|
1- ثـــارَ الـقـريـضُ بـخـاطـري فـدعـونـيأفــضــي لــكــمْ بفـجـائـعـي وشـجـونــي |
2- فالشعـرُ دمعـي حيـنَ يعصرنـي الأسـىوالشـعـرُ عــودي يـــومَ عـــزفِ لـحـونـي |
3- كـم قــال صحـبـي: أيــن غــرُّ قصـائـدٍتـشـجـي الـقـلـوبَ بلحـنـهـا الـمـحــزونِ؟ |
4- وتـخـلّـد الـذكــرى الألـيـمــةَ لــلــورَىتُـتـلـى عـلــى الأجــيــالِ بــعــدَ قــــرونِ |
5- مــا حيلـتـي والشـعـرُ فـيـضُ خـواطـرٍمـــــا دمــــــتُ أبــغــيــهِ ولا يـبـغـيـنــي |
6- والـيــوم عـاودنــي الـمــلاكُ فـهـزنــيطــربًـــا إلـــــى الإنــشـــادِ والـتـلـحـيــنِ |
7- أُلهمتُـهـا عصـمـاءَ تـنـبُـع مِـــن دَمِـــيويَـمُــدُّهــا قـلــبــي ومــــــاءُ عــيــونــي |
8- نـونـيـة والـنــونُ تـحـلـو فـــي فـمــيأبـــدًا فـكــدتُ يُـقــال لــــي ذو الــنــونِ |
9- صَـوَّرتُ فيهـا مـا استطـعـتُ بريشـتـيوتـــركـــتُ لـــلأيـــامِ مــــــا يـعـيـيـنــي |
10- مـا هِمْـتُ فيـهـا بالخـيـالِ فــإنَّ لــيبـغــرائــبِ الأحـــــداثِ مـــــا يُـغـنـيـنــي |
11- أحـداثِ عـهـدِ عصـابـةٍ حكـمـوا بـنـيمـــصـــرٍ بــــــلا خُـــلـــق ولا قـــانـــونِ |
12- أنسـتْ مظالِمُهُـمْ مظالـمَ مَـن خـلَـوْاحــتّـــى تـرحـمَــنــا عـــلـــى نـــيـــرونِ |
13- حَسِبـوا الزمـانَ أصـمَّ أعـمـى عنـهـمُقـــــد نـــوَّمـــوه بـخُـطــبــة وطــنــيــنِ |
14- ويـراعــةُ الـتـاريـخِ تَـسْـخَـرُ مِنـهـمـووتـــقــــومُ بـالـتـسـجـيــلِ والــتــدويـــنِ |
15- وكـفــى بـربــكَ للخلـيـقـةِ مُـحْـصِـيًـافـــــي لــوحِـــهِ وكــتــابِــهِ الـمـكــنــونِ |
16- يـا سائلـي عـن قصـتـي اسـمـعْ إنـهـاقَـصــصٌ مِـــن الأهــــوالِ ذاتُ شــجــونِ |
17- أَمْـسِـكْ بِقَـلْـبِـكَ أنْ يـطـيـرَ مُـفَـزَّعًـاوتــــولَّ عــــن دُنــيــاكَ حــتــى حــيـــنِ |
18- فـالـهـولُ عـــاتٍ والحـقـائـقُ مُــــرةٌتـسـمــو عــلــى الـتـصـويــرِ والـتـبـيـيـنِ |
19- والخطبُ ليس بخطـبِ مصـرٍ وحدَهـابــلْ خَـطْـبُ هــذا الـمـشـرقِ المسـكـيـنِ |
20- فـــي لـيـلـةٍ لـيــلاءَ مِـــن نـوفـمـبـرٍفُـزِّعْــتُ مِـــن نـومــي لـصــوتِ رنــيــنِ |
21- فــإذا كــلابُ الـصـيـدِ تَـهـجـمُ بـغـتـةًوتـحـوطُـنـي عـــــن يــســـرةٍ ويـمــيــنِ |
22- فَتَخَـطَّـفـونـي عــــن ذَوِيَّ وأقـبـلــوافــرحًـــا بـصــيــدٍ لـلـطُّـغــاةِ ســمــيــنِ |
23- وعُزِلـتُ عـن بصـرِ الحـيـاةِ وسمعِـهـاوقُـذفـتُ فــي قـفــصِ الـعــذابِ الـهــونِ |
24- في ساحـة "الحربـي" حَسْبُـكَ باسمِـهمِـــن بـاعــثٍ لـلـرعـبِ قـــدْ طـرحـونـي |
25- مــا كــدتُ أدخــلُ بـابَـه حـتــى رأتْعـيـنـاي مـــا لــــم تحـتـسـبْـه ظـنـونــي |
26- فــي كــلِّ شـبــرٍ لـلـعـذابِ مـنـاظـرٌيَــنـــدى لــهـــا -واللهِ- كـــــلُّ جَــبــيــنِ |
27- فـتـرى العسـاكـرَ والـكــلابَ مُـعَــدَّةًلـلـنـهـشِ طـــــوعَ الـقــائــدِ الـمـفـتــونِ |
28- هــــذي تَــعَــضُّ بِـنـابِـهـا وزمـيـلُـهــايَــعْــدُو عـلـيــكَ بِـسَـوْطِــه الـمـسـنــونِ |
29- ومـضــتْ عــلــيَّ دقــائــقٌ وكـأنَّـهــامــمــا لـقـيــتُ بِــهِــنَّ بِــضْــعُ سِـنــيــنِ |
30- يا ليت شعري ما دهانِ؟! وما جـرى؟لا زلــــتُ حــيًّـــا أم لـقــيــتُ مــنـــونِ؟ |
31- عجـبًـا! أسـجــن ذاك أم هـــو غـابــةٌبــــرزت كـواسـرُهــا جــيــاعِ بــطـــون؟ |
32- أأرى بـنــاءً أم أرى شــقَّــيْ رحًــــىجـــبــــارةٍ لـلـمـؤمـنـيــن طــــحــــونِ؟ |
33- واهًــا! أفـــي حُـلْــمٍ أنـــا أم يـقْـظـةٍأم تـــلــــك دارُ خــيــالـــة وفـــتــــونِ؟! |
34- لا.. لا أشــك.. هــي الحقـيـقـة حـيــةأأشُـــكُّ فـــي ذاتـــي وعـيــنِ يـقـيـنـي؟! |
35- هــذي مقـدمـة الكـتـاب فكـيـف مــاتحـوي الفصـولُ السـودُ مِــن مضـمـونِ؟! |
36- هــذا هـــو الـحـربـي مـعـقـل ثـــورةٍتــدعـــو إلـــــى الـتـحـريــر والـتـكـويــنِ |
37- فــيــه زبـانــيــةٌ أُعِـــــدُّوا لِـــــلْأَذَىوتَـخـصـصـوا فـــــي فــنِّـــه الـمـلـعــونِ |
