بسم الله الرحمن الرحيم
مع تطورات الأحداث السياسيه و تسارع و تيرتها في المنطقة، يرى الباحث السياسي التطور و التغير الملحوظ على مستوى التكتيكات السياسية لإيران فيما يختص بأهدافها و مصالحها في المنطقة.
ما يميز هؤلاء للأسف هو التخطيط و التنظيم و تفعيل التنظيم. و القارئ لشؤون الداخل الإيراني يستطيع أن يستنبط ما يدور في عقل هذا الكيان الفارسي.
و في الحقيقه بدأت تتنامى الموجه الشعوبيه في الداخل الإيراني بشكل كبير بتأييد من المؤسسات الرسميه و الدينيه في الداخل الايراني. هذه الموجه تترجمها كمية المنشورات التي تتحدث عن أمجاد قديمة و زائلة لما يسمونه بالمجد الفارسي التليد. و من خلال البحث يعتبر كتاب ( الشاهن شاه ) هو من أكثر الكتب الايرانية المختصة بالأدب الفارسي مبيعاً و قراءةً. إن هذا الكتاب المقيت يحمل في طياته كرها عظيماً للعرب و الذي وصفهم الكاتب بأشنع العبارات متناسياً ما لها من مففاخر و بطولات في نشر رسالة الاسلام. بل و صرح الكتاب بشكل علني بأن الاسلام هو من حمي العرب من العمل في حظائر الفرس !!!
و لكن بعيداً عن الداخل و أكثر توغلاً في حقل ال IR و هو ما يسمى أكاديميا بالعلاقات الدولية فسنلاحظ تغيراً نوعياً في التكتيكات الخارجية الايرانية ابتداءً من استراتيجية أم القرى الى خطة ( يمن خوش هال ) و التي تعني بالعربية خطة اليمن السعيد !!
فلنأخذ مثلاً هذا الخبر من مدونة الشؤون الإيرانية للأخ محمد السلمي الباحث و المختص في الشأن الايراني و الأدب الفارسي:
يبدو أن رياح الربيع العربي وإن لم تؤثر في الداخل الإيراني إلا أنها أحدثت عاصفة تهدد الخارج وكل ما بنته وتسعى لبنائه طهران منذ عقود. بعد فشل مساعيها وحلفائها في البحرين وفقدان "حزب الله" لمبررات امتلاك سلاحه وبالتالي "شرعيته" كمقاومة في لبنان واحتضار النظام في سوريا ما يهدد فقدانها أهم "حليف" في المنطقة، تبنّت إيران استرتيجية "الشيطان الأكبر" وبدأت تنفيذ سياسة "الفوضى الخلاقة"، هذه المرة في اليمن عبر تسليح "الحوثيين" ما ينذر بحرب أهلية في جنوب الجزيرة العربية تكون إيران أحد أطرافها المؤثرة.
إيران تسرع في وتيرة تسليح الحوثيين!
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية، أن إيران تحاول عبر تسليحها ودعهما العلني للمتمردين في اليمن إلى المحافظة على مكانتها ودورها كفاعل في منطقة الشرق الاوسط .
وأشارت الصحيفة أنه على مدار الاشهر القليلة الماضية عملت طهران على التكثيف من قنوات الاتصال السياسية بالحوثيين وإرسال شحنات أسلحة الى حلفائها ورموز سياسية أخرى في اليمن في إطار جهود إيرانية “مضنية” تهدف إلى توسيع نطاق النفوذ الايراني في المنطقة، بحسب الجيش الامريكي ومسؤولين في الاستخبارات.
الصحيفة أرجعت هذا التوجه الايراني “الجديد القديم” نحو اليمن الى الفوضى التي سبقت رحيل الرئيس علي عبد الله صالح حيث تعاني البلاد من الانقسام بين جنوب عادت إليه روح الانفصال و”قاعدة” بدأت تحاول السيطرة على مناطق تقع تحت نفوذها و حوثيين يحركهم تطرفهم ونزعتهم الطائفية.
انفلات أجزاء كبيرة من اليمن عن قبضة الحكومة المركزية شجع إيران على الدخول بشكل مفضوح في النزاعات اليمنية حيث قال مصدر عسكري يمني إن شحنة أسلحة إيرانية في طريقها إلى قيادات الحراك الجنوبي المطالب بالإنفصال عن الشمال.
وكشف المصدر للصحيفة اليمنية الالكترونية “الأضواء نت” عن معلومات استخباراتية حصلت عليها الحكومة اليمنية من الأمريكيين تفيد بأن شحنة اسلحة إيرانية في طريقها إلى قيادات الحراك الجنوبي المسلح بالتنسيق مع جماعة التمرد الحوثي في الشمال .
