::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - حياه امرأة ...طويله جداً بس ممتعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 11:48 AM   #11
 
إحصائية العضو







محمد النتيفي غير متصل

محمد النتيفي is on a distinguished road


افتراضي

الأخيرة


ــ 11 ــ


تمر الأيام تلو الأيام وحالة نـورة الصحية تـتـدهور . وعظامها

تزداد وهنا ً على وهن . إلى ان صارت تقضي جل نهارها على

الفراش.. وتقوم البنتان على خدمتها وخدمة أبيهما وأخيهما مبارك.


وبعد سنتين أنهت أميرة وودرة المرحلة الثانوية . ودخلتا

كلية التربية . يصلانها بالأوتوبيس المخصص لبنات تلك القرية

التي أصبحت مدينة صغيرة .

تـقدم حـســن وخطب أميرتـه التي يحبها منذ سنوات .

.. وظلت تـتـبادل معه الرسائل .. وتحادثه بالهاتف بعد أن سمح مبارك

بوجود سماعات أخرى غير التي في حجرته بسبب مرض أمه

وحاجتها للاتصال به في عمله أحيانا ً .. ليأخذها للطبيب .

أما وردة .. فقد زاد كرهها للرجال .. وصارت خواطرها كلها

وأبيات الشعر التي تنظمها عن صديقتها الغالية (عهد) والتي

تـعرفت عليها في الكلية ..


***


ذات مساء ..نادى إبراهيم ابنـتـيـه إلى حجرة أمهما ..

جاءتا مسرعتين

.. جلستا بجوار والدتهما صامتـتـين تـنـتـظران ما سيقول .

نـظر الرجل إلى زوجـتـه ثم قال ..

ــ نورة تعرفين شرع الله . ولا يخفاك أن من حقي أن أتزوج

على كل حال . فمابالك وأنت الآن مريـضـة . .... أنا لن أظلمك

ســتـبـقين في بـيـتـك مـعـززة مكرمة . والثانية ستكون في بيتٍ

آخر . وطلباتك وطلبات البنتين تأتيكم كما هو معتاد ولن ينقصكن شيء

أنا رجل أخاف الله .. ولن أقـصر في حقـك أو حق بناتي . لكن لن أقصر

في حق نفسي أيضا ً . أنا يا نورة صريح وواضح ..

وأتيت لأخبركن بنفسي .


وبعد أن انهى ابراهيم كلامه .. ظل الصمت يلف المكان . فالتقط مفاتيح

سيارتـه ووقف دون أن يقول شيئا .. ثم أدار ظهره وخرج .


صرخت وردة ...

ـــ معززة مكرمـة .. أتفهمين ماذا يقصد يا أمي ؟ يقصد تأكلين

وتشربين .. يقصدنا كلنا .. يحق لنا ان نأكل ونشرب .. ياله من طيب

أليس كذلك يا أمي .. أليس كذلك .. كريم والدنا .. نحن نأكل ونشرب

في منزله ..



ظلت الأم صامتـة .. تـنـظر إلى اللا شيء .

ــ أمي .. لماذا لم تردي عليه .. لماذا تركتـِـه يخرج مرتاح الضمير .


ظلت نورة على صمتها .. فقد عرفت أن من كان ضميره مرتاحا ً لأكثر

من أربع وعشرين سنة .. لن يـبـصر فجأة ما يجعل ضميره يؤنبه .

إنها تعرف زوجها تماما ً .. لايرى الآخرين .. لايرى إلا ما يريد .

ويمكنه أن يـجـد عند إمام المسجد من الأدلة الشرعية ما يؤيد تـصرفاتـه

مهما بدت لزوجته وبناته قاسية .


***


لم يبق في المنزل بعد الأب وزواج مبارك .. ثم زواج أميرة ...سوى

وردة وأمها المريضـة . تـتـابع وردة دروسها .. وتقرأ الروايات والشعر

أما نـورة فـلا تفعل شيء سوى أداء الصلاة إذا حانت .


طرق إبراهيم الباب ذات مغرب . فتحت وردة وإذا بوالدها

يحمل كرتونا ً كبيرا ً .. سار بـه إلى حجرة نورة .


ــ نورة .. أشــتـريت لك تلفزيون ملون .. يقول الشيخ تجوز مشاهدته
تعالي ياوردة .. أخرجي التلفزيون من الكرتون وقومي بتشغيله ..
تريدون شيء آخر .. ؟ سأذهب لصلاة المغرب ..


خرج إبراهيم من البيت ..

نـظرت نورة إلى ابنتها وقالت بسخرية وألم .

ــ الآن ... الآن يـسمح لي بمتابعة التلفزيون ..

لم تـنـتبه وردة إلى دموع والدتها فقد كانت مشغولة بوضع التلفزيون

على الطاولة ..

ومع أن دموع نورة توقفت إلا أن ألمها لم يتوقف . لقد مرت

أربع وعشرون سنة مع إبراهيم . شعرت أنه اعتصر فيها

عافيتها . وبعد أن أيقن أنها لا تصلح لشيء الآن بحث

عن امرأة أخرى .

أربع وعشرون سنة يحرمها مما يريد أن يحرمها منه .. ويسمح

بما يريد أن يسمح .. وقتما يريد .. إنها الآن عجوز في الخامسة

والثلاثين .. لاشيء في حياتها سوى الصمت .


ـــ أمي .. مابك .. ؟؟ تـبـكين يا أمي !!! مابك !!

ــ لاشيء ..

ــ أعرف أنك تبكين لأن والدي أحضر التلفزيون وخرج .. ماذا كنت

تـنــتـظرين يا أمي .. أن يصبح فجأة ذا قلب حنون ؟ ثم هو تعود

على أن يكون هكذا .. بلا قلب .. وأنت ِ .. أنت من سمح له بالتمادي .


ــ وماذا كان علي ّ أن أفعل يا ابنتي ..

ــ كان عليك أن لا تــتـزوجيــه .. لماذا وافقت ِ أصلا ً على الزواج به .


لم تـجب نورة على سؤال ابنتها .. تذكرت انها لم توافق

بعد على الزواج به .. وانخرطت في بكاء ٍ مرير .. تـــــمـــت

 

 

 

 

 

 

التوقيع

الـدواسـر طبعهم طبع السيادة
بالكرم والجود ونفوسٍٍ أعفافــي
مشيهم بالأرض تلقى به ركاده
ولا انتخى فيهم خوي الله يكافــي
يشبهون الطير في لحظة هداده
للـحبـارى لا اعتلاها مايشافــي





محبــكم


محمـد النتيفـي

    

رد مع اقتباس