::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - لمحات من تاريخ الأزد
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2006, 08:59 PM   #1
 
إحصائية العضو







منقع الطيب غير متصل

منقع الطيب is on a distinguished road


افتراضي لمحات من تاريخ الأزد

الأزد

الأزد قبيلةٌ عربيةٌ قحطانية كبيرة، يعود أصلها إلى الأزد بن الغوث بن نبث بن مالك بن كهلان.

انقسمت العشيرة إلى أربعة أقسامٍ:

1- أزد غسان ومنازلهم الجزيرة وبلاد الشّام.

2- أزد السراة ومنازلهم في جبال السرة.

3- أزد عُمان وسكنوا عُمان.

4- أزد شنوءة وهُم ينتسبون إلى كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد. سكنوا السّراة في اليمن.

بعد تصدّع سدّ مأرب اليمني، تفرّق السّاكنون هناك فاتّجه الأوس والخزرج نحو يثرب ولحقت به خزاعة بِمَكّة بينما يمّمت وداعة وخزام وعتاك إلى عُمان واتّجه قسمٌ إلى العراق فيما ذهبت جفنة وقضاعة إلى الشّام.

مَلِكَ بنو جفنة في الشّام وصاروا يُعرَفون بالغساسنة، ومَلِك الأوس والخزرج في يثرب ومَلِكَ بنو فهم في العراق.

من شعراء الأزد سواد بن قارب الأزدي. كان كاهنًا في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلَم. ومنهم السّمؤال. كان يهوديًا نزل أبوه أرض تيماء بين الحجاز والشّام وبنى قصرًا من الحجر الأسوَد والأبيض فدُعِيَ بالأبلق.

لجأ الشّاعر امرؤ القيس ابن حجر الكِندي إلى هذا القصر واستودع السّمؤال دروعًا توارثها ملوك كِندَة ثمّ سافر إلى القسطنطينيّة يطلب نجدة ملك الرّوم. ورغم الضّغوط التّي مارسها الحارث الغساني لأخذ الدّروع، أبى السّمؤال ذلك وحافظ على عهده لإمرىء القيس.

ومن شعرائهم أيضًا: الشّنفري وعمرو بن حممة وحاجز بن عوف بن الحارث وعبد الله بن سَلمة وكعب بن معدان الأشعري وابن حمام الأزدي وثابت بن جابر العتكي الأزدي.

الشنفري

هو ثابت بن أوس الأزدي، الملقب بالشنفرى ، يمني الأصل . لم يعرف تاريخ ولادته ، انما يعتقد انه عاش في اوائل القرن السادس . نشأ وعاش بين بني سلامان من بني فَهم الذين اسروه وهو طفل صغير . ولما شبّ وعرف بقصة أسره حلف أن يقتل من بني فهم مائة رجل.
عاش الشنفرى في البراري والجبال مع اخوانه تارة ، ومنفرداً تارة اخرى ، يغزو على قدميه وعلى فرسه ويهاجم الناس ويسلبهم . مات مقتولاً على يد احد افراد القبيلة التي انتقم منها وقتل تسعة وتسعين من رجالها . اما القتيل المائة، فقد قيل إنه بعد ان مات الشنفري رفسه القاتل على جمجمته فدخلت شظية في قدمه وقتلته .

إشتهر الشنفرى اكثر من اقرانه من ما يعرف بشعراء الصعاليك بفضل قصيدته المطولة "لامية العرب" التي أعتبرت بأنها واحدة من أهم وثائق الفن والحياة المعبرة عن نموذج المعيشة الجاهلية. ففيها يطلعنا الشنفري على حياة الصعلوك وتمرده وشجاعته وصبره ، كما يصور لنا اساليب الغزو وانواع الاسلحة المستعملة . وتظهر اللامية حماسة الشاعر للصحراء وتطلعه الى الحرية والوحدة ومغامراته في سبيل إكفاء نفسه واصحابه ، كل ذلك في صياغة شعرية وفنية عالية تبرز فيها فخامة اللغة العربية ايام الجاهلية ، وتعدد زوايا الرؤية الشعرية ، من البراعة والموهبة والذوق ، بحيث حولت مباذل الصعلكة الى قيم خاصة قادرة على تبرير هذا النوع من السلوك المتمرد على تقاليد المجتمع القبلي .

على الرغم ان الشنفرى قد اشتهر كواحد من اشجع فرسان الصعاليك ومن اقواهم شكينة ، فانه كان شاعر غزل لطيف ، كاشفاً لغوايات الانوثة ، متعشقاً لمفاتنها ، متذوقاً لقيم المرأة المتحلية بأخلاق العفة .

من قصائده:..لامية العرب

أقـيموا بـني أمـي ، صـدورَ مَـطِيكم.....................فـإني ، إلـى قـومٍ سِواكم لأميلُ !

