يحكى أن خياط كان يعيش في قرية صغيرة ، فجاءه صديق
له
يحمل بيده قطعة قماش ، فقال
له : اصنع
لي من هذا القماش ثوباً ، فإذا فرغت من صنع الثوب أرجو أن
ترسله مع زوجتك أو أحد
أبنائك إلى
زوجتي ، فأنا على سفر الآن ولن أعود قبل أسبوعين على
الأقل
، ومضى .
لكن الخياط طمع في رؤية زوجة صاحبه ، وحدثته نفسه
بسوء
وقال في نفسه : لماذا لا أذهب أنا إليها وأعطيها الثوب
فلعلي
...
فأسرع بحياكة الثوب وذهب إلى بيت صديقه ، وناداها
، فلما طلعت عليه
قال لها : هذا الثوب لزوجك أبي فلان
، جاء إلى بقطعة قماش قبل أن يسافر وطلب مني أن
اصنع له
ثوباً .
فلما تناولته غمزها في يدها ، فغضبت وبصقت في وجهه
وشتمته ، فعاد إلى بيته خاسئاً
يمسح عن
وجهه آثار البصاق .
ولما وصل إلى بيته وجد زوجته ثائرة منفعلة تشتم وتعلن
فسألها : ما الأمر ؟
قالت : جاء السقا (1) ،
قليل الحياء ولما ناولني جرة الماء غمزني في يدي .
قال : متى حدث هذا ؟
قالت : قبل قليل . ( أي في نفس
الوقت الذي يغامز فيه زوجة صديقه ) فهز رأسه وقال
: دقة بدقة ولو
زدنا لزاد السقة (2) .
1- السقاء : الذي يجلب الماء
من البئر أو النبع ويبيعه للقاطنين في البيوت ونحوها . وهي
سقاءة
وسقاية .
2- السقة : تحريف من السقاء
لمناسبة السجع .
منقول من موقع
طريق التوبة