السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرحٌ موفق لقضية أعترف أولا بجهلي لملابساتها ...
أشاطرك الرأي أخي في مسألة القيم العظيمة التي قامت عليها مجتمعاتنا القبلية في السابق وإن وُصفت بالتخلف والرجعية إلا أنها حملت من الصفات والقيم والأخلاق ما تفتقره مجتمعاتنا المتحضرة المعاصرة. حتى وإن نُسِبت شريعة الغاب الى تلك المجتمعات البدائية في أدواتها المتقدمة في مذاهبها وأفكارها فعلينا أن نعترف بأنه ساد آنذاك نوع من الاستقرار والأمن يكادان ينعدمان في محافظة وادي الدواسر بناءا على إفادة حضراتكم.
اذا السؤال هو ما الحل؟؟ أو بالأحرى ما مسببات المشكله؟؟؟ فالحل الأسلم لأي معضلة هو التشخيص السليم ومعرفة مسبباتها عندها فقط تكون الحلول مناسبة ناجعة. كان بودي تعزية الأمر إلى الجهل وقلة الوعي الثقافي، ولكني أرجع وأناقض هذه الفرضية بحقيقة أن أجدادنا لم يتعلموا ولم يتم تثقيفهم بأي وسيلة من وسائل الإعلام المُحدثه.
اذا المسألة ليست مسألة تعليم وثقافه وإن كان لهما دور كبير لا يجب إغفاله، برأيي الموضوع برمته يرجع إلى قلة الوازع الديني أولا وإلى البطالة والفاقة وحاجة فئة معينة ، فئة ينقصها العلم والدين وأبسط المبادئ الإنسانية التي تردع أي شخص عن الإعتداء واغتصاب ما ليس له سواء كان ريال واحد أو روح إنسان برئ.
من هم قطاع الطرق؟؟؟ كيف ولماذا ظهرت هذه الفئة؟؟؟ لن أخوض في تاريخ قطاع الطرق الذين لطالما تركوا بصماتهم منذ عهد الرسول وما سبق ذلك بقرون وقرون الا أنني أكاد أجزم بأنه غالبا هذه الفئة هم من "المغضوب عليهم" اجتماعيا والمنبوذين الذين آثروا كسب الأموال بطرق غير مشروعة ببساطة لأنها "أسهل الطرق" وان كلفت أرواحهم وأرواح غيرهم من الأبرياء. هي فئة بعيدة كل البعد عن الدين وتعاليمه التي تُحرم دم المسلم على المسلم وتحذر من الإعتداء على الأموال والأنفس والأعراض، هي فئة فاقدة للقدرة على التمييز بين الخطأ والصواب ، الحلال والحرام، فئة مغيبةٌ بارادتها عن الحقيقة تابعةٌ للسراب.
اذا السؤال الذي يطرح نفسه هو هل باستطاعتنا حقا حل هذه المشكلة عن طريق طرحها في منتديات على الشبكة العالمية للانترنت وهل من بيننا قطاع طرق متصفحين لهذه المنتديات ؟؟ وهل نحن جزء من المشكله؟ بمعنى هل لنا يد في خلق هذه الفئة العاصية المتمردة الحاقدة على المجتمع؟؟؟ أو ليس بنبذنا لها واقصائها عن محيطنا مساعدة لها على التضخم والاستفحال في جسد أمتنا؟ هل العقاب رادع لهؤلاء؟؟ أنحن من صنع هذه الفئة؟ أوليس لهذه الفئة آباء وأمهات وأخوة وأخوات ساعدوا بخلق هذه النفسيات المشوهه؟؟
للأسف نحن من ابتعد عن قيم وأخلاقيات أجدادنا فكان ما كان، انحدارٌ وانحطاطٌ ما هو الا نتاج تقليدنا للغرب الغريق المتخبط ، أجمل ما في تقالدينا أنها مستقاة من الدين داعمةٌ له...ولكن للأسف اخترنا أن نكون لاهثين وراء الغير مقلدين ، حتى فقدنا هويتنا وقيمنا ومبادئنا الأصيلة.... "الشهامه"، "الشجاعه"، "النخوة" وغيرها من القيم أصبحت مصطلحات تلوكها الألسن، تُذكر بالأشعار ولا نرى لها تطبيق على أرض الواقع...
أعتذر عن الإطالة ولكن الموضوع يستحق التعليق...
الجوهره