سلوكيات القوافي
يكتبها فالح الشراخ
غربة الأصيلة
المتتبع للقصائد الشعبية القديمة والتي نظمها الرعيل الأول من الشعراء والمعروفين باسم الرواد يجد أنها تحتوي العديد من المفردات والتي تسمى في وقتنا الحالي مفردة قديمة وهي ليست بقديمة بل قل استخدامها أو انعدم تماما وهذه طبيعة الحياة والأجيال المتعاقبة وهو ما يسميه البعض التطور في اللهجة بل أن البعض يستعيب استخدام مفردات تحت ذريعة أنها مفردة ترمز إلى التخلف والحقيقة أن هذه المفردة هي الأصل وتشكل جذور روائع القصائد وكون من أطلق عليها هذا المسمى لا يعرف معناها لا يعطيه الحق أن يسمها بالتخلف يقول أحد الشعراء
لاروحت من خايع فيه خمخم
ومخالط نبت الشقارى زماليق
أحتوى هذه البيت عدد من المفردات التي قل استخدامها في الوقت الحالي ولكنها في وقتها كانت دارجة لفظا ومعنى لدى الجميع وهذا ما يجعل الناقد في حيرة ويتردد عليه أسئلة مهمة منها هل جيل اليوم معذور في عدم استخدام المفردة القديمة ؟ وهل القصيدة التي تنعدم فيها المفردة الشعبية تعبير سطحية كما يسميها البعض ؟ والبعض يقول أن الشاعر يخاطب متلقيه من جيله وعندما يعود بهم الى أستخدام مفردات قديمه يجعل القصيدة غير مفهومة المعاني ومهما كان هناك تباين في الرأي تبقى أهمية المفردة القديمة والمطلوب هو استخدامها وتقريب المعنى لذهن المتلقي وهنا يحدث توارث بين الجيلين لهذه الكنوز اللغوية القديمة