بداية ينبغي التأكيد أن قضية الخلاف هي أمر بديهي، وظاهرة صحية،
فالاختلاف يولّد التفكير والبحث والاختيار
كما ينبغي أن نضع أرضية للحوار وأصول يؤمن بها الطرفين وإلا لتحول الحوار
لمضيعة للوقت
إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم .
ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها
يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال
مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب
كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد .
ونعود الآن إلى كيفية مقاومة تطرف الحوار:
أولا: حدد هدفا للحوار
الهدف هو سر النجاح في أي خطوة تخطوها، وموضوع بلا هدف واضح وبين سواء
لمن كتبه أو لمن يقرأه هو مضيعة للوقت. فكم من المواضيع التي بدأت وانتهت
دون أن يخرج أصحابها بفائدة واحدة لانعدام الهدف
ثانيا: كن حسن الخلق
لم يفتأ النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بحسن الخلق طوال حياته
فحسن الخلق في ديننا من الإيمان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أثناء دعوته يتعرض لأبشع أصناف تطرف الحوار فيقاومها بأروع أمثلة حسن الخلق،
فكان يزور من يؤذيه ويدعو لمن يضربه ويبر من يهجره
فاستطاع بحسن خلقه أن يسلب قلوب الناس ليس في زمانه فقط،
بل على مر العصور
ثالثا: لا تتحدث في موضوع لا تلم بجوانبه
قديما قالوا: المرء عدو ما يجهل، وقد يقع الإنسان بسبب عدواته للمجهول
في مبالغات غير محمودة
رابعا: إذا قررت أن تدخل في حوار .. فكن صبورا وثابر على الحوار حتى نهايته
خامسا: لا تسىء الظن بالآخرين
من أهم أسباب تطرف الحوار، أن يعتقد المحاور أن كل من يخالفه في رأيه
هو جاهل لايفقه ولا يعي ويسئ الظن به ولو مارسنا حسن الظن
الذي أمرنا به الإسلام لكان هذا أسمى علاج للعديد
من النزاعات والمعارك الكلامية بساحات الحوار
سادسا: تواضع ولا تغتر بثقافتك وعلمك حينما تحاور الآخرين
كم أسر التواضع قلوب الناس، وكم اتبعت الجماهير شخصا لا لشيء إلا لتواضعه
سابعا: كن باحثا عن الحق
يتبع الكثيرين من المتحاورين أسلوب: "إما أن أقنعك .. وإما أن أقنعك"
فهو يدخل الحوار وكل همه ليس التعرف على الحقيقة سواء إن كانت ما يتبعه
هو شخصيا أو حتى ما يتبعه المخالف، بل إن هدفه هو إقصاء المخالفين
عما يؤمنون به فقط
ثامنا: لا تنتصر لنفسك
من أقوى مميزات المحاور الناجح أنه لا ينتصر لنفسه، لأنه يعلم إذا إنتصر لنفسه
فسيتحول النقاش من نقاش حول قضية وفكرة إلى معارك كلامية أو ما يسمى: شخصنة المواضيع.
(منقول بتصرف)