فـقد حـمت الـحاجاتُ ، والـليلُ مـقمرٌ.................وشُـدت ، لِـطياتٍ ، مطايا أرحُلُ؛

وفـي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى.........وفـيها ، لـمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ

لَـعَمْرُكَ ، مـا بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ............سَـرَى راغـباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

ولـي ، دونـكم ، أهـلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ..........وأرقـطُ زُهـلول وَعَـرفاءُ جـيألُ

هـم الأهـلُ . لا مـستودعُ الـسرِّ iiذائعٌ.............لـديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ

وكــلٌّ أبــيٌّ ، بـاسلٌ . غـير أنـني...................إذا عـرضت أولـى الـطرائدِ أبسلُ

وإن مـدتْ الأيـدي إلـى الـزاد لم أكن...........بـأعجلهم ، إذ أجْـشَعُ الـقومِ أعجل

ومــاذاك إلا بَـسْـطَةٌ عــن تـفضلٍ..................عَـلَيهِم ، وكـان الأفـضلَ المتفضِّلُ

وإنـي كـفاني فَـقْدُ مـن لـيس جـازياً...............بِـحُسنى ، ولا فـي قـربه مُـتَعَلَّلُ

ثـلاثـةُ أصـحـابٍ : فــؤادٌ مـشيعٌ ،.................وأبـيضُ إصـليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ

هَـتوفٌ ، مـن الـمُلْسِ المُتُونِ ، يزينها........رصـائعُ قـد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ

إذا زلّ عـنـها الـسهمُ ، حَـنَّتْ كـأنها............مُــرَزَّأةٌ ، ثـكلى ، تـرِنُ وتُـعْوِلُ

ولـسـتُ بـمـهيافِ ، يُـعَشِّى سَـوامهُ......مُـجَـدَعَةً سُـقبانها ، وهـي iبُـهَّلُ

ولا جـبـأ أكـهـى مُــرِبِّ بـعـرسِهِ.........يُـطالعها فـي شـأنه كـيف يـفعلُ

ولا خَــرِقٍ هَـيْـقٍ ، كــأن فُــؤَادهُ...............يَـظَلُّ بـه الـكَّاءُ يـعلو ويَـسْفُلُ ،

ولا خــالـفِ داريَّــةٍ ، مُـتـغَزِّلٍ ،...............يـروحُ ويـغدو ، داهـناً ، يـتكحلُ

ولـسـتُ بِـعَـلٍّ شَــرُّهُ دُونَ خَـيـرهِ...............ألـفَّ ، إذا مـا رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ

ولـستُ بـمحيار الـظَّلامِ ، إذا انـتحت..........هـدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ

إذا الأمـعـزُ الـصَّوَّان لاقـى مـناسمي.............تـطـاير مـنـه قــادحٌ ومُـفَـلَّلُ

أُدِيــمُ مِـطالَ الـجوعِ حـتى أُمِـيتهُ ،...........وأضـربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ

وأسـتفُّ تُـرب الأرضِ كـي لا يرى لهُ...........عَـليَّ ، مـن الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ

ولـولا اجـتناب الـذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ..........يُـعـاش بـه ، إلا لـديِّ ، ومـأكلُ

ولـكـنَّ نـفـساً مُــرةً لا تـقيمُ بـي........عـلى الـضيم ، إلا ريـثما أتـحولُ

وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ........خُـيُـوطَةُ مــاريّ تُـغارُ وتـفتلُ

وأغـدو عـلى الـقوتِ الـزهيدِ كما غدا..........أزلُّ تـهـاداه الـتَّـنائِفُ ، أطـحلُ

غـدا طَـاوياً ، يـعارضُ الرِّيحَ ، هافياً.............يـخُوتُ بـأذناب الـشِّعَاب ، ويعْسِلُ

فـلـمَّا لـواهُ الـقُوتُ مـن حـيث أمَّـهُ.........دعــا ؛ فـأجـابته نـظائرُ نُـحَّلُ

مُـهَـلْهَلَةٌ ، شِـيـبُ الـوجوهِ ، كـأنها.........قِــداحٌ بـكـفيَّ يـاسِرٍ ، تـتَقَلْقَلُ....

أو الـخَـشْرَمُ الـمبعوثُ حـثحَثَ دَبْـرَهُ...........مَـحَابيضُ أرداهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّلُ ؛

مُـهَـرَّتَةٌ ، فُــوهٌ ، كــأن شُـدُوقـها......شُـقُوقُ الـعِصِيِّ ، كـالحاتٌ وَبُسَّلُ

فَـضَجَّ ، وضَـجَّتْ ، بِـالبَرَاحِ ، iكـأنَّها.......وإيـاهُ ، نـوْحٌ فـوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛

وأغـضى وأغـضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ........مَـرَاميلُ عَـزَّاها ، وعَـزَّتهُ مُرْمِلُ

شَـكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت.........ولَـلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!.

وَفَــاءَ وفــاءتْ بـادِراتٍ ، وكُـلُّها ،.............عـلى نَـكَظٍ مِـمَّا يُـكاتِمُ ، مُـجْمِلُ

وتـشربُ أسـآرِي الـقطا الكُدْرُ ؛ بعدما.......سـرت قـرباً ، أحـناؤها تتصلصلُ

هَـمَمْتُ وَهَـمَّتْ ، وابـتدرنا ، وأسْـدَلَتْ.......وَشَـمَّـرَ مِـنـي فَــارِطٌ مُـتَمَهِّلُ

فَـوَلَّـيْتُ عـنها ، وهـي تـكبو لِـعَقْرهِ......يُـبـاشرُهُ مـنها ذُقـونٌ وحَـوْصَلُ

كــأن وغـاهـا ، حـجـرتيهِ وحـولهُ........أضـاميمُ مـن سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،

تـوافـينَ مِـن شَـتَّى إلـيهِ ، فـضَمَّها......كـما ضَـمَّ أذواد الأصـاريم مَـنْهَل

فَـعَبَّتْ غـشاشاً ، ثُـمَّ مَـرَّتْ كـأنها ،.....مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ

وآلــف وجـه الأرض عـند افـتراشها.......بـأهْـدَأ تُـنـبيه سَـناسِنُ قُـحَّلُ ؛

وأعــدلُ مَـنـحوضاً كـأن فـصُوصَهُ........كِـعَابٌ دحـاها لاعـبٌ ، فهي مُثَّلُ

فــإن تـبـتئس بـالشنفرى أم قـسطلِ.....لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !

طَـرِيـدُ جِـنـاياتٍ تـياسرنَ لَـحْمَهُ ،.....عَـقِـيرَتُهُ فــي أيِّـها حُـمَّ أولُ ،

تـنامُ إذا مـا نـام ، يـقظى عُـيُونُها ،......حِـثـاثاً إلــى مـكروههِ تَـتَغَلْغَلُ

وإلــفُ هـمـومٍ مــا تـزال تَـعُودهُ........عِـياداً ، كـحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ

إذا وردتْ أصـدرتُـهـا ، ثُــمَّ إنـهـا.......تـثوبُ ، فـتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ

فـإما تـريني كـابنة الـرَّمْلِ ، ضـاحياً.......عـلى رقـةٍ ، أحـفى ، ولا أتـنعلُ

فـأني لـمولى الـصبر ، أجـتابُ بَـزَّه.......عـلى مِثل قلب السَّمْع ، والحزم أنعلُ

وأُعــدمُ أحْـيـاناً ، وأُغـنى ، وإنـما........يـنـالُ الـغِنى ذو الـبُعْدَةِ الـمتبَذِّلُ

فــلا جَــزَعٌ مــن خِـلةٍ مُـتكشِّفٌ.......ولا مَــرِحٌ تـحت الـغِنى أتـخيلُ

ولا تـزدهي الأجـهال حِلمي ، ولا أُرى......سـؤولاً بـأعقاب الأقـاويلِ أُنـمِلُ

ولـيلةِ نـحسٍ ، يـصطلي الـقوس ربها.......وأقـطـعهُ الـلاتـي بـهـا يـتنبلُ

دعـستُ عـلى غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي......سُـعارٌ ، وإرزيـزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ

فـأيَّـمتُ نِـسـواناً ، وأيـتـمتُ وِلْـدَةً........وعُـدْتُ كـما أبْـدَأتُ ، والليل أليَلُ

وأصـبح ، عـني ، بـالغُميصاءِ ، جالساً.......فـريقان : مـسؤولٌ ، وآخـرُ يسألُ

فـقـالوا : لـقـد هَـرَّتْ بِـليلٍ كِـلابُنا......فـقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ.

فـلـمْ تَــكُ إلا نـبـأةٌ ، ثـم هـوَّمَتْ........فـقلنا قـطاةٌ رِيـعَ ، أم ريـعَ أجْدَلُ

فـإن يَـكُ مـن جـنٍّ ، لأبـرحَ طَارقاً.......وإن يَـكُ إنـساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ

ويـومٍ مـن الـشِّعرى ، يـذوبُ لُعابهُ ،......أفـاعيه ، فـي رمـضائهِ ، تتملْمَلُ

نَـصَـبْتُ لـه وجـهي ، ولاكـنَّ دُونَـهُ.........ولا سـتـر إلا الأتـحميُّ الـمُرَعْبَلُ

وضـافٍ ، إذا هـبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ........لـبائدَ عـن أعـطافهِ مـا تـرجَّلُ

بـعـيدٍ بـمـسِّ الـدِّهنِ والـفَلْى عُـهْدُهُ........لـه عَـبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ

وخَـرقٍ كـظهر الـترسِ ، قَـفْرٍ قطعتهُ........بِـعَـامِلتين ، ظـهرهُ لـيس يـعملُ

وألـحـقـتُ أولاهُ بـأخـراه ، مُـوفـياً........عـلى قُـنَّةٍ ، أُقـعي مِـراراً وأمثُلُ

تَـرُودُ الأراوي الـصحمُ حـولي ، كأنَّها.......عَــذارى عـليهنَّ الـملاءُ الـمُذَيَّلُ

ويـركُـدْنَ بـالآصالٍ حـولي ، كـأنني..........مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ

منقووول
أخوكم محمد المسعري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس