::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - هروب من الواقع
الموضوع: هروب من الواقع
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2009, 11:46 PM   #1
 
إحصائية العضو







ريميه غير متصل

ريميه is on a distinguished road


:r-r-7: هروب من الواقع

حين تغلب المرارة على حلاوة الواقع
نزهده
فتكون لنا مسالك شتى نمارس بها هذا الزهد.



فمنا من يهرب من الواقع للخيال والذكرى
فيمجد زمن لن يعود
ويعشق رسما قد ضوت معالمه وانمحت.



ومنا من يصنع واقعه الذي يرجوه في الخيال،
ويعيش وهما يرتجيه وهو المحال،
فتجده مثلا يهوى لعبة؛ يصنع فيها أمما ويزيل أمم،
يُكَوِنُ دولة قوية ويقيم حضارات،
وينتصر بجيوشه المصنوعة في واقع افتراضي لم ولن يكن أبدا ممكنا في ظل الانهزام والتقوقع القابع خلف شاشة ملونة ونافذة عمياء لا تبين.



ومنا من يحسد من سكن تحت الثرى؛
وينتظر الرحيل بفارغ صبر
يعيش شبه حياة، ويموت شبه الموت معا.



كل هذه إشكال وأنماط من سلوك لا يمكن أن نصفه بالإيجابية بحال،
إلا أنها تمثل آليات نفسية لخلق بدائل تعويضية قد تعطي بعض الإشباع الوقتي لتخفف حدة توتر الأنا.



ومنا من يُفَعِلُ آليات الهروب
فيعتزل الوعي بشكل أو بآخر
فيمتنع عن مطالعة الصحف، ويتجنب سماع الأخبار
أو يغرق في كأس أو ينتشي بمخدر ليذهب عقله ومعه الواقع معا
فتغيب عن الصورة في عينية صورة هذا الواقع الرابض على صدره كالقبر
ولا يستبدله بواقع مغاير بل يتركه فضاء لا كينونة له
هذا أيضا يعد تفعيل لآليات دفاع نفسي وهروب لتخفيف حدة توتر الأنا.



وهذا أيضا شكل من أشكال الزهد بالواقع لا يمكن أن توصف بالإيجابية بحال.



أما آليات المواجهة والتي يفترض بها أن تصنع تغيرا لهذا الواقع إما بتغير تفاصيله أو باستبداله بواقع حقيقي جديد.



فمنا من ينخرط في العمل السياسي أو التربوي أو التوعوي
بهدف حلحلة الموجود سواء على المدى القريب أو البعيد،
يستهلك طاقته وفكره ومجهوده وماله وحتى روحه لتكون وقود معركة
قد لا يجني هو ثمارها لكنها في نظره هي الطريق الوحيد الإيجابي للتحرك،
قد يصفه البعض بالسذاجة والبعض بالغباء ..
نعم ولكن هل يمكن أن نفترض له مسار بديل أكثر عقلانية.. على أن لا يفتقد إيجابيته.



ومنا من يترك الجمل بما حمل ويهاجر لواقع جديد مغاير،
يستغني عن ثوابته نسبيا ليتوافق مع واقع الهجرة الجديد،
ويتعامل هنا مع أزمة رفض الواقع بفردية
قد تُعَدُ أنانية بشكل أو بآخر لكنها لا تفتقد إيجابيتها كمسار تغير.



أما الغالب الأعم
فلا يعنيهم الواقع للأسف، ولم يثمنوا واقعهم أو يطرحوا على أنفسهم السؤال الصعب
ولكن فقط عاشوا ولم يموتوا بعد وليتهم ماتوا .

تحياتي

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس