وقال الشيخ العالِم بكر بوزيد :
(التمثيل بنوعيه : الديني والترفيهي ، ردة فعل لدى المنهزمين من المسلمين ، لمحاكاة ما لدى الأمم الكافرة من أساطير و( إلياذات ) وهمية ، منسوجة يهرع إليها الناس .
فلدى ( اليونان ) : ( إلياذة هوميروس ) وهي مطبوعة في مجلدين .
ولديهم ( التراجيديا اليونانية ) التي اختلقها ( أيسكولوس ) ولدى الرومان أساطيرهم ونسجهم .
ثم يأتي المنهزمون من المسلمين فيلتقطوا من موائد هؤلاء ومن غيرهم ، فيهيمون في التمثيل الترفيهي إلى حد بلغ القضاء المبرم على سمة المسلم ، ووقته ، وقواه ، وتفكيره .
وعندئذ يأتي اختلاق ( ألف ليلة وليلة ) و ( سيرة عنترة ) و ( البطال ) و ( السيد البطل ) .
وعلى غرارها في ( العصر الحاضر ) : الإستدلال من سيرة الأبطال ، ومضاعفتها بالكذب والأوهام ، كما في قصة ( وضاح ) و ( عبيد بن الأبرش ) ، وغيرهما من أحاديث العرب وأخبارها في جاهلية وإسلام .
وفي ( التمثيل الديني ) يأتي التسلق إلى تمثيل أنبياء الله ورسله ، والصحابة من المهاجرين والأنصار ، وإلى عظماء الإسلام كافة .
وكان من أبشع ما رأى الراؤون ما عمله ذاك الشقي طه حسين في كتابه ( على هامش السيرة ) : إنه ليس في حقيقتها ، ولكن على هامشها بالاختلاق للتسلية .
إنها محاكاة دينية لإلياذة اليونان ، وأساطير الرومان .
فجعل هذا العابث : سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرحاً للأساطير والكذب ، وإدخال الباطل ، وسل الصحيح . واختراع ما يسيئ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى جميع المسلمين .
فانظر إلى هذا العنوان الأثيم ( على هامش السيرة ) ، وإلى ما احتوته من الاختلاق العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل)اهـ
من كتابه (حكم التمثيل).