25-02-2012, 02:15 AM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
لإخواننا في (سوريّة)
لإخواننا في (سوريّة)
في زمن الخطوب الكبار، والشدائد والأقطار، يتوجب التذكير بحقيقة ناصعة ساطعة في هذا الدّين، وهي : وجوب التناصر بين المسلمين، ومؤزارة المظلومين.
ومتى استجار المسلم بأخيه المسلم، ولاذ بساحته، ونزل بباحته واستنصره واستنفره: وجبت نصرته بحسب القدرة، ووجبت إعانته بحسب الاستطاعة - ووفق قواعد الشريعة ، وفتاوى العلماء الربانيين -.
وقد قال الله -تعالى-: { وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النّصر إلاّ على قوم بينكم وبينهم ميثاق...}
وقال النّبي -صلى الله عليه وسلم-: (( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسلمه...)) رواه البخاري ومسلم.
وإنّ الأحداث المتلاحقة – والوقائع المتوالية التي تصيب الشعب السوري المسلم، من استهداف ألة الحرب والقتل والقمع- والتعذيب والتنكيل، للضعفة والعُزّل والأبرياء- والرُّضَّع والأطفال والشيوخ والنّساء- : لتستوجب منا -على الأقل- الاستشعار بقضيتهم ، والدعاء لهم ، والتضرُّع إلى الله -تعالى-أن يخذل عدوَّهم.
ومن باب قول الله -سبحانه جلّ في علاه-: {واتقوا الله ما استطعتم}؛ فإنّ من أعظم ما يُعان وينتصر به لهذا الشعب المسكين-في مثل هذه الظروف- هو: الإلتجاء إلى الله - سبحانه- بدعائه أن يخفف عنهم ماهم فيه، وإن يمكّنهم من رفع البلاء عن انفسهم.
وإنّ مما يكون أدعى في تحقُّق ذلك-وتحقيقه- هو قنوت أئمة المساجد في الصلوات المكتوبات، وتأمين من خلفهم على دعائهم.
وقد صحت السنة النبوية المشرفة -وصرّحت- بذلك ، وذهب الأئمة الأربعة إلى مشروعية وتأكيد القنوت في النوازل متى ما نزلت بالمسلمين نازلة.
وأي نازلة أعظم وأشدُّ مما نراه ونسمعه كل ساعة، من قتل للذين يتساقطون بالعشرات-في سوريّة-!؟
وقد ثبت عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قنت يدعو- بعد صلح الحديبية، وفتح خيبر- للمستضعفين من أصحابه الذين كانوا بمكة ، وذلك ((حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم،فيقول:
اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبى ربيعة والمستضعفين من المؤمنين.
اللهم اشدُد وطأتك على مُضر واجعلها عليهم سنين كسنىِّ يوسف)) رواه البخاري ومسلم.
والقنوت هو نوعُ استنصار ونصرة:
فقد صح عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- لما قنت في بعض حروبه- أنه قال: ((إنما استنصرنا على عدونا))-كما في ((مصنـف ابن أبي شيبة)) (برقم 7055)-.
وقال إسحاق الحربي: سمعت أبا ثور يقول لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: ما تقول في القنوت في الفجر؟
فقال أبو عبدالله: إنما يكون القنوت في النوازل.
فقال له أبو ثور: أي نوازل أكثر من هذه النوازل التي نحن فيها؟ قال: فإذا كان كذلك ؛ فالقنوت -كما في كتاب (( الصلاة)) – (ص 440) -للإمام ابن القيم-.
وقنوت النوازل مقيّد بوقته وظرفه؛ كالتكبير في العيدين وأيام التشريق، ومتى قام سببها شرعت، وليس لأحد منعها-مع التنبيه إلى أن بعض البلاد الإسلامية تجعل القيامَ بذلك مرتبطاً بإذن وليّ الأمر-.
وإنّ هجر القنوت في المساجد والدعاء للمظلومين في (سورية) غفلة عن حقهم، بل هو غفلة عن حقّ الله -سبحانه- في دعائه واللجوء إليه إليه.
ومتى يُقنت للمستضعفين والمقهورين إذا لم يُقنت الأن-وقد وصل عدد قتلاهم وجراحهم إلى ما الله به عليم-!؟
فاللهم لا نُحصي ثناءً عليك، ولا نلجأ إلاّ إليك.
اللهم أنزل على أهلنا وإخواننا في (سوريّة) عوائد نصرك، وعلى الظالم الكافر بطشك وبأسك. |
|
|
|