28-10-2008, 04:38 PM
|
#9
|
إحصائية
العضو |
|
|
رد: الناشئة ..بين برامج سخيفة،وأخبارمخيفة..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *همس*
استاذي الظافر
ثناؤك يلثمني خجلا فلا استطيع التفوه ببنت شفة..
ولا أملك إلا أن أقول :
(اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفرلي ما لا يعلمون )
حديثك عن مقومات النصر لا يختلف عليه اثنين أبدا ...في الحقيقة نحن لم نختلف ابتداءا كما تتصور حتى نتفق ..والإرادة سيدي لا تتقاطع مع ماذكرت أنت ..فأطروحاتنا تسير وفق علاقة طردية متناسقة .. أنت باختصار تحدثت عن مقومات النصر وأنا كان حديثي عن وقود تلك المقومات ..
لكن الإرادة ياسيدي ليست حصرا على المسلمين أبدا ولا على أي فئة أو جنس ، هي صفة يشترك فيها الجميع المؤمن والكافروالجاهل والمتعلم ولكنها تختلف في تصاعدها تبعا لأختلاف انماط الشخصيات فقط وبنيتها السيكولوجية .. لذلك تجرد الإرادة بمعناها الشمولي من الدين لا يعني عقمها أبدا .. فالكافر أيضا له ارادة وقد يحقق نجاحا لا يحققه المسلم ..
الفرق بين المسلم والكافر في ذلك أن الكافر يطمح إلى نجاح فقط متمثلا بفوز دنيوي عابر.. أما المسلم فهو لا يطمح إلى النجاح فحسب بل يتعداه إلى معنى الفلاح أي فوز بالدنيا موصول بالفوز في الآخرة .. وكما قال تعالى :
( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون )
توماس اديسون مثلا ، كانت لديه ارادة كافية ليضيء بها الدنيا بمصباحه ، تجاوزت تجاربه الأف تجربه ولم يصب باليأس ، وفي المقابل كافأة التاريخ على ذلك بتخليد اسمه مابقيت السماوات والأرض ، واعتقد انه لم يكن يطمح لشيء اعظم من ذلك فقد عامله التاريخ بسخاء كما ترى..
ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )
هي مطلب وركيزة مهمة .. تعددت الرؤى بشأن تعريف لها .. ولعلي ابسطها لك من قاموسي الخاص بكلمة واحدة ..
الإرادة= الحب
هذا هو المعنى الحقيقي لها في تصوري المتواضع .. فنحن لا نريد شيء إلا اذا احببناه ، نحن نريد أن نأكل لأننا نحب ذلك ، ونريد أن ننام لأننا نحب ذلك ، ونريد أن نعمل لأننا أيضا نحب ذلك ، المحرك الرئيسي لنا هو الحب ،كل شيء في حياتنا مبني على هذه العاطفة السامية وكذلك الدين ألسنا نحب الله ورسوله ولذلك اطعناه ؟؟ ...حتى الشجاعة هي في اصلها حب أيضا ..
أما توقعات الكاتب بشأن الجيل الجديد وكون الواقع لايبشر بخير كما يقول فلعلي اجيب عليه بالتالي :
ماظنك ياسيدي بأمة يقول لها ربها جل وعلا في الحديث القدسي :
( أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ماشاء )
ثم لايكن منها إلا أن تتوقع منه كل مصيبة ، قتل.. تشريد ..قصف .. ذل ..ضياع ..
اليس هذا سوء ظن بل سوء ادب مع الله ؟؟
اذن فليكن لها ماظنت .. ليتنا ندع الجيل الجديد وشأنه يشق طريقه لوحده بدل أن نتكهن له بمستقبل مظلم .. ألا يكفي أننا افسدنا زماننا بسوء ظننا وسوداويتنا؟؟ من العدل أن ننصفهم ونثق بهم ..
عجبت لذلك الفيلسوف الملحد (بوذا) كيف توصل بالرغم من كفره وضلاله لهذا المعنى العظيم في كلمته الرائعة عندما قال :
(كل مانحن فيه هو ثمرة مافكرنا فيه ) قال هذه الكلمة قبل الميلاد بقرابة الخمس قرون!!
