثلت 12% من إجمالي مبيعات الأسمنت وزادت هذه النسبة مطلع العام الحالي إثر الزيادات الكبيرة في الإنتاج الناتج عن توسعات أو دخول مصنعين جدد .