38- مـتـبـلّــدون عـقـولُــهــم بِـأَكُـفِّــهِــمْوَأَكُــفُّــهُـــم لــلـــشـــرِ ذاتُ حــنـــيـــنِ |
39- لا فـــرقَ بينـهـمـو وبـيــن سِيـاطِـهـمكـــــلٌّ أداةٌ فــــــي يــــــدي مـــأفـــونِ |
40- يـتـلـقـفـون الـقـادمــيــن كــأنــهــمعــثــروا عــلــى كَــنــزٍ لــديــك ثـمـيــنِ |
41- بـالـرِّجـل بالـكـربـاج بـالـيـد بالـعـصـاوبـــكـــل أســـلــــوب خــســيـــس دُونِ |
42- لا يــقــدرون مـفـكــرًا ولــــو انـــــهفــــي عــقــل ســقـــراط وأفــلاطـــونِ |
43- لا يـعـبــأون بـصـالــح ولـــــو انـــــهفـــي زهـــد عـيـسـى أو تـقــى هــــارونِ |
44- لا يرحـمـون الشـيـخ وهـــو مـحـطـموالـظـهــر مــنـــه تـــــراه كـالـعـرجــونِ |
45- لا يشفقـون علـى المـريـض وطالـمـازادوا أذاه بـــقــــســــوة وجــــــنــــــونِ |
46- كـــم عـالــم ذي هـيـبــة وعـمـامــةٍوطــئـــوا عـمـامـتــه بــكـــل مـــجـــونِ |
47- لـو لـم تكـن بيـضـاء مــا عبـثـوا بـهـالـكـنــهــا هـــانـــت هــــــوان الـــديــــنِ |
48- وكـبــيــرُ قـــــومٍ زيَّـنــتْــه لـحــيــةٌأغـرتــهــمــو بــالـــســـب والـتـلــعــيــنِ |
49- قـالــوا لـــه انتـفـهـا بـكــل وقـاحــةلـــــم يــعــبــأوا بـسـنـيـنــه الـسـتــيــنِ |
50- فـــإذا تـقـاعـس أو أبـــى يـــا ويـلــهمــمـــا يــلاقـــي مـــــن أذى وفـــتـــونِ |
51- أتــــــرى أولـــئـــك يـنـتــمــون لآدمٍأم هـــــم مـلاعــيــن بــنـــو مـلــعــونِ؟ |
52- تالله أيــــــن الآدمـــيـــة مـنــهــمــومـــن مـثــل مـحـمــود ومــــن يـاسـيــنِ |
53- مـن جـودة أو مـن ديـاب ومصطـفـىوحــــمــــادة وعـــطـــيـــة وأمــــيـــــنِ |
54- لا تحسبوهـم مسلميـن مــن اسمـهـملا ديـــن فـيـهــم غــيــر ســــب الــديــنِ |
55- لا ديــن يــردع لا ضـمـيـر مـحـاسِـبلا خــــوف شــعــب لا حــمــى قــانـــونِ |
56- مـــن ظـــن قـانـونًـا هـنــاك فـإنـمـاقـانـونـنــا هـــــو حــمـــزة الـبـسـيـونــي |
57- جـــلاد ثـورتـهـم وســـوط عـذابـهــمســـمــــوه زورًا قـــائــــدًا لــســـجـــونِ |
58- وجـــه عـبــوس قـمـطـريـر حــاقــدمـسـتـكـبــر الـقـســمــات والـعـرنــيــنِ |
59- فــي خــده شــجٌّ تــرى مِــن خـلـفـهنـفــسًــا مُــعــقــدةً وقـــلـــبَ لــعــيــنِ |
60- متعطـش للـسـوء، فــي الــدم والــغفـــي الــشــر مـنـقــوع بــــه مـعـجــونِ |
61- هــذا هـــو الـحـربـي مـعـقـل ثـــورةتــدعــو إلــــى الـتـطـويـر والـتـحـسـيـنِ! |
62- هو صورة صغرى استُعيرتْ مِن لظـىفــــى ضـيـقـهــا وعـذابــهــا الـمـلـعــونِ |
63- هــو مصـنـع للهول كــم أهــدى لـنــاصـــــورًا تــذكــرنــا بـــيـــوم الـــديـــن! |
64- هــو فتـنـة فــي الـديـن لــولا نفـحـةمــــن فــيــض إيــمــان وبــــرد يـقــيــنِ |
65- قــل للـعـواذل: إن رمـيـتـم مـصـرنـابـتــخــلــف الـتـصــنــيــع والــتــعــديــن |
66- مصـر الحديثـة قــد عـلـت وتقـدمـتفــــي صـنـعــة الـتـعـذيـب والـتـقـريــنِ! |
67- وتفـنـنـتْ -كـــي لا يـمــل مــعــذب-فـــي الــعــرض والإخــــراج والـتـلـويـنِ! |
68- أسـمـعـتَ بـالإنـسـان يُـنـفـخ بـطـنـهحـتــى يـــرى فـــي هـيـئــة الـبـالــونِ؟! |
69- أسمـعـتَ بالإنـسـان يُضـغـط رأسُـــهبـالـطــوق حــتــى يـنـتـهــي لـجــنــونِ؟! |
70- أسمـعـتَ بالإنـسـان يُشـعـل جسـمـهنــــارًا وقـــــد صـبــغــوه بـالـفـزلـيـنِ؟! |
71- أسمعتَ مـا يَلقـى البـريء ويصطلـيحـتـى يـقـول أنـــا الـمـسـيء خـذونــي؟! |
72- أسمـعـتَ بـالآهـاتِ تخـتـرق الـدُّجــىربـــــاه عــدلـــك إنـــهـــم قـتـلــونــي؟! |
73- إن كنتَ لم تسمـع فَسَـلْ عمـا جـرىمـثـلــي.. ولا يـنـبـيـك مــثـــل سـجــيــنِ |
74- واســأل ثــرى الـحـربـي أو جـدرانــهكـــم مـــن كـسـيـر فــيــه أو مـطـعــونِ |
75- وسلِ السياطَ السود كم شربـتْ دمًـاحــتــى غــــدت حــمــرًا بـــــلا تـلــويــنِ |
76- وسـلِ العروسـة قُبَّحَـتْ مــن عـاهـركـــم مــــن جــريــح عـنـدهــا وطـعـيــنِ |
77- كـــم فـتـيـة زُفـــوا إلـيـهــا عــنــوةسـقـطــوا مــــن الـتـعـذيـب والـتـوهـيـنِ |
78- واسـألْ زنـازيـنَ الجلـيـدِ تُجـبْـك عــنفـــــن الــعـــذاب وصـنــعــة الـتـلـقـيـنِ |
79- بـالـنـار أو بالزمهريـر..فـتـلـك فــــيحــيـــن ، وهـــــذا الـزمـهـريــر بـحــيــنِ |
80- يُلـقـى الفـتـى فـيــه لـيـالـي عـاريًــاأو شــبــه عــــارٍ فــــي شــتــا كــانــونِ |
81- وهنـاك يُملـى الاعتـراف كمـا اشتهـواأَوْ لا..فـــويـــل مــخــالــفٍ وحـــــــرونِ |
82- وسـل المقطـم وهــو أعــدل شـاهـدكــم مــن شـهـيـد فـــي الـتــلال دفـيــنِ |
83- قتلـتـه طُغـمـةُ مـصـرَ أبـشـع قِـتـلـةٍلا بـالــرصــاص ولا الـقــنــا الـمـسـنــونِ |
84- بــــل عـلـقــوه كالـذبـيـحـة هُـيـئــتْلـلــقــطــع والـتــمــزيــق بـالـسـكــيــنِ |
85- وتـهـجــدوا فــيـــه لـيــالــي كـلُّــهــاجـلـدٌ، وهــم فــي الجـلـد أهـــل فـنــونِ! |
86- فـإذا السيـاط عـجـزن عــن إنطـاقـهفـالـكــي بـالـنـيــران خــيـــر ضـمــيــنِ! |
87- ومـضـت ليـالـي والـعــذاب مـسـجـرلـفـتــى بــأيــدي الـمـجـرمـيـن رهــيـــنِ |
88- لـــم يـعـبـأوا بـجـراحــه وصـديـدهــالــــــم يـسـمــعــوا لـــتـــأوه وأنـــيــــنِ |
89- قالـوا: اعتـرف أو مـت فأنـت مخـيـرفــأبـــى الـفــتــى إلا اخـتــيــار مــنـــونِ |
90- وجرى الدم الدفاق يسطر في الثـرىيـــا إخـوتــي استُـشـهـدتُ فاحتـسـبـونـي |
91- لا تـحـزنــوا إنــــي لــربــي ذاهــــبأحــيــا حــيـــاة الــحـــر لا الـمـسـجــونِ |
92- وامضـوا علـى درب الهـدى لا تيأسـوافـالـيـأس أصـــل الـضـعــف والـتـوهـيـنِ |
93- قـولـوا لأمــي:لا تـنـوحـي واصـبــريأنــــا عــنــد خـالـقــيَ الــــذي يـهـديـنـي |
94- أنــا إن حُـرمـت وداعـكـم لجـنـازتـيفـمـلائــك الـرحــمــن لـــــم يَـدَعــونــي |
95- إن لـم يصـلِّ علـيَّ فـي الأرض امـرؤٌحــســـبـــي صــلاتــهــمــو بـعــلــيــيــنِ |
96- أنـا فـي جـوار المصطـفـى وصحـابـهأحــظـــى بــأجـــر لــيـــس بـالـمـمـنـونِ |
97- أنـا فـي رُبـا الفـردوس أقفـز شـاديًـاجــــذلان كالـعـصـفـور بــيــن غــصـــونِ |
98- ولـدانـهـا فـــي خـدمـتـي، وثـمـارهــافــــي قـبـضـتـي، ونـعـيـمـهـا يـدعــونــي |
99- وإذا حُرمت العُـرسَ فـي الدنيـا فلـيمــا شـئـت فـيـهـا مـــن حـســان عِـيــنِ |
100- أمــاه حَـسْـبُـكِ أن أمـــوت مـعـذبًـافــــي الله لا فــــي شــهــوة ومــجـــونِ |
101- ما خُنـتُ دينـي أو حمـاي ولـم أكـنيــومًـــا عـــلـــى حــرمــاتــه بـظـنــيــنِ |
102- فليسـألـوا عـنـي القـنـاة ويـسـألـواعــنــي الـيــهــود فـطـالـمــا خـبــرونــي |
103- سحقًـا لجزاريـن كــم ذبـحـوا فـتـىمسـتـهـتـريـن كــأنـــه ابـــــن لـــبـــونِ! |
104- فــإذا قـضـى ذهـبـوا بجـثـتـه إلـــىتــــل الـمـقـطـم وهــــو غــيــر بـطـيــنِ |
105- لفـوه فـي ثــوب الـدجـى وتسلـلـواســاريـــن بــيـــن مَــغـــاورٍ وحــــــزونِ |
106- واروه ثــم مـحـوا معـالـم رَمْـسِــهفـغــدا كـســرٍّ فــــي الــثــرى مـكـنــونِ |
107- أخفـوه عـن عيـن الأنــام ومــا درواأن الإلــــــــه يــحــوطــهــم بــعـــيـــونِ |
108- والليـل يشـهـد والكـواكـب والـثـرىوكـفــى بــهــم شــهــداء يــــوم الــديــنِ |
109- قـالـوا: محاكـمـة، فقـلـت: روايـــةأعــطــوا لمـخـرجـهـا وســــام فــنـــونِ! |
110- هــي شــر مهـزلـة ومـأسـاة مـعًــاقـــد أضحكـتـنـي مـثــل مــــا تبـكـيـنـي! |
111- أَوَعَــتْ سـجـلات القـضـاء قـضـيـةكـقـضــيــة الإخـــوان؟أيـــن؟ أرونــــــي |
112- الـخَـصـم فـيـهـا مــــدَّعٍ ومـحـقــقٌوهــــو الــــذي يـقـضــي بــــلا قــانــونِ! |
113- إلا هـــواه ومــــا يــــدور بــرأســهمـــــن خــلـــط سـكــيــر ورأي أفــيـــنِ |
114- أرأيـــت محـكـمـة تـرأَّسَـهـا امـــرؤٌيــدعــوه مَــــن عــرفــوه بالـمـجـنـونِ؟! |
115- أرأيــتَ أحــرارًا رَمَــوْا بهـمـو لــدىقـــــاضٍ عــديـــمٌ ديـــنُـــه مـــأبـــونِ؟! |
