في بعض الجزر الأمريكية والأسيوية ، وبنوع خاص في جزيرة تريبوليون حيث تنعكس الآية ويبدو النساء رجالاً والرجال نساء . . إحدى تلك الجزر لا يزيد عدد سكانها عن خمسمائة نسمة، نصفهم من الرجال ونصفهم من النساء .
ويحكم الجزيرة ويدير شؤونها النساء دون الرجال، ولا يقوم الرجل بعمل إلا إذا أمرته النساء فبحكم تقاليد الجزيرة لا يملك الرجال حق التفكير واستعمال حريتهم كما يريدون . حتى أن الواحد منهم لا يحق له أن يأكل أو أن يمد يده إلى طعام أو يعده لنفسه إلا بأمر من زوجته أو أخته أو أمه . . . أو جارته على الأقل ؟ . . .
فلكل رجل هناك امرأة هي ولية أمره تدير شؤونه الخاصة والعامة وتسير أموره كيف تريد . والرجال هم الذين يقومون حسب تعليمات النساء ويفرشون المراتب للنوم ويقطعون الحطب في الغاب للنار ، ويحملون الأطفال في الوقت الذي تكون فيه النساء غائبات في أعمال تتعلق بشؤون المنزل أو في شؤون الجزيرة العامة . . .
وإذا حملت المرأة وولدت ذكراً ، عندئذ تقام مناحة في اليوم التالي في بيتها وتظل نساء القرية يفدن عليها طوال الأسبوع يعزينها بهذا المصاب الفادح . . . لأن المرأة التي تضع مولوداً ذكراً تعتبر نفسها مغصوباً عليها من الآلهة . . . أما إذا وضعت أنثى فهناك الفرح العظيم ، فإنها تقيم حفلات الرقص مدة أسبوع كامل ، تقدم في خلالها للمدعوات اللحوم الطيبة والشراب اللذيذ والرجال هم الذين يقومون بخدمة النساء في تلك الحفلات البهيجة فيضحكون ويمرحون ويهنئون النساء بالمولودة السعيدة التي زادت عدد سيدات القرية واحدة .
هند