::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - حياه امرأة ...طويله جداً بس ممتعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 11:41 AM   #6
 
إحصائية العضو







محمد النتيفي غير متصل

محمد النتيفي is on a distinguished road


افتراضي

ــ 6 ــ


انـتـقلت نورة وأسرتها من بيتهم الشعبي المتواضع إلى بيت ٍ جديد

بناه زوجها . فـتـضاعف عليها عبء الأعمال المنزلية .. وسارت أيامها

ولياليها دون لحظة ســعيدة يمكن أن تعيشها . ولا مكان لترفية

أو تسلية



وذات مساء عاد إبراهيم من صلاة العشاء حاملا ً فأسـه .. متجها ً

إلى التلفزيون يحطمه أمام ذهول زوجته وأطفاله . فعل هذا

تنفيذا لكلام إمام مسجد القرية الذي طالبهم بأن لا تأخذهم في

الله لومة لائم .. وأن يخرجوا المنكرات من بيوتهم قبل أن يأتي

يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .

تألم كل من في البيت لتحطيم التلفزيون الصغير ماعدا مبارك الذي

استمع إلى الخطبة مع والده .. وصار يتعلم الحلال من الحرام وفق

ما يسمعه من إئمة المساجد . ومن والده الذي يذكره دوما ً بأنه

يعتمد عليه بعد الله في ضبط المنزل إذا غاب .. فهو الرجل الوحيد

بين ناقصات العقل والدين . ولذا فإنه ما إن بلغ الرابعة عشرة حتى صار

يؤذي أخواتـه كثيرا ً .. ويتطاول على والدتـه بما شاء من ألفاظ .


***


لم تـتـردد مـنى التي صارت الآن في السادسة عشرة في الموافقـة

على أول خاطب تقدم لها .. فرارا ً من مبارك الذي ضربها حتى ترك آثارا ً

على جسدها بـســبب وجود بعض الصور لبعض المطربين ولاعبي الكرة

ووجود بعض أشرطة الأغاني التي حذرها كثيرا من سماعها لحرمتها .

ومع أنها تـخبيئ الأشرطة كلما أحضرتها من صديقاتها في المدرسة

إلا أنه يستطيع أن يكتشف أمرها أحيانا ً لأنه لا يترك مكانا ً لا يفتشه

بحثا عن أي دليل ٍ يثبت له ظـنـونـه بأن أخواته يلزمهن مزيد من الشدة

فهن إن لم يضبطهن فـســدن .. وهذا حسب قول الخطيب داء في كل

بنات حواء .



بدأت منى تـســتـعد ليوم عرسها .. وهنا تدخلت والدتها تتوسل إبراهيم

أن يصحب ابنـتـه لتشتري لها ثوب الزفاف والكثير من المتطلبات

من المدينة .. وافق الأب وأحضرت منى كل ما يلزمها من الاسواق ..

وقبل الزفاف بأيام .. انـتـشر بين الناس عدم جواز لبس الفستان الأبيض

للعروس .. وذلك لأن فيه تشبه بالكافرات .. وتشبه بالرجال أيضا ً ..

فاستـفـتى مبارك ووالده إمام المسجد .. لذا قام الإمام وخطب في

الناس بعد الصلاة ولم يخرج الرجال من مسجدهم إلا بعد أن تعاهدوا

على أن لا تلبس بناتهم الثياب البيضاء .. وأن من تخالف ابنته

معاهدتهم تلك يغرم عشرة آلاف ريال . تذهب لصندوق القرية .




عاد إبراهيم وابنه إلى المنزل . واتجه مبارك إلى ثياب أخته العروس

يمزق ثوب زفافها ويلعن الغرب والمتشبهات به . حاولت منعه فضربها

استـنجدت بوالدها فزجرها بقوة .. وردد من الكلمات ما يفيد بأنهن

سبب كل ذنب يقع فيه وسبب كل كارثة تحدث في هذه الأرض .

استسلمت منى للحزن , واحـتـضـنـتـها والدتها التي لا تستطيع شيئا

مع ابراهيم وابنه .. وكان الليل ساترا لدمعهما المنهمر .


يـتـبـع

 

 

 

 

 

 

التوقيع

الـدواسـر طبعهم طبع السيادة
بالكرم والجود ونفوسٍٍ أعفافــي
مشيهم بالأرض تلقى به ركاده
ولا انتخى فيهم خوي الله يكافــي
يشبهون الطير في لحظة هداده
للـحبـارى لا اعتلاها مايشافــي





محبــكم


محمـد النتيفـي

    

رد مع اقتباس