لن اجنح بعيدا فلنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة ، ففي حفر الخندق يضرب رسول الله الصخر بفأسه وقد ربط بطنه بحجرين من شدة الجوع ، اهدر دمه وطرد من مكة وحوصر وشرد ثم مع كل هذا يضرب الضربة الأولى فيقول بعدها رفعت لي مدائن كسرى وماحولها ومدائن كثيرة رأيتها بعيني ، ثم يضرب الضربة الثانية ويقول : رفعت لي مدائن قيصر وماحولها حتى رأيتها بعيني ثم الضربة الثالثة فيقول: رفعت لي مدائن الحبشة وماحولها من القرى حتى رأيتها بعيني، ولا يكتفي بذلك بل إنه يعد سراقة بن مالك بأن يعطيه سوار كسرى ،يقول له : يارسراقة _ دقق في كلام النبي_ كيف بك إذا لبست سوار كسرى ، أي انني سأحارب اكبر دولة وسأنتصر وستأتيني غنائمها ، بالرغم من الظروف التي كان يمر بها، وفي عهد عمر جاءت كنوز كسرى ، وسأل عمر عن سراقة ، أعطاه سوار كسرى ، وألبسه ، وقال : بخ بخ أعيرابي من بني مدلج يلبس سوار كسرى ... ماأعظمك رسول الله..
أما نحن ننام ملئ أعيننا في اسرتنا الدافئة الوثيرة ننام شباعا بطانا ، لا يعكر صفو حياتنا شيء، يتلقى ابناؤنا التعليم في افضل المدارس وبالمجان ناهلين افضل القيم والمبادئ في بلد كرمها الله وخصها من بين بلاد الأرض قاطبة بالأمن والأمان ، ثم لا يكن منا إلا هذا الظن بربنا ..
رحمـــــــــاك ربي بنا .. فإنَّا نحبــــــك..
بالنهاية..الحديث في ذلك يطول ولا أود أن اطيل عليك اكثر من ذلك ، فإن جادت الأيام علي بشيء من وقتها فسأفرد في ذلك موضوعا خاصا ..
بالمناسبة ...احببت تشبيهك لي بالشمس ولكني للأسف لست مثلها .. ولكم احسدها.. فهي تجيد فن الظهور بكل جرأة كل يوم لأبهارنا ..أما أنا فلا أجيد إلا الأستتار والهروب أعتقد أني اشبه أكثر ذلك النجم الذي يسميه الفلكيون( النجم الهارب) .. فظهور الشمس أيضا يحتاج إلى ارادة .. عفوا إلى حب ..
احترامي وتقديري
|
الأخت الفاضلــة / همس .. تخاطبيني بالاستاذ -ويعلم الله وبدون مجاملة- أنك أنتــي
الاستاذه المبدعة والمثقفة الواعية بارك الله فيك .
أسعدك الله في الدارين كما أسعدتينا بمداخلتك وتوضيحك وبيانك الكافي الشافي
مقدر ومثمنن لك توجهك الديني وثقافتك الدينية العالية جعل الله ذلك في ميزان
حسناتك ووفقك لك خير .. ولا تحرمينا من اطلالتك وابداعك ومشاركاتك الفاعلة
فوالله أننا نستفيد ونسعد بهذا المشاركات والمداخلات الراقية الإبداعية والتي
تنم عن سعة إطلاع وثقافة عالية ونضج تام ووعي كامل ..
وبالنسبة لما كتبه الكاتب .. ففهمت أنه إذا تربى الجيل على هذا التربية الاعلامية
والتي لاتخفى على الجميع ومافيها وما تحمل وماتخطط له وتهدف إليه وهي مصيبة
عظمى وكارثة كبرى في حق الجيل فأي أنتماء أو ولاء واخلاص لدينه أوأمته أو وطنه !!
سيحمله هذا الجيل وكيف سيكون عماد الأمة وكيف سيعتمد على من تربى هذه
التربية التي ضاق بها المنصفون والعقلاء ذرعا وحذروا ونبهوا وبينوا المخاطر
دون جدوى وإلى الله المشتكى
وحتى اللحظة لم أوفيك حقك .. لك الشكر والتقدير ومزيد الاحترام ..حفظك الله
التوقيع |
للجـمــيـــــــع الــتــحـــيــــــة و الـــتــــقــــــد يـــــــــــــــر
( وعــلـى دروب الــخــيــــــر نــــلــتـــقــــــــي ) |
آخر تعديل الظافر يوم 28-10-2008 في
04:58 PM.
|
|
|