إن من المؤسف المحزن أن كثيراً من سفهاء الأحلام تهاون في أمر الطلاق فترى الواحد من هؤلاء يجري الطلاقُ على لسانه عند أدنى استفزاز ولأوهى سبب لا يراعي في ذلك لله أمراً ولا نهياً ولا يقيم فيه لشرع الله وزناً.ومن هؤلاء الرجال من يطلق الطلقات الكثيرة في مناسبات عديدة دون أن يلتزم بمقتضى هذه الكلمات فتجده يعاشر المرأة ويبقيها معه مع أنه طلقها مراراً وتكراراً وهي لا تحل له ! زنا وسفاح فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن صور التهاون في أمر الطلاق ما يفعله بعض الجهلة وضعفاء العقول من الحلف بالطلاق ؛ فما أكثر ما تسمع من أحدهم قوله : علي الطلاق عند تأكيده لأمر ؛ أو نفيه له ؛ أو حث عليه ؛ أو منع منه وبعضهم يقول: علي الطلاق بالثلاث ولا شك أيها المؤمنون أن من جعل الطلاق يمينه على طرف لسانه يردده عند كل تأكيد أو نفي أو حث أو منع أنه مستهين بهذا العقد متلاعب به وأنه على خطر كبير.
اتقوا الله في أمر الطلاق فإن الطلاق شريعة محكمة وليس أهواء متحكمة ولا انفعالات طائشة ولا كلمات فارغة
وإن من صور الاستهانة بالطلاق تهديد المرأة به عند كل عارض فتجد الواحد من هؤلاء المستهترين يهدد زوجته بالطلاق بكرة وعشياً ولا شك أن هذا ليس من العشرة بالمعروف وأنه ضرب من التهاون والتلاعب فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
فيا أيها الأزواج اتقوا ربكم واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوانٍ عندكم وعظموا حرمات الله وشعائره لعلكم تفلحون.
بارك الله فيك أخي أبوهاجر