وكانت وسائل إعلام يمنية قد تحدثت عن إرسال الحراك الجنوبي لـ500 شخص إلى محافظة صعدة لتلقي تدريبات على يد خبراء حوثيين
“نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله “إن المهربين الايرانيين بدعم من وحدة القدس -أحد أرقى الوحدات الدولية العاملة تحت لواء قوات الحرس الثوري الايراني يستخدمون سفنا لنقل بنادق هجومية من طراز إيه -كيه 47 و قذائف صاروخية الى جانب أسلحة أخرى لتحل حل محل الاسلحة القديمة التي يستخدمها المتمردون”.
المساعدات الإيرانية، التي تثير مخاوف زعماء القبائل السنية في شمال اليمن، تتشكل أساسا من بنادق أوتوماتيكية وقاذفات قنابل و مواد لصنع قنابل الى جانب ملايين الدولارات، تذهب جميعها الى تقوية شوكة الحوثيين في حال نشوب مواجهة مسلحة مع القوات الحكومية أو القاعدة أو القبائل.
وقد كشفت أن السلطات اليمنية والهندية الساحلية تمكنتا من توقيف ومصادرة بعض شحنات الاسلحة في هذا الصدد من خلال إطلاعهما على بعض المكالمات التي تمت بين المهربين وعناصر من قوى القدس رصدها الامريكيون وفقا لشهادات المسؤول الامريكي ومسؤول هندي رفيع المستوى.
حجم التدخل والنفوذ الايراني في الشأن اليمني لا يزال غير واضح فضلا عن أن بعض المسؤولين اليمنيين يقللون لاعتبارات سياسية من التأثير الحقيقي الناجم عن تهريب شحنات أسلحة للحوثيين ويرون أن دعم انفصاليي الجنوب يمثل الخطر الأكبر.
سواء جاء الخطر من الشمال أو من الجنوب أو كليهما، فإن إيران مستمرة في تنفيذ مخططها “الاستباقي” بدعم “الفوضى” في منطقة الخليج العربي، ما يؤهلها لتكون “حكما” أو “وسيطا” في قادم الأيام، بخاصة اذا ما تدهورت الأوضاع في سوريا ووجدت حليفها وقد أصبح فعلا ماضيا كما هو تأثيرها في المنطقة بعد هبوب عاصفة الربيع.
http://iranianaffairs-alsulami.blogspot.com/
ان توجه ايران الجديد كما يراه باحثون و ناقدون فرس أميريكيون في معاهد دراسات العلاقات الدولية يتخلى عن الدفاع و يتجه الى الهجوم و الهجوم المضاد. و من يتابع الشأن الايراني في العلاقات الدولية و تفاصيل خطة يمن خوش هال يدرك تماما انننا لا زلنا في الربع الأول لمسلسلها الزمني الآت.
و يتصور البعض من تحليلاتهم الشخصية بأن القيادات الايرانيه الممثلة في السلطة التنفيذية ( المشائييون الجدد ) و الحرس الثوري و الأهم من ذلك المؤسسة الراديكالية ( المرشد الأعلى ) بدأت تثير هذه الفتن و القلاقل لإبعاد الرأي العام المحلي عن الأزمات التي تعانيها ايران داخلياً مثل نقص التنمية خصوصاً في أقاليم الأقليات الغير فارسية و تدهور العملة الايرانية و الحاله الاقتصادية المزرية نظراً للعقوبات الدولية.
و لكن وفي وجهة نظري بأن اغلب هولاء المحللون لم يدركوا عمدا او قصدا حقيقة النظام الايراني الثوري منذ عام 1979م
ان هذا النظام ومنذ أن قام ( وان كان النظام البهلوي القديم يشابهه و لكن بنسخة ليبيرالية ) قام على التوسع و العدائية و الاستعداء من منطلق عرقي مغلف بالتشيع لاستهواء العرب البسطاء.
و لفهم الاستقصاد الايراني الواضح للسياسة الخارجية السعودية، قام الأخ محمد السلمي بترجمة مقال مهم من موقع (الدبلوماسي الايراني) الشهير في ايران.
و صاحب المقال هو الخبير الايراني بشؤون شبه القارة الهندية و سفير ايران السابق في باكستان مير محمود موسوي. لقد أشار هذا الكاتب الى عمق العلاقات السعودية الباكستانية و قوتها. موصيا في ذات الاتجاه خطف باكستان من الحضن السعودي و ملقيا باللوم على القيادة الباكستانية !!!
اذن هو الهجوم المضاد لزعزعة كل ما يمكن زعزعته بشكل عشوائي و همجي. فهم يرون في و جهة نظرهم بأن ( آكلي الزواحف و البدو ) يجب أن يخضعوا لسيطرة الفرس !!! متناسين بأن الله سبحانه و تعالى اختار هذه الأمه العربية لحمل هذه الرسالة السامية لمختلف الاجناس و الأقطار، وأن البدو هم من حملوا رايات الجهاد والتضحية و الفداء مع أشرف الخلق المصطفى صلى الله عليه و سلم.