116- أرأيـــتَ إنـسـانًـا يُــــدان لـقـولــه:الله ربـــــــي، والـحـنـيــفــة ديــــنــــي! |
117- أو قـال: يـا قـومِ ارجـعـوا لكتابـكـمطـــوقِ الـنـجـاة لـكــم بــكــل يـقـيــنِ؟! |
118- يـا ســوء حــظ فـتـى رأوا بسجـلـهشـــرف الـجـهــاد لـعـصـبـة الـصـهـيـونِ! |
119- أو كــان يـومًـا فــي كتـيـبـة فـتـيـةشـهــرت بنـادقـهـا عــلــى الـسـكـسـونِ! |
120- أو كــان حـافـظ آل عـمـران فـقــدظــفـــروا بـبــرهــان عـلــيــه مـبــيــنِ! |
121- هـذي الجرائـم عنـد محكمـة الـردىهــــي غـــــرة تــزهـــو بـــــأي جـبــيــنِ |
122- والـويـل لامــرئ اسـتـبـاح لنـفـسـهإظــهـــار تـعــذيــب ودفـــــع ظـــنـــونِ |
123- سـيـعـود للـحـربـي يـأخــذ حــظــهوجــــزاءه الأوفــــى مــــن الـبـسـيـونـي |
124- أنـا إن نسيـت فلسـت أنسـى ليـلـةفـــي ســاحــة الـحـربــي ذات شــجــونِ |
125- عُدنـا المسـاءَ مِـن المحاكمـة الـتـيكــانــت فــصــول فـكــاهــة ومــجـــونِ |
126- مـا كـاد يعرونـا الكَـرَى حـتـى دعــاداعــي الــردى ..وكـفـاك صــوت أمـيــنِ |
127- فتجـمـع الإخــوان مـمـن حـوكـمـواذا الـيــوم مـــن طـنـطـا إلـــى بـسـيــونِ |
128- أنمـا الأولـى سيحاكمـون فأُحـضـروالِــيَـــرَوا يـقـيـنًــا لــيـــس بـالـمـظـنــونِ |
129- وإذا بـقـائـدنـا الـمـظـفـر حــمــزة!فــي عسـكـر شـاكـي الـســلاح حـصـيـنِ |
130- حـشــد الـجـنـود وصـفَّـهـا بـمـهـارةوكــــأنــــه عــــمـــــرو بــأجــنــاديـــنِ! |
131- وأحـاطــنــا بــبــنــادق ومـــدافـــعفـغــرت لــنــا فــاهــا كَــفِــي الـتـنـيـنِ! |
132-طـابــور "تـكـديـر" ثـقـيـل مــرهــقفــــي وقـــــت أحـــــلام وآن ســكـــونِ |
133- نعـدو كـمـا تـعـدو الظـبـاء يسوقـنـالـهـب السـيـاط شـكـت مـــن التسـخـيـنِ |
134- ومـضـت علـيـنـا سـاعـتـان وكـلـنـاعـــرق تـصـبـب مـثــل فــيــض عــيــونِ |
135- مـن خـر إغمـاءً يـفـق عـجـلًا عـلـىضــربــات صــــوت لـلــعــذاب مـهــيــنِ |
136- ومن ارتمى في الأرض من شيخوخةأو عـــلـــة.. داســــــوه دوس الــطــيــنِ |
137- لـم يكـفِ حمـزة كـل مـا نُـؤْنـا بــهمـــن فــــرط إعــيــاء ومــــن تـوهـيــنِ |
138- فـأتــى يـــوزع بـالـمـفـرَّق دفــعــهبـالـسـوط مـــن عـشـريــن للخـمـسـيـنِ |
139-كــــل يــنـــال نـصـيـبــه بـنــزاهــةفــــي الــعــد والإتــقـــان والـتـحـسـيـنِ! |
140- وإذا نسيـت فلسـت أنـسـى خطـبـةمـــا زال صــــوت خطـيـبـهـا يشـجـيـنـي |
141- إذ قـال حمـزة -وهـو منتـفـخ- فـلـميـــتــــرك لــفــرعـــون ولا قـــــــارونِ: |
142- أين الألى اصطنعوا البطولـة وادّعـواأنـــــي أعـذبــهــم هــنـــا بـسـجـونــي؟! |
143- أظننـتـمـو هـــذا يـخـفـف عـنـكـمـوكــــلا، فـأمـركــم انـتــهــى، وسـلــونــي |
144- أم تحسـبـون كــلام ألــف منـكـمـوعـنـكــم وعــــن تعـذيـبـكـم يـثـنـيـنـي؟! |
145- إنـي هـنـا القـانـون، أعـلـى سلـطـةمـــن ذا يـحـاسـب سـلـطـة الـقـانــون؟! |
146- متـفـرد فــي الحـكـم دون معـقـبمـــن ذا يخـالـفـنـي ومــــن يعـصـيـنـي؟! |
147- فـــــإذا أردتُ وهـبـتُـكــم حــريـــةأو شـئـتُ ذقـتــم مـــن عـذابــي الـهــونِ |
148- مــن منكـمـو سامحـتُـه فبرحمـتـيوإذا أبــيــتُ فـــــذاك طـــــوع يـمـيـنــي |
149- ومـن ابتغـى موتًـا فـهـا عـنـدي لــهمـــــوت بـــــلا غــســـل ولا تـكـفــيــنِ! |
150- يـا فــارسَ الــوادي وقـائـدَ سجـنِـهأبــنــو الـكـنـانــة أم بــنـــو صـهــيــون؟! |
151- هــلا ذهـبـتَ إلــى الـحـدودِ حميتَـهـاوأريــتَـــنـــا أفــــكــــار نــابــلــيـــون؟! |
152- اذهــبْ لـغـزة يــا هُـمــام وأنـسـنـابـجـهــادك الــدامــي صـــــلاح الــديـــن! |
153- أفعنـدنـا كـبـش النِّـطـاح.. ونـعـجـةفـــي الـحــرب جـمــاءٌ بـغـيـر قـــرون؟! |
154- أعرفـت مـا قاسـيـت فــي زنـزانـةكـانــت هـــي الـقـبـر الـــذي يـئـويـنـي؟! |
155- لا بل ظلمتُ القبر، فهو لـذي التُّقـىروض، وتــلــك جـحـيــم أهــــل الــديــنِ! |
