السلام عليكم ورحمة وبركاته .
لفظ الإسرائيليات وإن كان يدل بظاهرة على اللون اليهودي ، إلا أنه يراد به ما هو أوسع من ذلك وأشمل ، فالمراد بها يعم اللون اليهودي والنصراني معاً . والبعض قال إن ذلك أطلق من باب التغليب للجانب اليهودي على الجانب النصراني لأن الجانب اليهودي هو الذي انتشر أمره وكثر النقل عنه من التوراة وشروحها ، والأسفار وما اشتملت عليه ، والتلمود وشروحه ، والأساطير والخرافات ، والأباطيل التي افتروها أو تناقلوها عن غيرهم من معارف اليهود وثقافتهم . وهذه كلها كانت المنابع الأصلية للإسرائيليات التي زخرت بها بعض كتب التفسير ، والتاريخ ، والقصص ، والمواعظ ، وهذه المنابع إن كان فيها حق ، ففيها باطل كثير ، وإن كان فيها صدق ففيها كذب صراح ، وإن كان فيها سمين ، ففيها غث كثير . وقد يتوسع بعض الباحثين في الإسرائيليات ، فيجعلها شاملة لما كان من معارف اليهود ، وما كان من معارف النصارى التي تدور حول الأناجيل وشروحها ، والرسل وسيرهم ونحو ذلك . وإنما سميت إسرائيليات لأن الغالب والكثير منها إنما هو من ثقافة بني إسرائيل .
نسأل العلي القدير السداد التوفيق .