::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - حياه امرأة ...طويله جداً بس ممتعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 11:45 AM   #9
 
إحصائية العضو







محمد النتيفي غير متصل

محمد النتيفي is on a distinguished road


افتراضي


ــ 9 ــ


خرجت البنتان من المستشفى والسؤال يدور في رأس نورة كإعصار

ــ ما أسعد يوم في حياتي . ربما يكون ذلك اليوم الذي كنت ألعب فيه

بعرائسي الخشبية في قريتنا القديمة .

ظلت نورة تبكي على سريرها الأبيض .. وتحبس دموعها كلما جاءها

زوار من أهلها أو أهل زوجها . أو بعض الجيران

وتعاود البكاء إذا انصرف الناس .


***


اتفقت البنتان على أن تقوم إحداهما بإعداد الطعام

وتتولى الأخرى تنظيف المنزل وغسل الصحون . وتتبادلان

الأدور في اليوم التالي . . ولم يكن الطعام سوى الكبسة

على الغداء . والخبز وبعض ( النواشف ) على العشاء .


***


ومن النافذة التي اعتادت الفتاتان الجلوس فيها رأت أميرة

أحدهم ينظر بحذر إليها ... تراجعت بسرعة .. وركضت إلى أختها

تخبرها . فاقبلت وردة لترى . ثم سارعت الفتاتان إلى إغلاق النافذة

النصف مفتوحة ..

ـــ أميرة كيف أمكنه أن يراك ِ ؟ ماذا لو أخبر مبارك ؟

ــ لن يخبره .. ألم تلاحظي كيف كان هو ذاته مرتبك ولا يريد أن

يراه أحد .

ــ لم انتبه .. افتحي النافـذة .. لكن بهدوء .. ربما يكون قد ذهب .



وفتحت أميرة النافذة . فابتسم الشاب من جديد . وخفض رأسه

لكي لا يلمحه أحد .


***


لم تعتد أميرة على ابتسامات الرجال . فحتى التلفزيون سبق

أن حطمه والدها . أما من يزورهم من أخوال وأعمام . فإنهم

يتجهمون في وجوه الصغيرات . يلقون التحية ويتبعها التعليمات

دائما ً عن كيف تكون الفتاة مهذبة وصالحة ثم ينصرفون .

وعلى الفتاتين أثناء وجودهم إعداد القهوة والشاي و الطعام .


***


كل ما خطر في بال أميرة هو أن هذا الشاب هو من سيتزوجها .

وراحت تبني قصورا ً في الهواء . وتحدث أختها أحيانا ً عن كل

ما تحلم به .

وشيئا فشـيئا صار موعد فتح النافذة معروفا ً عند الطرفين .

وقبل أن تـغلقها . تلوح بيدها بعد ان تتأكد أن لا أحد يراها سواه .


***


خرجت نورة من المستشفى تحمل كيسا ً من الأدوية .. وقائمة بالتعليمات

التي تحدد لها نوع الطعام المسموح والممنوع . وطرق العناية بعظامها

الهشة لكي لا تنكسر . وكان في التعليمات ما يفيد بأن التعرض

لأشعة الشمس كل صباح وقبل الغروب ضرورة لكل إنسان .

وأن رياضة المشي لمسافات تبني العظام .

ابتسمت نورة بشيء من حزن وسخرية . فهي لا تذكر أنها تعرضت

للشمس أو مشت في أي مكان منذ أن تزوجت إبراهيم .

إنها فقط في بيته لتخدمه . والاستسلام لرغباته في المساء

قالت بألم لابنتيها أثناء قراءتهما للتعليمات المطبوعـة

ــ أي صباح وأي غروب هذا الذي يمكن أن أتعرض فيه

للشمس ياابنتي

أجابت وردة بألم .

ــ صدقت ِ يا أمي . الشمس هنا كان يجب أن يكتبوا عليها
للرجال فـقـط .

ــ لــســت شاعرة وحسب با ابنتي . بل وداهية . أرجو أن لا يسمعك

أبوك أو أخوك .

ــ وماذا قلت يا أمي .. إني فقط أقر ّ بالواقع .. الشمس للرجال فقط .

قالت الأم مبتسمة :
ــ مارأيـك يا أميرة في كلام أختـك الداهية .


لم تـكن أميرة مـنـصـتـة لحديثهما . إنها في عالمها الخاص الذي

تتخيله دائما ً .. وتأمل أن يتحقق . إنها بخيالها مع حـســن .


***


لم يكن من الصعب أن يخبرها برقم هاتفه بالإشارة وحركة الشفتين

لكن الصعب هو أن تصل إلى الهاتف الذي في غرفة مبارك .

لذا اكتفت بالرسائل . تلقيها من النافذة ويلتقطها حسن .

ولا يكون الرد إلا في اليوم التالي حيث تجد الرسالة تحت حجر عند

الباب . تلتقطها قبل ذهابها للمدرسة .


يـتـبـع

 

 

 

 

 

 

التوقيع

الـدواسـر طبعهم طبع السيادة
بالكرم والجود ونفوسٍٍ أعفافــي
مشيهم بالأرض تلقى به ركاده
ولا انتخى فيهم خوي الله يكافــي
يشبهون الطير في لحظة هداده
للـحبـارى لا اعتلاها مايشافــي





محبــكم


محمـد النتيفـي

    

رد مع اقتباس