156- هــي فــي الشـتـاء وبــرده ثـلاجــةهــي فــي هجـيـر الصـيـف مـثــل أتـــونِ |
157- نُـلـقــى ثـمـانـيـةً بــهــا أو سـبـعــةمـتـداخـلــيــن كـعــلــبــة الــســـرديـــنِ |
158- هــي منتـدانـا وهــي غـرفـة نومـنـاوهــــي الـبـوفـيـه وحــجــرة الـصـالــونِ |
159- هـــي مـسـجـد لصـلاتـنـا ودعـائـنــاهـــــي ســاحـــة لـلــعــب والـتـمــريــنِ |
160- وهـي الكنـيـف وللـضـرورة حكمـهـامـــا الـذنــب إلا ذنـــب مـــن سـجـنـونـي |
161- هي كل ما لي في الحيـاة فلـم يعـدفــي الـكــون مـــا أرجـــوه أو يـرجـونـي |
162- الأرض كــل الأرض عـنـدي أرضـهــاأمـــــا الـســمــاء فـسـقـفـهـا يـعـلـونــي |
163- فيها انقطعتُ عن الوجـود فلـم أعـدأعـنــيــه فـــــي شـــــيء ولا يـعـنـيـنــي |
164-لا أعـرف الأنبـاء عــن دنـيـا الــورىإلا مـــــن الأحــــــلام لــــــو تـأتـيــنــي! |
165- يبكـي الأقـارب غيـبـة حسـبـوا لـهـاشـهـريــن فـامـتــدت إلــــى عـشــريــنِ |
166- ولَـكَــمْ وَفَـــيٌّ زار أهـلــي ســائــلًاعــنـــي بــرفـــق عـلــهــم عـرفــونــي! |
167- والأهـل لا يــدرون: هــل أنــا مـيـتفـــقــــدوه أم حـــــــي فـيـرتـقـبـونــي! |
168- كـم شاعـر فـقـد الـرجـاء بعـودتـيفـــأعـــد فــــــيّ قــصــيــدة الـتـأبــيــنِ |
169- هـذا نصيـبـي يــا أخــي مــن ثــورةقـــد كـنــت أحـسـبـهـا أتــــتْ تحـمـيـنـي |
170- حـظــي بــهــا زنــزانــة صـخـريــةســـوداء مـثــل قـلــوب مـــن أسـرونــي |
171- كـم مـن ليـالٍ بتُّهـا أشكـو الـطـوىوالـبــرد، لـكــن أيـــن مـــن يُشـكـيـنـي؟ |
172- هـــم كـدرونــي لا طـعــام أذوقـــهلاشـــيء مـــن بــــرد الـشـتــاء يـقـيـنـي |
173- فإذا انقضـى التكديـر جـاء طعامهـمدكــنًــا كـأفــكــار الألـــــى اعـتـقـلـونـي |
174- ضـــرب مـــن الـتـعـذيـب إلا أنــــهلابــــد مــنــه لــســد جـــــوع بــطـــونِ |
175- ففطورنـا عــدس مـزيـن بالحـصـىإن الـحـصــى فــــرضٌ عــلــى التـعـيـيـنِ |
176- قـد عِفـتُـه حـتـى اسـمـه وحـروفـهمـــــن عـيــنــه أو دالـــــه والــسِّــيــنِ! |
177- وغـداؤنـا فاصـولـيـةٌ ضـاقــتْ بـهــانـفـســي فــرؤيـــة ُصَـحْـنِـهــا تـؤذيــنــي |
178- وعشـاؤنـا شــيء يـحـيـرك اسـمــهفـكـأنـمــا صـنــعــوه مـــــن غـسـلــيــنِ |
179- لا طـعــم فـيــه ولا غـــذاء وإنــمــايـحـلــو لــنــا مـــــن قــلـــة الـتـمـويــنِ |
180- طـبــق يُـكــال لسـبـعـة أو نـصـفـهوعــلــيَّ أن أرضــــى وقــــد ظـلـمـونـي |
181- لــو أن لــي فـــي جـوفـهـا حـريــةلرضـيـت.. لـكــن أيـــن مـــا يرضـيـنـي؟ |
182- مـن أجــل ضـبـط وُرَيـقـة أو إبــرةولـغــيــر شـيء..طـالـمــا اسـتـاقــونــي |
183- وتجمـعـوا حـولـي ضـــواري هَـمُّـهـانـهـشـي .. ومـــا لـــي حـيـلــة تنـجـيـنـي |
184- إن نمـت توقظنـي السيـاط سريعـةفـالـنــوم لــيـــس يــبـــاح لـلـمـسـجـونِ |
185- وإذا تـحـدثـنـا لـنـذهــب بـالــكــرىحـظــروا الـحـديــث عــلــيَّ كـالأفـيــونِ! |
186- وإذا شَـغـلـنـا بـالــقــراءة وقـتــنــاأخــــذوا جـمـيــع الـكـتــب لـلـتـخـزيـنِ ! |
187- وإذا تلونـا فــي المصـاحـف حـرمـواحـمـل المصـاحـف وهـــي خـيــر قـريــنِ |
188- وإذا تـسـلـيـنـا بـصــنــع مـســابــحجمـعـوا المسـابـح مـــن نـــوى الـزيـتـونِ |
189- هــذي سياستـهـم وتـلـك عقولـهـم:عـيـشــوا بـغــيــر تــحـــرك وســكـــونِ! |
190- إيـاكـمـو أن تـشـتـكـوا أو تـتـألـمـوامـــوتـــوا بــغــيــر تـــوجـــع وأنـــيــــنِ! |
191- يا ويـل مـن قـد مسـه لهـب الظمـافـــدعـــا بــلــطــف لـلـجـنـود:اسـقـونـي |
192- فهنـاك يُسقـى الـمـر مــن أيديهـمـوكـــم كـــل مـسـعــور عـلـيــك حــــرونِ |
193- فالسوط حلال المشاكل، لـم يضـقيــومًـــا بــطـــول مـــــآرب وشـــئـــونِ |
194- مـن راح يشكـو الجـوع فهـو غــذاؤهومــــن ابـتـغــى رِيًّــــا فــــأيُّ مَـعـيــنِ! |
195- ومن اشتكى الإسهـال يجلـد عشـرةهـــــي وصــفـــة الــثـــوار لـلـمـبـطـونِ |
