[معلومات العضو العماني]

جدة: ناهد أنديجاني (الشرق الأوسط)

الجينز بكل ألوانه وصرعاته يرتديه الكثير من السعوديين كغيرهم من الشعوب، ولكن قد يتعجب المرء الذي يعيش على خريطة جغرافية بعيدة عن خريطة السعودية بعشق السعوديين للجينز، لأنهم لا يعرفونهم إلا بالثوب السعودي الأبيض للرجل والعباءة السوداء للمرأة، فإذا كانت المرأة في أنحاء العالم أناقتها واضحة العيان بأزيائها الخارجية فإن المرأة السعودية أناقتها تعرف من عباءتها ومن تحت عباءتها! تخرج من بيتها مرتدية العباءة السوداء على اختلاف تصميماتها وأشكالها كانت كلاسيكية أو مودرن، وتلبس من تحتها البنطلون «البلو جينز» أو التنورة وتظهرها من أسفل العباءة مقدار شبر، وهناك من ترتدي العباءة المفتوحة من الأمام وتكون بمثابة «المعطف» مثل سيرين حمزة التي كانت تسير مع أختها سوزان بشارع التحلية بجدة مرتدية بنطلون جينز ميدي أما عباءتها كانت مضيفة لشخصيتها شيئا من جنون المراهقات تقول: «لا استغني عن الجينز أينما ذهبت» وتشاركها أختها سوزان الصغرى في الرأي وتقول: «ما يميز شخصية الفتاة السعودية عن الأخرى في الشارع هو ما تحت عباءتها».
وأخيرا صممت عباءات من قماش الجينز بلونه الأزرق لا تختلف عن القمصون وبنطلونات الجينز بخيوطها وألوانها، مضافة إليها بعض التطريزات الشرقية لتميزها، وتشهد هذه العباءة اقبالا من النساء والفتيات في الإجازة الصيفية يعلل سبب ذلك سالم أبو خريف بائع بمحل «المتحجبة» قائلا: «لأن غالبية السعوديات يسافرن إلى خارج السعودية وهن محجبات فيفضلن «البلو جينز» فهو بمثابة المعطف بحيث لا يلفتن الانتباه إليهن» ويكمل حديثه ضاحكا ومتعجبا في آن واحد «العباءة السوداء في الخارج لافتة وشاذة بينما العباءة الملونة في السعودية شاذة»! وهناك عباءات سوداء ممزوجة بقماش الجينز كأن يوضع على شكل شريط أسفل العباءة وعلى أطرافها أو يوضع بقصات وموديلات غريبة على شكل أشكال هندسية خلف العباءة.

ولأن الشاب السعودي يفترض به عدم ارتداء البنطلون الجينز في المقرات الحكومية والجامعات والمدارس والمساجد فإنه لجأ إلى طريقة أخرى لارتداء الجينز، فصممت أخيرا بالسعودية أثواب رجالية بذات التصميم التقليدي للثوب السعودي الأبيض من قماش الجينز الخفيف والمريح وبلونه المشهور.. الأزرق! يقول محمد عبيد بمحلات (ديباج للخياطة الرجالية) بجدة: «إنها موضة السنة وهي من قماش الجينز الأزرق الخفيف وبعضها تحتاج إلى بطانة وأسعارها مابين 150 إلى 300 ريال» وبعض هذه الثياب تطرز بتطريزات على حسب طلب الزبون قد تكون بخيوط بيضاء أو ملونة وبأشكال هندسية كمربعات ومعينات أو تطريز فيرساتشي الشهير، وهناك من الشباب من يفضل الورود وخطوطا عربية وشعارات خاصة لها معنى لديهم.

وأكثر الشباب الذين يقبلون على ثوب السنة «البلو الجينز» هم شباب جدة ويعلل سبب ذلك عبيد «هم شباب يفضلون مظهرا جديدا ويكرهون الروتين والتقليد ويبحثون دائما عن الجديد في كل شيء خاصة في أزيائهم».

وعلى مقربة من «ديباج» كان يقف شابان سعوديين أحدهما كان مرتديا سروال جينز الراب ذا الخصر المنخفض (لو ويست) وقميصا ضيقا بلون تفاحي وشعره أجعد ونافش «تسريحة عطوة كما يطلقون عليها شباب جدة، وعطوة هو الممثل المصري أحمد الفيشاوي الذي مثل دور عطوة في المسلسل العمة نور» وهذا الشاب يدعى محمد راضي 23 عاما وقد كان متذمرا من حظر البنطلون الجينز في المقرات الحكومية وبعض الشركات الخاصة التي تمنع موظفيها من ارتدائه ويقول: «هل هؤلاء يفهمون معنى الحرية»؟ بينما صديقه صفوان عز 22 عاما كان مرتديا الثوب الجينز المطرز بخيوط بنية واضعا الشماغ بلونه السكري وكان يهم في دخول المحل لتفصيل ثوب العيد يقول: «أحببت فكرة الثوب الجينز فهو يجمع بين راحة الثوب.. وموضة الجينز».