

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مر رجل بالمقداد بن الأسود فقال:
طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فالتفت إليه المقداد فقال:
ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرًا غيبه الله -عز وجل- عنه،
لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟!
والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله -عز وجل-
على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه..
أو لا تحمدون الله إذا أخرجكم الله -عز وجل- لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء
به نبيكم -عليه السلام- وقد كفيتم البلاء بغيركم؟
والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية،
ما يرون دينًا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل،
وفرق بين الوالد وولده، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرًا وقد فتح
الله -تعالى- قفل قلبه للإيمان،
ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار،
وأنها للتي قال الله -عز وجل- :
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}
[الفرقان: 74]..