196- ومـن اشتكـى وجـع الصـداع فمثلهـاأو ضـعــفــهــا بــمــكـــان الاســبــريـــنِ |
197- ومـن اشتكـى مـن سـكِّـر فبنحـوهـايــجـــد الـعـلــيــل أعــــــزَّ أنـسـولــيــنِ |
198- هـذا اكتشـاف الـثـورة الـفـذ الــذيفـخــرت بـــه مــصــر عــلــى بـرلـيــنِ! |
199- يـا عصبـة الباستيـل دونكمـو، فـلـنآســـــى عــلـــى الإغـــــلاق والـتـأمـيــنِ |
200- سـدوا علـيَّ البـاب كـي أخلـو إلــىكتـبـي، فـلـي فــي الكـتـب خـيـر خَـديــنِ |
201- وخذوا الكتاب، فإنَّ أنسـي مصحـفٌأتــــلــــوه بـالـتــرتــيــل والـتــلــحــيــنِ |
202- وخذوا المصاحـف، إنَّ بيـن جوانحـيقــلــبًــا بـــنــــور يـقــيــنــه يـهــديــنــي |
203- اللهُ أسـعـدنــي بــظــل عـقـيـدتـيأفيسـتـطـيـع الـخــلــق أن يـشـقـونــي؟! |
204- لحسـاب مـن هــذا الأتــون مسـجـريـلــقــى لـــــه بـالـفـحــم والـبـنــزيــنِ؟ |
205- لحسـاب مـن بطـشـوا بأطـهـر ثـلـةروَّت دمــــاهـــــا أرض فـلــســطــيــنِ؟ |
206- لحسـاب مـن ضربـوا بطولـةَ فتـيـةٍبَـعـثـوا صـــلاح الـديــن فـــي حـطـيــنِ؟ |
207- لحسـاب مـن مكـروا بـإخـوة غـانـموابـــن المـنـيـسـي والـفـتــى شـاهـيــنِ؟ |
208- لحساب من شنقوا المجاهـد يوسفًـاوالـفـرغـلــيّ مــحـــاربَ الـسـكـســونِ؟ |
209- لحسـاب مـن غـدروا بعـودة جـهـرةمـــن غـيــر سـلـطــان عـلـيــه مـبـيــنِ؟ |
210- لحساب مـن قتلـوا ومـا قـد شوهـوامـــــن أوجـــــه أو أظــهـــر وبـــطـــونِ |
211- من عذبوا، من شـردوا، مـن جوعـواومـــن اسـتـذلـوا مـــن لـيــوث عـريــنِ؟ |
212- ألمصر؟ كيـف ونحـن صفـوة جندهـافــــي يــــوم حــــرب لـلـعــدو زَبـــــونِ |
213- أم للعـروبـة فـــي قضيـتـهـا الـتــيأغـنــى بــهــا الـشـهــداء عــــن تبـيـيـنـي |
214- أم يـا تُــرى لقضـيـة الإســلام فــيأوطــانـــه مـــــن طـنــجــة لـبـكــيــنِ؟ |
215- ألمسـلـمـي الأحـبــاش أم لأرتـريــامـــن كــــل مـرتـقــب لــعــون مـعـيــنِ |
216- أم لـلألـى يُفـنَـون فــي القـوقـاز أومـن ذُبِّحـوا فــي الهـنـد أو فــي الصـيـنِ؟ |
217- لا لا وربـــــي، إنـــنـــي لَأقــولــهــابـالــجــزم لا بــالــخــرص والـتـخـمـيــنِ: |
218- لحسـاب مـن هـذا أتـدري يـا أخـي؟لــحــســاب الاسـتـعــمــار الـصـهـيـونــي |
219- أرضـى بنـا الطاغـوتُ سادتَـه لـكـييَــــعِــــدوه بـالـتـثـبــيــت والــتــأمــيــنِ |
220- فالـقـوم يخـشـون انتفـاضـة ديـنـنـابــعــد الـجـمــود وبــعــد نــــوم قــــرونِ |
221- يخـشـون يـعـرُب أن تـجـود بـخـالـدوبـــكـــل ســـعـــد فـــاتـــح مــيــمــونِ |
222- يخـشـون أفريقـيـا تـجــود بـطــارقيـخــشــون تـركــيّــا كـــنـــور الـــديـــنِ |
223- يخـشـون ديــن الله يـرجـع مـصـدرًالـلــفــكــر والــتــوجــيــه والـتـقــنــيــنِ |
224- ويــرون كـــل تـكـتـل يـدعــو لـــهخــطــرًا وخـصـمًــا لــيــس بـالـمـأمــونِ |
225- وهـنـا بــدا البـطـل الهـمـام منـفـذًالـمـخــطــط الـتـبـشـيــر والــمــاســـونِ |
226- ليسـدد الضربـات فـي عـنـف إلــىأقــــــوى بـــنـــاء لــلــدعــاة مــتــيـــنِ |
227- لـيـقـول للـرقـبـاء: قـــروا أعـيـنــاأنـــــا بـاقــتــلاع الأس جــــــد قــمــيــنِ |
228- وكـذاك قــام كمالـهـم فــي تركـيـالــيــطـــارد الإســـــــلام كـالـمـجــنــونِ |
229- واليـوم سـار جمالـهـم فــي خـطـهبــــتـــــدرج وتـــخـــابـــث مـــلـــعـــونِ |
230- ذاك امـــرؤ عـــار ، وهـــذا مـاكــرمــتــلــون يــحــكــي أبــــــا قــلــمـــونِ |
231- يـا مصـر حظـك مثـل حظـي عـاثـركـــم قــــد نـكـبــت بـغـاشــم وخــئــونِ |
232- قلنـا انقضـى عهـد الظـلام وأقبـلـتمــصــر عــلــى عــهــد أغــــر مـكــيــنِ |
233- يمضـي بأمتنـا عـلـى سـنـن الـهـدىويــــردهــــا لــتــراثــهــا الــمــيــمـــونِ |
234-ويـعـيـد عـهــد الـراشـديــن يــمــدهعــــز الـرشــيــد ونـهــضــة الـمــأمــونِ |
235- أمــل أضــاء -كلمـحـة- فــي ثــورةكـنــا لـهــا فـــي الـــروع خـيــر مـعـيــنِ |
236- فــإذا الـــذي ثـرنــا عـلـيـه تـعـيـدهكـالـثـور حـيــن يـــدور فـــي الـطـاحـونِ |
237- ثرنـا علـى مـلـك، فـجـاءوا عـشـرةكــــل يــريــد الـمــلــك غــيـــر رزيـــــنِ |
238- وإذا رئيسهـمـو يــرى فــي نـفـسـهمــلـــك الــمــلــوك ووارث الــفــرعــونِ |
239- فـــي نـفـسـه ودمـائـه:أنـا ربــكــملا تـجـعـلـوا ربًّــــا لــكــم مــــن دونــــي |
240- ثرنـا علـى الأحــزاب فــي تضليلـهـاللـشـعـب.. فـــي توجيـهـهـا الـــلا ديـنــي |
241- مـــا بـالـهـا رجـعــت لـنــا حـزبـيـةعــمــيـــاء ذات دعـــايــــة وطــنــيـــنِ؟ |
242- تــدع البـنـاء يـكــاد يـهــوي ركـنــهوتــهــيـــم بـالــتــزويــق والــتــزيــيــنِ! |
243- صـحـف ومـذيــاع وسـيــل دعـايــةمـتــدفــق الـنــشــرات جـــــدُّ هَـــتُـــونِ |
244- خـطـب تـــوزع لـلـعـراة ليكـتـسـواوصـحـافــة تُــهــدى إلــــى الـمـسـكـيـنِ |
245- أكـداس أرقـام ولـسـت تــرى لـهـاأثـــرًا ســـوى عــــري وجــــوع بــطــونِ |
246- بـــــــرق ولا مـــطــــر، وأوراق ولاثــمـــر، وجـعـجـعــة بـغــيــر طــحــيــنِ |
247- ثـــوريــــة هـــدامــــة شـــريــــرةبــاســم الـبـنــاء تــهــدُّ كــــل حـصــيــنِ |
248- كانـت علـى الإسـلام فــي أوطـانـهشــــرًّا مــــن الـسـكـســون والـلاتــيــنِ |
249- نصـبـت مشانـقـهـا لـقـتـل دعـاتــهبــغــيًــا، بــــــلا شــــــرع ولا قـــانـــونِ |
250- ومضت تصب علـى الألـوف عذابهـامــــن كــــل ذي ثــقــة بــهــذا الــديـــنِ |
251- ســاءت لعـمـري ثــورة مشـئـومـةلـــم نـجــنِ مـنـهـا غــيــر تــــل ديــــونِ |
252- يجـري الخـراب وراءهـا أنـى جــرتوتـــقـــول بـالـتـطـويــر والـتـحـســيــنِ! |
253- يــا ثـــورة كـنــا حـمــاة ظـهـورهـاصــرنــا وقــــود وطـيـسـهـا الـمـجـنــونِ |
254- قالـوا: مباركـة.. ومـا كانـت ســوىحُــمَّــى عــلــى الأحــــرارِ أو طــاعـــونِ |
255- يـــا هـــرة أكـلــت بنـيـهـا غــــدرةقـبـحــت أُمًّــــا كــنــتِ غــيــرَ حــنــونِ! |
256- أفهـكـذا يُـجـزى الجـمـيـل بـضــده؟أيـــــن الـــوفـــاء وأهـــلـــه؟ دلـــونـــي |
257- واهًـا لهـم، كــم أسـرفـوا وتحـيـروافـــي وصـفـنــا مــــن يــســرة لـيـمـيـنِ |
258- قالـوا ويـا لضـلال مـا قـالـوا فـكـمكـالــوا لـنــا تـهـمًــا بـمـحــض ظــنــونِ! |
259- وعــزاؤنـــا أن الـنــبــي فــديــتــهبـأبــي وأمـــي كــــم رُمــــي بـطـعــونِ! |
260- مــن سـاحـر حيـنًـا، لـبــاغٍ، مـفـتـرٍأو كـــاهـــنٍ، أو شـــاعــــر مــجــنـــونِ! |
261- قـالــوا كــذابًــا: دعــــوة رجـعـيــةمـعـزولــة عــــن قـرنــهــا الـعـشـريــن! |
262- الـنـاس تنـظـر لـلأمـام، فـمـا لـهـميـدعـونـنــا لـنــعــود قــبـــل قــــــرون؟ |
263- رجـعــيــة أنـــــا نــغـــار لـديـنـنــاونــقـــوم بـالـمـفــروض والـمـسـنــون؟! |
264- رجـعـيـة أنـــا نـصــون حـريـمـنـا؟!بـئــس الـحـريـم يـكــون غـيــر مــصــونِ |
265- رجـعـيــة أنـــــا نــذرنـــا أنـفــسًــالله تـــحــــيــــا، لا لـــعــــيــــش دون؟! |
266- رجـعـيــة أنـــــا نــربـــي جـنــدنــالــلــحـــق، لا لـتــفــاهــة ومـــجــــونِ؟! |
267- رجـعـيــة أن الــرســول زعـيـمـنــالـسـنــا الــذيــول لـمـاركــس ولـنـيــن؟! |
268- رجـعـيــة أن الـجـهــاد سـبـيـلـنـا؟!نــعـــم، الـجــهــاد ذريــعـــة الـتـمـكـيـنِ |
269- رجعـيـة أن يحـكـم الإســـلام فـــيشـعـب يـــرى الإســـلام أعـظــم ديـــنِ! |
270- أوليـس شـرع الله -شــرع محـمـد-أولـــى بــنــا مــــن شــــرع نـابـلـيـونِ؟! |
271- يــــارب إن تــــك هــــذه رجـعـيــةفـاحـشــرنِ رجـعــيًّــا بــيـــوم الــديـــنِ! |
272- قــل لـلـذي جـعـل الكـنـانـة كـلـهـاسجـنًـا وبـــات الـشـعـب شـــر سـجـيـنِ: |
273- يــا أيـهـا المـغـرور فــي سلـطـانـهأمــن النـضـار خلـقـت أم مـــن طـيــنِ؟! |
274- يا من أسأت لكـل مـن قـد أحسنـوالــــك دائـنـيــن فـكـنــت شــــر مــديــنِ |
275- يـــا ذئـــب غـــدر نـصَّـبـوه راعـيًــاوالــذئــب لــــم يــــك ســاعــة بـأمـيــنِ |
276- يا من زرعتَ الشر لن تجنـي سـوىشـــر وحـقــد فــــي الــصــدور دفــيــنِ |
277- سيزول حكمك يا ظلوم كما انقضتدول أولات عـــســـاكـــر وحــــصـــــونِ |
278- سـتـهـب عـاصـفـة تــــدك بــنــاءهدكـــا .. وركـــن الـظـلـم غــيــر ركــيــنِ |
279- ماذا كسبت وقـد بذلـت مـن القـوىوالـــمــــال بـــــــالآلاف والـمــلــيــونِ؟ |
280- أرهـقـت أعـصـاب الـبــلاد ومـالـهـاورجـالـهــا فــــي الــهـــدم لا الـتـكـويــنِ |
281- وأدرتَ مـعـركــة تــأجَّـــجَ نــارُهـــامـــع غـيــر جــــون بــــول ولا كـوهـيــنِ |
282- هـــل عـــدت إلا بالهـزيـمـة مــــرةوربـحــت غــيــر خــســارة الـمـغـبـونِ؟! |
283- وحفـرت فـي كـل القلـوب مـغـاورًاتــهــوي بــهــا سُــفْــلًا إلــــى سـجــيــنِ |
284- وبنـيـت مـــن أشـلائـنـا وعظـامـنـاجـــســـرًا بــــــه نـــرقــــى لـعـلـيــيــنِ |
285- وصنعـتَ باليـد نعـش عهـدك طائعًـاودقــقـــت إسـفـيـنًــا إلـــــى إسـفــيــنِ |
286- أظنـنـت دعوتـنـا تـمـوت بـضـربـة؟خـابـت ظـنـونـك، فـهــي شـــر ظـنــونِ! |
287- بَلِيَـتْ سياطُـك، والعزائـم لـم تــزلمــنـــا كــحـــد الــصـــارم الـمـســنــونِ |
288- إنـــا لـعـمـري إن صمـتـنـا بــرهــةًفـالـنـار فــــي الـبـركــان ذات كــمــونِ! |
289- تالله مــا الطغـيـان يـهــزم دعـــوةيــومًــا، وفــــي الـتـاريــخ بِــــرُّ يـمـيـنـي |
290- ضع في يـدي القيـد، أَلْهِـبْ أضلُعـيبالـسـوط، ضــع عنـقـي عـلـى السـكـيـن |
291- لـن تستطيـعَ حصـار فكـري ساعـةأو نـــــزع إيـمــانــي ونــــــور يـقـيــنــي |
292- - فالنور في قلبي، وقلبي فـي يَـدَيربــــي، وربـــــي نــاصـــري ومـعـيـنــي |
293- سأعيـش معتصمًـا بحـبـل عقيـدتـيوأمـــــوت مـبـتـسـمًـا لـيـحـيــا ديـــنـــي |
294- صبـرًا أخـي فـي محنتـي وعقيـدتـيلا بــــد بــعــد الـصـبــر مــــن تـمـكـيــنِ |
295- ولنـا بيـوسـف أســوة فــي صـبـرهوقـد ارتـمـى فــي السـجـن بـضـع سنـيـنِ |
296- هــوَّن علـيـك الأمـــر لا تـعـبـأ بـــهإن الــصــعـــاب تـــهــــون بـالـتـهــويــنِ |
297- أمس مضى، واليـوم يسهـل بالرضـاوغـــدٌ بـبـطــن الـغـيــب شــبــه جـنـيــنِ |
298- لا تـيـأسـن مـــن الـزمــان وأهـلــهوتــقـــل مـقــالــة قـــانـــط وحـــزيـــنِ |
299- شــــاة أسـمـنـهـا لــذئــب غــــادريـــــا ضـيــعــة الإعـــــداد والـتـسـمـيــنِ |
300- فعليـك بَـذْرُ الحَـبِّ لا قطـف الجنـىوالله لـلـسـاعــيــن خـــيــــر مــعـــيـــنِ |
301- سـنـعـود للـدنـيـا نـطــب جـراحـهـاســنـــعـــود لـلـتـكـبــيــر والـــتـــأذيـــنِ |
302- ستسيـر فُلْـكُ الحـق تحـمـل جـنـدهوسـتـنـتـهــي لـلـشــاطــئ الــمــأمـــونِ |
303- بالله مـجـراهـا ومـرسـاهــا فــهــلتـخـشـى الـــردى والله خـيــر ضـمـيـنِ؟! |
304- يـا رب خلِّـص مـصـر مــن أعدائـهـاوأعــــن عــلــى طـاغـوتـاهـا الـمـلـعــونِ |
305- يـا رب إن السيـل قــد بـلـغ الـزبـىوالأمـــر فــــي كــــاف لــديــك ونــــونِ |
306- باسم الفراخ الزُغْبِ هيـضَ جناحُهـمفــقــدوا الأَبَ الـحـانــي بـغـيــر مــنـــونِ |
307- بـدمــوع أم روَّعـوهــا فـــي ابـنـهـاوبـكــل دمـــع فـــي الـعـيــون سـخـيــنِ |
308- بـدعــاء شــيــخ شــــردوا أبــنــاءهمــــا بــيــن مـعـتـقـل وبــيــن سـجـيــنِ |
309- بسـهـاد زوج غــاب عـنـهـا زوجـهــافـدعـت لـفـرط جــوىً وفـــرط حـنـيـنِ: |
310- ربــاه رُدَّ عـلـيَّ مـؤنِــسَ وحـشـتـيوأغـــــثْ بــعــودتــه جـــيـــاع بـنـيــنــي |
311- يامـن أجـبـت دعــاء نــوح فانتـصـروحَـمَـلْـتَـه فــــي فـلــكــك الـمـشـحــونِ |
312- يـا مـن أحــال الـنـار حــول خليـلـهرَوْحًـــــا وريـحــانًــا بــقــولــك كــــــونِ |
313- يا مـن أمـرت الحـوت يَلْفِـظُ يونسًـاوســتــرتَـــه بـشُــجــيــرة الـيـقــطــيــنِ |
314- يـــا رب إنـــا مِـثـلـه فـــي كُــربــةفــارحــم عــبــادًا كـلــهــم ذو الــنـــون. |
|